توقف ثلث الفرنسيين عن تناول طبق "فوا غرا" في موقف أخلاقي بحت، بسبب تعذيب الإوزات وإجبارها على تناول الطعام رغمًا عنها، ليتشحم كبدها حتى الموت. من المعروف على مدى السنين أن كبد الاوز من أشهى وأفخر أنواع الأطعمة في المطبخ الفرنسي، وهو مرتبط بتقاليد هذا الشعب وبثقافة الطهي الفرنسي. وعلى الرغم من شهرة هذا الطبق، أظهر استطلاع حديث للرأي أن الكثير من الفرنسيين يديرون ظهرهم لكبد الإوز لأسباب أخلاقية، تتعلق بطريقة إعداده وتربية الدواجن للحصول على أكبادها.
ووفقًا لاستطلاع الرأي الذي نشر الثلاثاء، يرفض 29% من الشعب الفرنسي شراء فطائر كبد الإوز لأسباب أخلاقية ترتبط بمعاناة الحيوانات. وتشير أرقام الدراسة التي أعدت بتكليف من جمعية حقوق الحيوان الفرنسية إلى أن 44% من المستطلعين يؤيدون حظر صنع هذا الطبق من خلال التغذية القسرية.
ورغم أن كاليفورنيا و "إسرائيل" حظرتا هذا الطبق، إلا أن صحن "فوا غرا" بقي سيد المطبخ الفرنسي طوال عقود...حتى الآن. لكنّ الفرنسيين لم يمتنعوا عن تناوله لأنه مليء بالسعرات الحرارية، بل لأن طريقة صنعه غير أخلاقية. فصمغ الكبد السمين يتطلب إطعام الإوزة بالقوة لتمرض بداء الكبد المتشحم السمين، وهو ما يعتبره الكثير من الفرنسيين تعذيبًا للحيوان. ترغم الاوزة بالقوة على ابتلاع الطعام، حتى لو لم تكن راغبة فيه، بواسطة أنبوب معدني يمر عبر حلقها إلى معدتها مباشرة، لجعل الكبد يتضخم ويمتلئ بالشحوم. ويتم تثبيت الإوزات في وضعية واحدة، وتمنع من الحركة، لتفادي خسارة الطاقة فيتحول كل الطعام إلى شحم فتتورم أقدامها حتى تموت.
يشار إلى أن حملة فيفا! المخصصة لحماية الحيوانات تضغط على المزارعين لوقف إنتاج كبد الإوز من خلال تعذيب الإوز، وتم التوقيع على عريضة ضد بيع هذا المنتج من قبل أكثر من 10,000 من عملاء أمازون وأنصار فيفا. ومع ذلك، انتقدت الحكومة الفرنسية هذا التحرك، مدافعة عن "طبق الذواقة". وقال وزير الزراعة الفرنسي غيوم غارو لوكالة الصحافة الفرنسية: "يؤسفني قرار أمازون، أريد أن نشير إلى الجهود المبذولة من قبل المنتجين الفرنسية على مر السنين للمحافظة على جودة المنتج الحقيقي مع احترام رفاهية الحيوان".
وشدد غارو على أنه واثق جدًا من مستقبل صناعة هذا الطبق الفرنسي، والتي توظف ما يقرب من 100 ألف شخص بشكل مباشر أو غير مباشر في فرنسا. وقال: "أنا أدافع عن هذا القطاع ليس فقط بسبب فرص العمل التي يوفرها بل أيضًا بسبب فكرة معينة عن تراث الطعام الفرنسي". وعلى الرغم من هذه الجهود الحكومية، يبدو أن الكثير من الفرنسيين يعانون صعوبة أخلاقية في ابتلاع كبد الإوز الشهير.