أربعة عشر شهراً مرت على قيام ثورة 25 يناير المجيدة إلا أن هذه الثورة تمخض عنها برلمان لا يعبر عنها بأى شكل من الأشكال فشهرين كاملين منذ جلس أعضاء البرلمان تحت القبة بزعامة الإخوان المسلمين و لم ينجحوا فى حل مشكلة واحدة و لو حتى بوضع خطة طويلة الأمد بل أكتفوا بمهاترات على شاكلة من يطلب الكلمة ليؤذن و أخر يقوم بإجراء عملية تجميل لأنفه و يختلق قصة عن إعتداء بلطجية عليه ثم خرج علينا نائب الأخوان المسلمين أكرم الشاعر ليحتفل مع جماهير المصرى بالفوز على الأهلى بثلاثة أهداف فى مذبحة إستاد بورسعيد مثيراً لفتنة جديدة لا يعلم إلا الله من يطفئها ناهيكم عن مشروع قانون التظاهر الذى تقدم به النائب الإخوانى صبحى صالح الذى يجرم المتظاهر و يقضى بحبسه 6 أشهر بالإضافى إلى تغريمه 5000 جنيه إذا لم يتقدم بطلب مسبق لوزارة قبلها بثلاثة أيام ليأخذ موافقتها يكون فيه أسباب المظاهرة و عدد المتظاهرين ثم يقوم بنشر الموضوع فى الصحف القومية . أيها الجالسون تحت القبة كفاكم عبثاً و تهريجاً البرلمان لا يدار كما تدار الجمعيات الخيرية أتقوا الله الذى تتشدقون مراراً و تكراراً بأنكم تريدون تطبيق شرعه أرحموا مصر من مراهقتكم السياسية فإن دولة بحجم مصر الإقليمى و الدولى لا يمكن أن يكون أداء نواب برلمانها بعد الثورة بمثل هذا الأداء لقد ظننتم أنكم تمثلون بمفردكم الشرعية وتناسيتم تماماً شرعية التوافق الوطنى و شرعية الميدان لقد تركتوها و هرولتم إلى السيطرة على البرلمان ثم اللجان . فماذا قدمتم لمصر فى القضايا المصيرية التى لا تحتاج لمدة زمنية طويلة لكن تحتاج إلى إرادة سياسية حقيقية فقط . هل تم نقل المخلوع إلى مستشفى طرة ؟ هل تعاملتم بشفافية أمام الرأى العام فى مشكلة أنابيب البوتاجاز ؟ هل تعاملتم بشفافية أمام الرأى العام فى مشكلة البنزين ؟ هل ثأرتم لدماء الشهداء ؟ هل طهرتم المؤساسات الحكومية من المحسوبية أو من رؤسها الفاسدة ؟ هل تم تطبيق الحد الأدنى و الأقصى للأجور فى الحكومة ؟ للأسف لم تقدموا شيئ سوى الشو الإعلامى فى بعض القضايا بل أزداد الأمر سؤاً فالمخلوع لم يتم نقله إلى مستشفى طرة و أصبح الموضوع طى النسيان , مشكلة أنابيب البوتاجاز تفاقمت ولا يعرف أحد سببها أو متى تنتهى , الحال نفسه مع أزمة البنزين , حتى قضية الشهداء و بالأخص شهداء إستاد بورسعيد التى حدثت فى عهد مجلسكم قمتم بتشكيل لجنة للمزايدة بل و خرج علينا نواب بورسعيد و على رأسهم نائب الأخوان أكرم الشاعر ليقول أن النادى المصرى هو بورسعيد مختزلاً تاريخ هذه المدينة الباسلة فى نادى يصارع على الهبوط مقحماً أهالى بورسعيد بمزايدة إنتخابية رخيصة فالقضية كانت فى بدايتها قضية متهم فيها فئة من جمهور النادى المصرى إلى أن أصبحت فتنة بين أهالى بورسعيد و باقى الشعب المصرى بسبب الأداء غير المسؤل من هؤلاء النواب الذين تناسوا أنهم نواب مجلس رقابى تشريعى يخص مصر كلها و ليس النادى المصرى , أما تطهير المؤسسات الحكومية من الفساد و المحسوبية فإليكم هذه الواقعة نجل نائب الأخوان سيد عسكر و رئيس اللجنة ( الدينية ) تم تعيينه فى شركة جاسكو للبترول فى 7/2/2012 رغم انه كان يعمل فى السابق فى شركة بترو تريد للبترول يمكن عشان فلوسها قليلة شوية !!!!!!!!!!!!! و من الممكن أن يكون هذا هو سبب بقاء القيادات الفاسدة فى وزارات المالية و الإعلام و البترول و الداخلية بل و يتم التجديد لمن تجاوز سن المعاش , أما الحد الأدنى و الأقصى للأجور فتم الإلتفاف عليه ليشمل موظفين الحكومة فقط أما مستشارين رؤساء المصالح و الوزراء فلا يتم تطبيقه عليهم على الرغم من أن مرتبات المستشار الواحد قد تكلف الحكومة فى حدود مليون جنيه شهرياً مما وصل بنا إلى أن تتحمل الدولة ما يقارب 20 مليار جنيه سنوياً . و فى نهاية حديثى أذكر السادة النواب أن سبب سقوط الحزب الوطنى و نظام المخلوع لم يكن الفقر فقط بل أن السبب الرئيسى كان هو التعالى الذى أصاب النظام المخلوع و أستئثاره بالسطلة المطلقة متجاهلاً الإجماع الوطنى على أهم القضايا مما فصله عن الشعب و كان الحل هو الميدان و أظن أن العودة إلى الميدان أصبحت حتمية و أقتربت فالإعتصامات بدأت تتزايد رغم محاولتكم لإجهاضها و التقليل منها متناسين أن الإضرابات و الإعتصامات تنتقل بالعدوى و تكون نهايتها الميدان