بقلم الشيخ محمد عبدالرحمن الدويري مدير إدارة أوقاف أبوحماد شهدت الفترة الأخيرة حركات وتجمعات إسلامية تدل في حقيقتها علي أن هناك يقظة. تدب في جسد الأمة الإسلامية. وإن كانت هزيلة النتائج. مخيبة للآمال. وهذه النتائج لا تكاد تذكر مع سمو الهدف. وعظمة الرسالة. وإلي الاعوججاج المراد تقويمه في المجتمع. وهنا يتساءل الدعاة عن سر هذا البطء في سير الأمة نحو إسلامها الحق. وتختلف التعليلات باختلاف المتعللين. واختلاف الظروف والأحوال. إلا أن هناك نقطاً يكاد ينعقد عليها الإجماع. منها: مخالفات عهود الظلم والظلام. عهود الاستعمار في بلاد الإسلام والمسلمين. ومنها: الارجالية وعدم التنظيم. فكم ضيعت الفوضي من فرص ذهبية في ميدان الدعوة. فالجمعيات تتعد في البلد الواحد. ولكن بدون تنسيق فيما بينها. كما أن في صفوف الدعاة نماذج هزيلة. ضعيفة الصلة بجوهر الدعوة. قليلة الزاد من مؤهلات الدعاية. وكثيراً ما تختلط المفاهيم في أذهانها. بين الحزبية وبين العمل الإسلامي. الذي يجب أن يكون خالصاً لله تعالي. وهناك ضراوة المطاردة الماكرة التي تفت في أعضاء الدعاة بوسيلة أو بأخري. مما جعله يقوم بتخريب كل نشاط إسلامي. ونتمني أن تتوفر للدعوة رجال ذو صلة متينة بالله. وتظهر في اعزازهم بالله وللقرآن الكريم. وادمانهم لتلاوته. وتدبرهم لمعانيه. يكون القرآن متعة لأرواحهم. وسكناً لأفئدتهم. وشعاعاً لعقولهم. ووقودا لحركاتهم. ومرقاة لدرجاتهم. ففي ذلك الجو النقي. وعلي أولئك الربانيين. يسهل العمل الجماعي. بتوفر الطاقة وصدق النية. قال تعالي: "ومن أحسن قولا ممن دعا إلي الله وعمل صالحاً. وقال إنني من المسلمين" "سورة فصلت 33" ومن أحسن ما نقل عن رسول الله - صلي الله عليه وسلم. اللهم أنا عبدك وابن عبدك. وابن أمتك. ناصيتي بيدك. ماض في حكمك عدل فيَّ قضاؤك. أسألك بكل اسم هو لك. سميت به نفسك. أو انزلته في كتابك. أو علمته أحداً من خلقك. أو استأثرت به في علم الغيب عندك. أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلبي. وضياء بصري. وذهاب حزني. وجلاء همي وغمي.