كشفت أحدى اجتماعات مكتب الإرشاد عن مخطط الجماعة للاستيلاء على السلطة، وعلى منصة الاجتماع جلس الدكتور محمد مرسى، رئيس حزب الحرية والعدالة آنذاك، ورئيس مصر المعزول فيما بعد، يستعرض الوضع الانتخابى للإخوان فيما كان يجلس إلى جواره كل من الدكتور محمود حسين، أمين عام الجماعة والدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان. وبحسب تسجيلات حصلت عليها الزميلة "اليوم السابع"، بدأ مرسى حديثه بأنه يتوقع أن تنتهى الانتخابات بحصول الإخوان على حوالى 230 أو 235 مقعدا فى مجلس الشعب، وقال بلهجة تملؤها الثقة: "يمكن يبقى الموضوع فى حدود 230 ولو بقى 235 يبقى جيد بالنسبة لنا وده الحد الأقصى اللى نتوقعه مع نهاية الانتخابات.. حضراتكو عارفين إن عدد المقاعد فى البرلمان 498 وفى 10 معينين يعنى 508 يعنى ال%50 تبقى 254 وده إجمالى الصورة". وقبل أن يكمل حديثه، لاحظ مرسى أن شابا يحمل كاميرا ويسجل ما يدور فى الاجتماع فتوقف عن الحديث ومال على محمود حسين وسأله فى همس بلهجة تخفى كثيرا من الهواجس والظنون وراءها: "حضرتك بتسجل الكلام ده يا دكتور محمود؟". أراد حسين أن يطمئنه فرد قائلا: "التسجيل هيجبهولنا إحنا مش هيطلعوا منه حاجة» وأضاف: «مبننشرش منه حاجة خالص". واستكمل مرسى حديثه، قائلا نصا: "مفيش حد بيجادل فى الجماعة اللى بيزرونا من بره.. نائب وزير الخارجية الأمريكى أو غيره من السفراء الكبار وسفراء أمريكا وفرنسا.. مفيش حد بيجادل سواء فى نتيجة الانتخابات أو الحكومة اللى هتخرج منها لكن الجميع متحفظ أن تكون الحكومة ائتلافية مع السلفيين وربما هذا مكر فى السياسة". وفى معرض حديثه عن القوى السياسية انتقل مرسى إلى حزب النور وكان واضحا من كلامه أن العلاقة بين الطرفين لم تكن فى أفضل حالاتها ربما بفعل المنافسة الانتخابية الناشئة آنذاك فقال: "إخوانا بتوع حزب النور متلخبطين شويتين تلاتة وإحنا بنحاول نصبر عليهم عشان متبقاش الصورة إن فى حد له 25 % من البرلمان وملوش مكان تبقى مسألة فجة شوية لكنهم ذهبوا إلى اتجاهات أخرى ومنجحوش فى المسألة دى حتى الآن". وتابع محمد مرسى، قائلا: "بعض الآراء داخلنا إحنا حوالى 4 أو 5 أو 6 أو 10.. عدد قليل محدود يرى أن هناك تصور أنه لو فى 3 مناصب مهمة وهى رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس مجلس الشعب ميبقاش فيهم اتنين من اتجاه واحد، ويتم توزيع الأماكن ال3 على أحزاب مختلفة.. ده بيتقال فى إطار رئاسة الحكومة مش تفاصيلها أما تفاصيلها مسئوليتكم"، مشيرا إلى أن هناك اهتماما أكبر بالعمل الداخلى والوزارات أكثر من الوزارات السيادية "اللى فيها مشاكل"- بحسب تعبيره- وهى وزارات الدفاع والداخلية والخارجية حسبما أكد بلسانه. وقال مرسى،: "فى فعل بيجرى فى البلد إنه يبقى النظام رئاسى شويتين عشان يجى رئيس جديد يبقى هو اللى بيختار الوزارة برضه لكن ده تصور خطأ من اللى بيفكر كده وإلا حال البلد يقف". فى هذا التوقيت أراد محمود حسين أن يصيغ القرار الذى سيصدر عن مجلس الشورى العام، وقال: "مكتب الإرشاد يتولى إدارة المشاركة فى الحكومة المستقرة المقبلة أما قضية المرحلة الانتقالية بتوقيتها وظروفها فيدرسها المكتب"، وأجرى أمين عام الإخوان تصويتا على هذا القرار انتهى بموافقة الأعضاء بالإجماع وعقب ظهور النتيجة دار حديث هامس ضاحك بين مرسى ومحمود حسين لكنه ذو دلالة.. قال مرسى لمحمود حسين تعليقا على نتيجة التصويت: "ده انتوا متعطشين للسلطة بقى"، فضحك حسين ساخرا وقال للأعضاء: "الدكتور مرسى بيقول انتوا متعطشين للسلطة"، فضحك الجميع.