وصلنى كم هائل من الرسائل تعليقاً على المقال المنشور العدد الماضى تحت عنوان «نداء للسيد الرئيس.. امنح محمد خان جنسيته المصرية» والذى طالبت فيه السيد الرئيس عدلى منصور منح المخرج الكبير محمد خان الجنسية المصرية، التى لن تزيد «خان» أو تنقصه ولكنها ستكون رسالة مهمة من مؤسسة الرئاسة - حتى وإن كانت مؤقتة -ترسخ فكرة احترام المثقفين والمبدعين بكافة أطيافهم، على عكس ما كان يحدث فى عصرى المخلوع والمعزول، فالأول تعامل مع المثقفين والمبدعين باعتبارهم أراجوزات، والثانى تعامل معهم باعتبارهم كفرة وخونة، ولكن الآن وبعد ما بذله المثقفون والمبدعون من جهد للحفاظ على الهوية المصرية من الطمس والتشويه سواء فى عصر مبارك أو مرسى، فيحق لهم الآن أن يشعروا بأن نظرة مؤسسة الرئاسة والحكم فى مصر قد تغيرت تجاههم، فما كتبته الأسبوع الماضى كان مجرد شرارة لحملة تبناها فنانون ومثقفون وزملاء صحفيون عديدون، ضموا جميعهم أصواتهم لصوتى، لتتحول مطالبة حصول محمد خان على الجنسية المصرية، لحملة ضخمة أتمنى ألا تتوقف إلا بإعلان وزير الداخلية المصرى محمد إبراهيم خبر حصول محمد خان على الجنسية المصرية، وهذا لن يكون جميلاً أو معروفًا أو منحة لخان، لأن العقل والمنطق وكل ما هو معقول يقر بأن منح الجنسية لمحمد خان دين لخان فى رقبة مصر، بعد سنوات عمره التى قضاها فى تناول قضايا هذا البلد، ليكون واحدًا من أهم المبدعين الذين أنجبتهم مصر، فخان يعيش ويتنفس وقلبه ينبض بكونه مصريًا، غير مهتم بورقة رسمية تؤكد عليه هويته وانتماءه، ولكن المؤسف أن يظل خان حتى كتابة هذه السطور يعامل على أنه شخص أجنبى أمام الجهات الحكومية والرسمية، ومن العار علينا أن نستمع لتصريحاته بعد أن تخطى السبعين من عمره وهو يقول أتمنى الحصول على الجنسية المصرية، كيف يمر هذا التصريح دون أن يستوقف وزير الثقافة محمد صابر عرب، ليتحرك ويقدم طلبًا لرئيس الجمهورية ووزير الداخلية بمنح محمد خان الجنسية المصرية، كيف يمر هذا التصريح دون أن يستوقف مستشار الرئيس أحمد المسلمانى، الذى فرح المثقفون بتوليه هذا المنصب المهم باعتباره محسوبًا عليهم، كيف لا يكون أحمد المسلمانى سببًا رئيسيًا فى اتخاذ الرئيس عدلى منصور قرارًا بمنح خان الجنسية المصرية، عن نفسى لن أتوقف عن الكتابة والمطالبة بمنح خان جنسيته المصرية، حتى ولو كلفنى الأمر أن أكتب آلاف المقالات، حتى يمسك خان بورقة تعترف بأنه ابن هذه الأرض وجذوره تمتد بها لسابع أرض، وكما ذكرت فهذه فرصة للرئيس عدلى منصور ونظامه وحكومته بأن يرسخ لفكرة احترام المبدعين وتقديرهم، لعل من يأتى بعده، يتعلم منه الدرس، ولا يضع المثقفون والمبدعون فى خانة المهرجين أو خانة الأعداء، لأن الواقع والتجربة أكدا أنهم يتربعون داخل خانة «المخلصين للوطن». أتمنى أن أحتفظ فى درج المكتب بمقالى الثالث للأسبوع القادم، وأن يصدر قرار بمنح محمد خان الجنسية المصرية حتى ولو كان قبل نشر هذا المقال، وقتها فقط سأشعر بأننى رددت جزءًا من جميل شخص سيظل معلقًا فى رقبة هذه البلد حتى ترده إليه.