نشرت صحيفة نيو يورك تايمز مقالا للكاتب توماس فريدمان اورد فيه ان المؤرخ فيكتور ديفيس هانسون كتب مؤخرا قطعة بوحشية واضحة الرؤية في الاستعراض الوطني، ناظرا إلى نهج أميركا المختلف مع العراق وإيران وليبيا وسوريا ومصر وباكستانوأفغانستان، وكيف، للأسف، لا يمكن القول أن أيا منهم قد اتي بثماره حتى الآن. وكتب هانسن "دعونا نعيد النظر في مختلف الخيارات السياسية الاميركية في الشرق الاوسط على مدى العقود القليلة الماضية، المساعدة العسكرية أو التدخل العقابي بدون متابعة فشل في معظمها. فمحاولة مساعدة المتمردين الشعبيين للاطاحة بالديكتاتوريين الذين لا يحظوا بشعبية لا تضمن أي شيء أفضل. دعم الطغاة مع المساعدات العسكرية مكروه و له نتائج عكسية على حد سواء. الاحتفاظ بوضوح الأنظمة يؤدي إما إلى الحصول على الأسلحة النووية أو الإبادة الجماعية - أو 16 فدانا من الانقاض في مانهاتن. ما الذي تعلمناه؟ العصبية القبلية، والنفط، والأصولية الإسلامية هي مزيج سيء ترك الأميركيين متعبين من الشرق الأوسط - عندما ينغمسون به، وعندما يحاولون البقاء بعيدا عن ذلك على حد سواء" و يقول الكاتب ان هذا هو السبب في ان الوقت قد حان لإعادة النظر في كل ما يقوموا به هناك. "ما يحتاجه الشرق الأوسط من أمريكا اليوم هو المدارس الحديثة والحقائق الثابتة، و لكننا لم نجد وسيلة لتقديم ايا منهم. لأن هانسون علي حق: ما تعانيه منطقة الشرق الأوسط اليوم هو حقا مزيج سام من القبلية والطائفية بين الشيعة والسنة، والأصولية، والنفط - النفط الذي يغرينا باستمرار للتدخل أو لدعم الحكام المستبدين." هذا المزيج يؤدي إلى تآكل جميع متطلبات المجتمع التطلعي – العبارة عن المؤسسات التي تقدم حكومة لائقة، والسياسة التوافقية التي تنص على التناوب في السلطة، وحقوق المرأة وأخلاقيات التعددية التي تحمي الأقليات ويسمح للتعليم الحديث. و اوضح تقرير الأممالمتحدة للتنمية البشرية العربية الذي نشر في عام 2002 من قبل بعض العلماء الاجتماعيين العرب الشجعان شيئا من هذا القبيل أيضا: ما يعانيه العالم العربي هو عجز في الحرية، وعجز في التعليم الحديث وعجز في تمكين المرأة. لذا ينبغي أن تساعد سياسة الولاياتالمتحدة في التغلب على هذا العجز ، "ولكن يبدو أننا غير قادرين على تحمل ذلك. انظر الي مصر: أكثر من نصف النساء وربع الرجال لا يستطيعون القراءة. الشباب المصريين الذين قادوا الثورة في حاجة ماسة لأدوات تعليمية وحرية لتحقيق النجاح في العالم الحديث. كان ينبغي أن يكون ردنا تحويل أموالنا من مساعدات المعدات العسكرية الي بناء العلم والتكنولوجيا بالمدارس الثانوية وكليات المجتمع في مختلف أنحاء مصر. وبدلا من ذلك، حتى الآن، بعد عام واحد، نحن في حالة مجنونة الي دفع 5 ملايين دولار ككفالة إلى المجلس العسكري المصري للحصول على حرية موظفي الديمقراطية في الولاياتالمتحدة للخروج من السجن هناك، ونحن في طريقنا إلى منح 1،3 مليار دولار لبلد اشرس امراضها الأمية والفقر." و يضيف الكاتب "في أفغانستان، أضحك بصوت عال كلما أسمع مسؤولون في إدارة أوباما، يوضحون ان كل ما نحتاجه تدريب مزيد من الجنود الافغان علي القتال وبعد ذلك يمكن أن نغادر. هل هناك أي شيء أكثر تسلية من ذلك؟ الرجل الأفغاني بحاجة إلى تدريب على القتال؟ و هم من هزموا البريطانيين والسوفييت! المشكلة هي أننا غضضا الطرف عن سرقة الرئيس الافغاني حميد كرزاي الانتخابات، و ادارته النظام الفاسد. ثم أعلن الرئيس أوباما أن سياستنا تتمثل في زيادة القوات الامريكية لطرد حركة طالبان لذا الحكومة الأفغانية "الجيدة" يمكن أن تأتي وتأخذ مكاننا. لا توجد حكومة من هذا القبيل. مشكلتنا ليست في أن الأفغان لا يعرفون طريقة المحاربة. بل أنها ليس لديها ما يكفي من الرغبة في القتال من اجل حكومتهم. كم فرد سيكافاح من أجل كرزاي إذا لم ندفع لهم؟" و هكذا الحال. في باكستان، يضيف الكاتب انهم يدفعون الي الجيش الباكستاني ليكون ذو وجهين، وإلا فسيكون له وجه واحد فقط ضدهم تماما. و في البحرين، ينظرون في الاتجاه الآخر , بينما سحقت السنية الحاكمة المتشددين الحركة التي يقودها الشيعة لمزيد من تقاسم السلطة، يراقبون بصمت حليفتهم إسرائيل و هي تبني المزيد من المستوطنات في الضفة الغربية و التي يعرفون انها كارثة على الديمقراطية اليهودية . و يضيف الكاتب "لكننا لا نقول الحقيقة لباكستان لأن لديها أسلحة نووية. و لا نقول للسعوديين الحقيقة لأننا مدمنون نفطهم. و لا نقولها للبحرين لاننا بحاجة الى قاعدتها البحرية. و لا نقول لمصر الحقيقة لأننا خائفون من نقض كامب ديفيد. و لا نقولها لإسرائيل لأن لديها الأصوات. و لا نقول الحقيقة لكرزاي لأن أوباما خائف ان يقول جون ماكين انه واهن." و يعتذر الكاتب عن هذا, و لكنه يكمل قائلا انه لا يمكنه بناء أي شيء جيد على تربة غنية جدا بالأكاذيب في صالحهم وغنية جدا بالقبلية والطائفية والأصولية بالنفط من جانبهم ,"لا تسيئوا فهمي. فانا أعتقد أن التغيير ممكن، وأنا على استعداد للاستثمار فيه. لكن يجب ان يبدأوا رغبتهم في ذلك. و سأدعم أي شخص في تلك المنطقة يشاركنا حقا قيمنا - وجدول الأعمال لتقرير التنمية البشرية العربية - و يكون على استعداد للقتال من أجلها. ولكني سئمت من دعم الناس لمجرد أنهم يبدون أقل سوءا من بقية اللاعبين و نكتشف في نهاية المطاف انهم علي نفس القدر من السوء".