نظمت اليوم "المنظمة المصرية لحقوق الإنسان", الدورة التدريبية الثانية, وذلك حول المشاركة السياسية للشباب بمقر المنظمة، ولتدريب مجموعة من شباب الجامعات, والأحزاب السياسية, والقوي السياسية حول أهمية المشاركة السياسية للشباب لتعزيز سبل هذه المشاركة في الحياة السياسية المصرية.
وافتتحت "نها شحاته" الباحثة بالمنظمة المصرية لحقوق الإنسان فعاليات الدورة, بالحديث حول المشاركة السياسية للشباب في مصر، بالتأكيد على أهمية المشاركة الشبابية في الشأن العام بوصفها أحدي أهم دعامات المواطنة وديمقراطية المشاركة لدي المجتمعات المعاصرة، فالمشاركة وبخاصة من جانب الشباب تعد المدخل الحقيقي لتعبئة طاقات الأجيال الصاعدة وتجديد الدماء في شرايين النظام السياسي والاجتماعي للوطن والمساهمة في حركة التنمية المتوصلة.
وأكدت أن الشباب هم مستقبل الأمة الواعد، وقادة الغد ورجاله الذين يقع على عاتقهم تطور المجتمع في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وعلى أيديهم تتحقق أهدافه وطموحاته في عالم متطور تسوده تحولات وتحديات سريعة ومتباينة ويعتمد ذلك على ما يوجه للشباب في رعاية تنمي مهاراتهم القيادية وتدريبهم على صناعة واتخاذ القرار في الوقت المناسب.
وقال "محمد البدوي" مدير وحدة العمل الميداني, ان هناك مجموعة من الأسباب تقف وراء عزوف الشباب عن المشاركة في الحياة السياسية مثل قلة الوعي السياسي، وضعف الثقافة السياسية، و ضعف الانتماء، و غياب الهوية، وفقدان القدرة على الحلم بالمستقبل، والخوف من المشاركة السياسية.
كما شدد على ضرورة المشاركة الناجحة، والتي يجب أن تتصف بمجموعة من هذه الخصائص وهى "تقديم الشباب لجهودهم نتيجة شعورهم بالمسئولية الاجتماعية تجاة قضايا أو أهداف المجتمع، وسلوك يكتسبه الشاب خلال تفاعلاته مع الأفراد والمؤسسات الموجودة في المجتمع، وسلوك إيجابي واقعي يقوم على أداء أعمال فعلية وتطبيقية وثيقة الصلة بحياة المجتمع، وعملية اجتماعية شامله ومتكاملة متعددة الجوانب تحتاج لجهد جميع أفراد المجتمع في كل مرحله من مراحل التنمية بدءا بالتخطيط والتنفيذ والرقابة، ولا تقتصر المشاركة على نشاط أو مجال واحد من أنشطة الحياة.
وطرح البدوي استراتيجية لإعداد “سياسة للتمكين السياسي للشباب” من خلال بلورة أهداف التعامل مع الشباب: بأن نخصص نسبة للشباب في مقاعد السلطة مثلا، والاتفاق على وزن عنصر “الجيل” في صنع السياسة العامة: ماذا نريد للشباب؟، وبناء قواعد بيانات موثوق فيها.
بينما تحدث "كريم حسن" وهو باحث العلوم السياسية, حول مقومات المشاركة السياسية للشباب، وكيفية الاستفادة من الطاقات الكامنة لدي الشباب، وذلك من خلال إعداد قاعدة بيانات أولية عن الشباب، من خلال حصر تعداد الشباب في المجتمع، والتوزيع الجغرافي بين الريف والحضر، والمستويات التعليمية، وتوزيعهم من حيث الجنس، الوضع الاقتصادي، والحالة الاجتماعية والانتماءات العقائدية.
وأضاف بأنه لا بد من حل مشاكل الشباب وتلبية احتياجاتهم، بما ينعكس إيجابيا على مشاركة الشباب الفاعلة في كل ما يجري على أرض مصر، وتنمية وعي الشباب بقضايا مجتمعه، فينبغي على كل مؤسسات التنشئة والقائمين على أمرها أن تضع بين يديها كافة القضايا والمستجدات التي تفرض نفسها على المجتمع في لغة سهلة وبسيطة بعيدة عن الغموض والتجريد متحاشية استخدام الأساليب الخطابية الرنانة والمصطلحات العلمية المتخصصة.
وشدد حسن على ضرورة وجود مقومات أساسية لتفعيل دور الشباب في المشاركة السياسية أهمها وجود قيادة متفهمه تنقل الشباب من مرتبة المشاركة إلى اتخاذ القرار ووجود نظام سياسي قادر على نقل الشباب من الدور السلبي وتدعيم الأعلام لأنه الضمان لتشكيل رأي الشباب.