ترجمة منار طارق ذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن جنوب السودان، التي تعد أحدث دولة في العالم، مهددة باندلاع حرب جديدة. وهذه المرة، لم تعد القضية متعلقة بالتوترات مع الخرطوم التي انفصلت عنها جنوب السودان في يوليو 2011 بعد أكثر من عقدين من الصراعات، ولكن من الممكن أن تندلع حرب أهلية جنوبية أسفرت حتى الآن عن مقتل المئات في جوبا.
وكانت الاشتباكات قد اندلعت منذ الخامس عشر من ديسمبر الماضي عقب الإعلان عن محاولة انقلاب ضد رئيس جنوب السودان سيلفا كير من قبل معسكر نائب الرئيس السابق رياك ماشار الذي يعد أحد منافسيه السياسيين.
وأجرت الصحيفة الفرنسية حوارًا مع كاسى كوبلاند، محللة شئون جنوب السودان فى مجموعة الأزمات الدولية. وأكدت كوبلاند أن جنوب السودان على شفا حرب أهلية، حيث أن الوضع تدهور خلال الأيام الماضية وعدد المناطق المتضررة جراء أعمال العنف يتزايد. وهناك تصعيد عسكري مع أعمال العنف العرقية، حيث تستهدف قوات الأمن في جوبا المدنيين بحسب انتمائهم العرقي.
وشددت كاسي كوبلاند على أن العاصمة جوبا هادئة نسبياً حتى الآن. أما في باقي أنحاء البلاد، وصلت الأعمال الانتقامية إلى طائفة "الدينكا". ووقعت الاشتباكات بصفة خاصة في ولايتي جونقلي والوحدة اللتين تمتلكان الموارد النفطية.
وبالإضافة إلى ذلك، يعد التقدم في مجال الوساطة والحل السياسي بطيء للغاية. وكانت السلطة الحكومية للتنمية أرسلت الخميس الماضي وفدًا إلى جنوب السودان. وفي يوم وصول الوفد، أعرب رياك مشار عن استعداده للحوار إذا ترك الرئيس سيلفا كير السلطة.
وأشارت كاسي كوبلاند إلى ضرورة وقف الأعمال العدائية فورًا مع إجراء مفاوضات تحت رعاية السلطة الحكومية للتنمية. ويجب أن يتجاوز أي اتفاق مجرد المصالحة السياسية، حيث يتعين إصلاح الفجوة التي اتسعت بسبب عملية المصالحة الوطنية. ويجب أن يشارك رجال السياسة والعسكر في هذه العملية.