الدستور ،البنزين ،الاخوان ،العسكر ،بورسعيد ،الدورية المفقودة ،الحشود الاسرائيلية ،البورصة ،سوريا ،المعونة ،الامريكان هربوا ،..... سؤال يطرح نفسه ..ايه الزحمة دى كلها ؟؟ فى عام 1953 قام الدكتور عبد القادر عودة بصرف المتظاهرين ضد مجلس قيادة الثورة وبعدها بشهور وعقب حادث المنشية 1954 تم اعدام عودة فى مارس من نفس العام . وقبل ان يدير الضباط وجوههم عن الاخوان المسلمين حفلت الفترة التى اعقبت الثورة صدامات كثيرة بين الاخوان والثورة وصلت الى حد التوبيخ الحاد من عبد الناصر لمرشد الاخوان كما شهدت الفترة ايضا ما اسماه البعض وقتها " شهر العسل " بين العسكر والاخوان حيث حلت كافة الاحزاب والتيارات و الحركات والجماعات عدا جماعة الاخوان وتواترت الاقاويل حول حقيقة انتماء جمال عبد الناصر للجماعة الى ان انتهى شهر العسل نهاية مأساوية باعدام عدد كبير من قيادات الاخوان والزج بهم فى غياهب السجون وطمس تاريخهم وتحويلهم الى محض مطاردين من الامن بل واصبح اسم الاخوان المسلمون "شماعة " و أتهام جاهز لكل من يعكر صفو زبانية العصر الناصرى . وما اشبه اليوم بالامس ويبدوا ان الزمن يتطور ويتقدم والعقليات العسكرية والاخوانية محلك سر فها هو الوضع.. صدام وشيك بين العسكر والاخوان عقب انتهاء " شهر العسل بينهما " الاخوان كعادتهم شرهيين للسلطة والمجلس فعل ما فعل من افاعيل وقتل من قتل لضمان وجوده بموقع متميز وفريد بالدولة وخلال العام الاول للثورة تصالحت مصالح الطرفين وتحالفا على ما اسموهم بالبلطجية الخارجين والممولين والعملاء والخونه بل تحول – ليس الاخوان فقط – ولكن التيار الاسلامى كافة الى بوق اعلامى كبير لتشويه كل من يجروء ويعارض المجلس العسكرى فى اى قرار يتخذه واصبح الاخوان هم علماء مصر فى كافة المجالات وما يقولوه حقائق علمية لاتقبل المراجعة او الرد . والان حينما تقلد الاخوان مقاليد التشريع وحاولوا ان يخرجوا عن الدور الذى رسمه لهم العسكرى وتجاسروا وطالبوا بسحب الثقة من الجنزورى وحكومته هددهم العسكرى بحل البرلمان فتراجع الاخوان وظهرت بوادر الاشتباكات السياسية حول اطلاق اليد بين الطرفين ،ولا اعلم لماذا تغافل الاخوان عن حقيقة موقفهم انهم ببساطة مجرد سلاح فى يد العسكر لا يستطيع ان يتمرد عليه والا عاقبه بحبسه فى جرابه فالتيار الأسلامى سمح ان يستخدمه النظام مرة اخرى كأداة لسحق معارضيه مثلما فعل السادات فى منتصف السبعينيات . والان وبعد كل هذا فلا يمكن الا ان نقول " نقطة .. ومن اول الثورة " لابد ان نبدء من جديد عقب انتهاء الصراع الدائر على السلطة بين الاخوان والعسكر فالسلطة لم تكن ضمن مطالب الثورة فالثورة طلبت بوضوح " عيش ،حرية ،عدالة أجتماعية ،" واضيف اليها اخيرا " يسقط حكم العسكر " اما السلطة فلم تكن ضمن المطالب .