نقع الأن بين خيارين أحلاهما مر فإما أن نتكاتف جميعا ضد العسكر و نكون فى جانب جماعة الاخوان المسلمين بإعتبار أنهم إحدى القوى الوطنية الفاعلة فى مصر و هذا فيه خطر كبير على دعاة الدولة المدنية فأيدولوجية الأخوان المسلمون تختلف إختلافا كبيرا عن التيارات المدنية و الثورية حيث يريدونها دولة بمرجعية دينية فيما يخالف ماتراه التيارات الليبرالية و الثورية فى مصر . و إما خيار أن نقف مع العسكر ضد الإخوان و هذا خيار من أصعب مايكون فمن منا نسى ماحدث لمصر فى عصر العسكر من قتل و سفك للدماء و دهس لمواطنين عزل و إهانة لخيرة بنات مصر و إعتقالات طالت الألاف من خيرة شباب هذا الوطن , من منا ينسى أن العسكر هم من إبتدع الثورة المضادة التى تريد إحباط نجاحات ثورة الخامس و العشرين من يناير المجيدة . و بعد كل هذا فأى الإختيارين نختار ؟؟؟ نحكم منذ ثورة يونيو حكما عسكريا يمكن تقسيمة لعدة مراحل لعلاقة الأخوان بالعسكر ففى المرحلة الأولى لثورة يونيو كان الأخوان يتمتعون بالحرية إلى أن أتى حادث المنشية عام 1954 و كان قرار الحل الثانى فى تاريخ الجماعة و ظلت الجماعة محظورة و أعضائها معتقلين و مطاردين إلى أن أفرج عنهم الرئيس الراحل محمد أنور السادات ثم بعد ذلك إستشروا فى البلد و نشروا أفكارهم و بزغ من خلفهم الجماعة الإسلامية و جماعة الجهاد متبعين جميعهم فكر المفكر الأخوانى الكبير سيد قطب مع عدد من الفتاوى المستوردة من أرض الحجاز و بقتل السادات على يد الجماعات الجهادية كانت مرحلة أخرى فى تاريخ علاقة الحركات الإسلامية بالعسكر و فى الثمانينات بعد تولى حسنى مبارك سدة الحكم بدأ الأخوان يظهرون على أنهم بديل عن الجماعات الجهادية و كان لهم دور كبير فى وأد فتنة الإرهاب الذى منيت به مصر لفترة كبيرة . و فى مجمل عصر حسنى مبارك كان يتم إضطهاد الأخوان المسلمون و إعتقالهم و فى بعض الأحيان محاكمتهم عسكريا و لكن فى أثناء الإنتخابات الرئاسية الأخيرة ظهرا جليا تأييد الأخوان المسلمون لحسنى مبارك فى تصريح على لسان مرشدهم العام فى حينها مهدى عاكف . و حين قامت الثورة صرح الأخوان أنهم لن ينضموا لها ثم إنضموا حين شعروا بجدية فعل الثورة و يوم ظهورهم فى ميدان التحرير هو يوم ظهور العسكر . أنا قد حسمت إختيارى فلن أختار لا الأخوان ولا العسكر و سأختار مصر الثورة .