يبدو أن الحملة المسعورة على الإعلام المصري الخاص في طريقها للتصاعد في ظل غياب تام للدولة المصرية بمؤسساتها الحارسة للأمن القومي المصري، واستثمارات رجال الأعمال الوطنيين، وكوادر الإعلام التي تباع وتشترى على مرأى ومسمع من الجميع. حيث لجأ شركاء الخيانة إلي فسخ عقود كبار الإعلاميين المصريين، وقطع أرزاقهم على يد قنوات تدعى أنها لأهل مصر وبمساعدة يهوذا الفضائيات وأعوانه بهدف القضاء على صناعة الإعلام والإعلان في مصر والاستحواذ التام على هذه الصناعة بعد بروز دور الإعلام الخاص الوطني، وتأثيره الهائل والذي كان جليا فى ثورة 30 يونيو.
البداية كانت من إم بي سي مصر، والتي قررت أن تضرب بقوة من جديد وتخالف كافة الأعراف المهنية واحترام المنافسة بعد تاريخها السيئ فى المزايدة على القنوات المصرية وسعيها لتخريب السوق المصري، والاستحواذ على كفاءاته وعدم احترام التعاقدات المبرمة مع مذيعين ومعدين ومخرجين كما حدث في قناة الحياة، التى تم تفريغها بين ليلة وضحاها من كل كوادرها على يد شركاء الخيانة "محمد عبد المتعال" وبدعم من شويرى الوكيل الإعلاني، استمرارا لمسلسل الخيانة البائس، والذي يهدف إلي توجيه الرأي العام العربي لصالح كيانات صهيونية. فضحية إم بي سي اليوم، هى قناة سى بى سى، القناة المصرية الرائدة والتي استطاعت أن تنال ثقة الجميع في غضون شهور، وصاحبة النجاحات الكبيرة فى الإعلام المصري والتي باتت تهدد عرش الام بى سى بإعلانها الجريء عن مشروع سى بى سى خليجية الموجهة إلى أهل الخليج ردا على إم بى سى مصر والجزيرة مباشر مصر، وعملاً بمبدأ التعامل بالمثل مع القنوات الخليجية التى دخلت السوق المصرى فى غفلة من الدولة والمسئولين عن حماية الاستثمارات الوطنية.
حيث بدأت خطة شركاء الخيانة، ضد قناة سي بي سي عن طريق الضغط بكل السبل اللا أخلاقية واللا مهنية، وإجبار الشركة العالمية المالكة لحقوق برنامج اكس فاكتور أحد أشهر البرامج الغنائية فى العالم على فسخ تعاقدها مع السي بى سى، بعد أن تعاقدت القناة على بثه لمدة ثلاث سنوات، وإطلاق الموسم الثانى منه.
وقام شركاء الخيانة ب:ام بي سي " مصر، بدفع مبالغ طائلة لشركة الحقوق مقابل فسخ التعاقد وإبرام اتفاق جديد على البرنامج مع مجموعة ام بى سى مما يعنى ببساطة شديدة انه لا احترام للعقود مهما كانت الشروط الجزائية، بالإضافة إلي ضخ أموال لا يعلم مصدرها إلا الله تطيح بمبدأ المنافسة وشرف المهنة وتأخذ المنافسة إلى دوائر المؤمرات والمكائد على الإعلام المصرى بمباركة المندوب السامى الأمريكى سام بيرنت مدير الام بى سى جروب والمارونى انطوان شويرى وكيلا اعلانيا، ويهوذا الفضائيات محمد عبد المتعال.
فالهدف واحد – القضاء على أى فرص لمنافسة القنوات المصرية خارج مصر بل وتدمير فرصها فى السوق المصرى ، ولم يقتصر الأمر علي المتابعين فقط بل أحدث دويا هائلا فى الأوساط الإعلامية وصدمة كبرى لإدارة سى بى سى بعد شهور من التجهيزات والتعاقدات لخروج البرنامج الى النور فى الأول من ابريل لكم دائما الحكم تقول تأتى الرياح يما لا يشتهى صناع الإعلام الوطنى.
ودائما ما تتنوع الأساليب القذرة، فالوجوه واحدة لكن الطرق مختلفة، فالحرب على الأعلام الوطنى خرج من رحم مؤامرات الغرف المغلقة إلى ساحة الشاشات، وكأن مصر كتب عليها أن تكون مرتعا لكل خائن يسعى لتدمير هذه الصناعة والوقوف أمام زحف القنوات المصرية نحو قمة المشهد العربى.
والسؤال الآن،هل يفيق المسئولون المصريون قبل أن تحل الكارثة على رؤوس الجميع ويوقفون هذه المهزلة التى لا تقبل اى دولة محترمة فى العالم أن تتعرض ثقافتها وهويتها لهذا الغزو الهمجي دون أن تتدخل؟.