تنصل منها الأهل، طلقها الزوج منذ عشرون عاماً ، وظلت ونجلتها التي لم تكن حينها تتجاوز العامين بمنزل والدها المشيد بالعروق والطوب اللبن ، ولا تملك شيء سوى " ستر الله عليها " . وبعد مرور السنون والأيام كثرت المسؤليات عليها وكبرت الابنة " سماح " ، وتمكنت من خلال مساعدة بعض الأشخاص بقريتها كوم العرب التابعة لدائرة مركز طما بسوهاج ، من الحصول على معاش قدره " 52 جنيها" زادت بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير ل200 جنيه حتى اليوم .
وعن تدبير حالها وقوت يومها قالت " نادية محسب – 45 عاما ، مطلقة ، كنت أدبر قوت يومي وابنتي من خلال شراء بعض الدواجن ، والترزق منهم ببيع البيض منهم ، وكذا تربية الدواجن نفسها وبيعها بالسوق ، وحمدت الله على تلك النعمة التي سألته عدم زوالها ، ظلت "أم سماح " تحيا تلك الحياة المستورة طيلة 23 عاما إلى أن استيقظت ونجلتها فجر يوم السبت الماضي على حطام منزلها ينهار عليها دون منقذ لها ، وبين العويل والصراخ ، والفجأة ضاع المنزل الذي يأويها ونجلتها لتجد نفسها لا قريب يحميها ولا عائل يحنو عليها تحت جناحه في الشارع بلا منزل ولا حتى غرفة تستتر بها .
وبمساعدة أهل القرية تمكنت من الحصول على مفتاح منزل مجاور لمنزلها لا يفضله حالاً ولكنه على نفس تهالكه وخطر سقوطه في أية لحظة .
وبأعين ملأتها الحسرة قبل أن يملأها الأمل في غد أفضل قالت "سماح- 22 سنة- لا تعمل " رفضت الظهور أمام الكاميرا " ضاعت كل حاجتي تحت حيطان البيت وملحقناش نشيل حاجة منها ، أنا وأمي شربنا المر في تحويشها ولا في خال ولا عم معانا " .
وناشدت سماح وأومها الجهات المعنية وعلى رأسها الفريق الأول عبدالفتاح السيسي التدخل لنتجدتهما من سكنى الشوارع بعد أن تخلى عنهما الأهل والجميع وتركوهما في الشارع بلا مأوى .
وباللجؤ لموظفي الضمان الإجتماعي بمركز ومدينة طما بسوهاج ، قال إنه ليس من حق المذكورة الحصول على أية معونات من الضمان أو تعويضات حيث أن الحادث فردي وليس جماعي وذلك بناءاً على القانون رقم 137 لسنة 2012 .
ومن جانبه قال المحاسب كمال شلبي ، رئيس مجلس ومدينة طما بسوهاج ، إنه شقق الوحدات السكنية التابعة للتخطيط الجغرافي بالقرية لم ننتهي بعد من اختيار الأشخاص الذين نتطبق عليهم الشروط من أجل منحهم وحدة سكنية بها ، وأم عن " أم سماح " عليها أن تتبع الطرق القانونية في التقديم من أجل منحها وحدة سكنية إن كانت تنطبق عليها الشروط .
وأضاف ، أحد أهالي القرية وأحد جيران " أم سماح " لقد قامت ثورتان بالبلاد من أجل الطبقة الفقيرة أو المنعدمة كي تعيد لها حقوقها المسلوبة ، وأرى أن هناك حق يجب البحث عنه كحق أم وأبنتها في الحصول على شقة تأويها من مأوى الشوارع والبيوت المهدمة والمهجورة .