مرسي: إحنا بنمارس ضغط عالي علي الجماعة بتوع الجيش لإنجاح المرشحين بتوعنا في بنها ولابد من مواجهة 'بلطجة' الغول في قنا.. ونوابنا تعاونوا مع سامي مهران بخصوص الشؤون الإدارية محمد مرسي ضاحكا: التصويت بالإجماع علي تفويض مكتب الإرشاد بإدارة ملف الحكومة ده بيقول إنكم متعطشين للسلطة بقي.. ومحمو حسين يرد: إحنا مشتاقين بديع: كارتر قال لي إنتو هتديروا المرحلة وكان حريص علي مناقشة الاتفاقية مع إسرائيل ودور الأحزاب الصغيرة الناشئة والشباب.. والاجتماع يضع خطة للسيطرة علي ميدان التحرير ب'18' ألف إخواني إذا أردت أن تعرف كيف كانت جماعة الإخوان تخطط لحكم مصر بعد ثورة 25 يناير وبالتحديد منذ خوضها انتخابات مجلس الشعب، فعليك أن تقرأ ما جاء في اجتماع مجلس شوري الجماعة الذي انفردت به جريدة 'اليوم السابع' بالصوت والصورة في عددها الصادر صباح اليوم الثلاثاء والتي تعد وثيقة مهمة تكشف كيف كان الاخوان ينظرون باستعلاء الي الاخرين من القوي السياسية والشعب المصري.. واليكم التفاصيل كما نشرتها الجريدة.. ظل مجلس شوري الجماعة في أذهان المصريين كهنة فرعون، لا يعرف أحد عنهم شيئاً، ولا يعرف المصريون ماذا يدور في اجتماعاتهم السرية.. ماذا يقولون فيها؟.. وما هي الخطط السرية التي يضعونها لحكم مصر؟ تأتي أهمية الوثيقة التي ننفرد بها في أنها تكشف كل ذلك.. وتنقلك إلي أجواء المعبد وأسراره ورجاله، تكشف لك كيف ينظر هؤلاء إلي الآخرين.. إلي القوي السياسية.. إلي الشعب المصري.. وإلي العالم الخارجي الذي ظل المحور الشاغل لها، باعتبار أن الخارج، وفي قمته أمريكا، هو صاحب كلمة كبري في طموح الجماعة، اللافت أن الجماعة في كل ذلك تنظر إلي نفسها باستعلاء كبير علي الآخرين، وتتعامل مع الخارج علي أنه يري فيها القوة التي لا ترد لها كلمة. نقدم لك انفرادنا عن اجتماعات مجلس الشوري وفقا لترتيب يقودك إلي أن تفهم كيف كان يفكر مرسي وكيف كان يفكر الشاطر.. وكيف كان يفكر بديع.. وفي الحلقة التي بين يديك اليوم تقرأ كيف كان محمد مرسي يتحدث، ويصول ويجول في تشريح الموضوع السياسي أمام الاجتماع.. وينطق بكلمة موحية 'إنتو متعطشين للسلطة' وذلك بعد أخذ التصويت في قضية المشاركة في الحكم. فرد عليه محمود حسين الأمين العام للجماعة ضاحكا: إحنا مشتاقين يكشف كلام مرسي أمام الاجتماع عن أسرار بعضها كاشف، وبعضها تفهمه بين السطور.. في الأسرار ستري كيف كانت الجماعة تمارس ضغوطها علي المجلس العسكري بقيادة المشير طنطاوي وأثناء الفترة الانتقالية.. ستري كيف كانت تخطط لتشكيل الحكومة كي تقودها منفردة، وتعرف من ذلك السر الكبير في هجومها الكاسح علي حكومة الدكتور كمال الجنزوري التي شكلها المجلس العسكري خلفا لحكومة الدكتور عصام شرف.. هاجمت الجماعة حكومة الجنزوري وخاضت حرب تكسير عظام ضدها تحت قبة البرلمان لإجبار الرجل علي الاستقالة، ووقتها لم يعرف أحد أن هذا الأمر كان مخططا له في اجتماع مجلس شوري الجماعة منذ لحظة شعورها بالفوز بالأغلبية في الجولة الأولي من الانتخابات. في الأسرار ستري كيف كان يرسم الدكتور محمد مرسي طريق الأشواك أمام حكومة الجنزوري.. وكيف يتحدث عن العلاقة مع حزب النور التي يبدو ومنها أن الفراق بينهما واقع لا محالة بسبب النظرة الاستعلائية من الإخوان نحو 'النور' رغم فوزه ب%25 من حصة البرلمان. في الأسرار.. ستعرف مما يقوله مرسي في الحلقة التي بين يدي القارئ اليوم، كيف كانت الجماعة تنظر إلي ثلاثية المناصب العليا في الدولة، رئيس الجمهورية، رئيس الحكومة، ورئيس مجلس الشعب، وتعرف منها أن عين الجماعة كانت عليها جميعًا. فيلا 15 شارع 10 المقطم موجة البرد القارسة التي اجتاحت مصر في يناير من العام 2012 قابلتها سخونة في الأجواء السياسية بوسعها أن تذيب جبالا من الجليد فلم تكن دماء المتظاهرين في ميدان التحرير والمناطق المحيطة به قد جفت بعد.. 15 شهيدا قضوا نحبهم في أحداث مجلس الوزراء وقبلهم بأيام كانت مصر قد نعت 50 من أبنائها في أحداث محمد محمود لكن بركة الدماء هذه لم تكن تهم جماعة الإخوان في شيء.. فقط كان يشغلهم أن نتائج المرحلتين الأولي والثانية من انتخابات مجلس الشعب قد أعلنت أن السلطة دانت لهم بعد 80 عاما من الانتظار، ومن ثم كان 'واجب الوقت' في نظرهم هو تقسيم تلك الكعكة التي هبطت عليهم من السماء والتخطيط للحصول علي أغلبية البرلمان ثم الاستئثار بالحكومة فيما بعد. في ال14 من يناير 2012 صدر بيان مقتضب عن الدكتور محمود حسين يعلن فيه بوصفه الأمين العام لجماعة الإخوان نتائج اجتماع مجلس شوري الجماعة التي تلخصت في بضعة سطور مفادها أن المجلس وافق بالإجماع علي تفويض مكتب الإرشاد بالتشاور مع حزب الحرية والعدالة في اتخاذ ما يراه مناسبا بخصوص المرحلة الانتقالية بالنسبة لمجلس الشعب والحكومة، مع التأكيد علي ضرورة تحمُّل المسؤولية وترجمة ثقة الشعب بهم. علي موقع 'إخوان أون لاين' - الناطق باسم الجماعة - لايزال التعليق الذي تركه ناشط إخواني اسمه علاء سويلم علي نفس البيان مدرجا حتي هذه اللحظة، حيث قال: 'بالله عليكم ده كلام؟ كيف يحق لمكتب الإرشاد التدخل في شؤون الفترة الانتقالية للبلاد؟ وما هو دور الحزب بكل كياناته إذن؟ هل تعدمون الثقة في رجال الحزب يا رجال مكتب الإرشاد؟ وإذا لم يستطع الحزب الحاصل علي الأغلبية إدارة المرحلة الانتقالية دون وصاية فكيف سيدير شؤون الدولة ويحقق نهضة في البلد'، ثم ذيل تعليقه بعبارة ذات دلالة وهي 'إخواني هيطق من جنابه'. لا يوجد دليل يقطع بأن صاحب التعليق هو نفسه الدكتور علاء سويلم القيادي الإخواني بمحافظة الدقهلية الذي تم إلقاء القبض عليه قبل أسابيع بتهمة التحريض علي العنف لكن يقينا لم يكن يعرف شيئا مما دار في هذا الاجتماع وربما عندما يعلم اليوم بتفاصيل الاجتماع الذي تنفرد 'اليوم السابع' بنشر التسجيلات الخاصة به سيعيد التفكير في كل ما جري خلال أحداث السنوات ال3 الماضية وسيطرح علي نفسه ذلك السؤال: هل كانت هذه الجماعة تستحق التضحية بحريتي من أجلها؟ الملابسات الخاصة بالانعقاد الخامس لمجلس شوري جماعة الإخوان منذ ثورة يناير في يوم السبت الموافق 14 يناير والذي تنفرد 'اليوم السابع' بنشر التسجيلات والوثائق الخاصة به تشير إلي مجموعة من الحقائق، منها أنه في ذلك اليوم كانت تجري جولة الإعادة من المرحلة الثالثة والأخيرة لانتخابات مجلس الشعب، وأن النسبة التي حصدها حزب الحرية والعدالة حتي تلك اللحظة كانت تفوق ال%30 من إجمالي المقاعد وكان الهدف من هذا الاجتماع هو النظر فيما بعد الحصول علي أغلبية مجلس الشعب واتخاذ قرار بشأن المشاركة في السلطة. في القاعة العلوية بالفيلا رقم 5 بشارع 10 في المقطم حيث يوجد مقر مكتب إرشاد جماعة الإخوان جلس 108 من أهم قيادات الجماعة علي مستوي الجمهورية يشكلون حوالي 87% من أعضاء مجلس شوري عام الإخوان علي مستوي الجمهورية وعلي منصة الاجتماع جلس الدكتور محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة آنذاك ورئيس مصر المعزول فيما بعد يستعرض الوضع الانتخابي للإخوان فيما كان يجلس إلي جواره كل من الدكتور محمود حسين أمين عام الجماعة والدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان. بدأ مرسي حديثه بأنه يتوقع أن تنتهي الانتخابات بحصول الإخوان علي حوالي 230 أو 235 مقعدا في مجلس الشعب وقال بلهجة تملؤها الثقة: 'يمكن يبقي الموضوع في حدود 230 ولو بقي 235 يبقي جيد بالنسبة لنا وده الحد الأقصي اللي نتوقعه مع نهاية الانتخابات.. حضراتكو عارفين إن عدد المقاعد في البرلمان 498 وفي 10 معينين يعني 508 يعني ال%50 تبقي 254 وده إجمالي الصورة'. وقبل أن يكمل حديثه لاحظ مرسي أن شابا يحمل كاميرا ويسجل ما يدور في الاجتماع فتوقف عن الحديث ومال علي محمود حسين وسأله في همس بلهجة تخفي كثيرا من الهواجس والظنون وراءها: 'حضرتك بتسجل الكلام ده يا دكتور محمود؟'. أراد حسين أن يطمئنه فرد قائلا: 'التسجيل هيجبهولنا إحنا مش هيطلعوا منه حاجة' وأضاف: 'مبننشرش منه حاجة خالص'. اعتدل محمد مرسي في جلسته بعد أن اطمأن لأمر التسجيلات ثم استأنف حديثه عن الوضع الانتخابي لحزب الحرية والعدالة وقال: 'ده الوضع بالنسبة للوضع الانتخابي وده معقول، مستهدفاتنا كانت أعلي من كده قليلا لكن ده جيد وكنت عايز أقترح علي فضيلة المرشد أن إخواتنا اللي عندهم انتخابات النهاردة ينصرفوا بعد ما نخلص الفقرة المهمة لأن وجودهم في دوائرهم مهم جدا، خاصة مسؤولي المكاتب الإدارية'. ولم ينس مرسي أن يتحدث عن موقف عدد من المرشحين الذين يخوضون انتخابات جولة الإعادة في ذلك اليوم، مثل هاني جاد الرب مرشح الحرية والعدالة علي مقعد العمال فردي في دائرة بنها وطارق قطب مرشح العمال فردي في دائرة المنصورة، لكن اللافت أن مرسي اعترف في ثنايا حديثه بأن الإخوان مارسوا ضغطا علي المجلس العسكري آنذاك لإنجاح بعض المرشحين. قال مرسي نصا: 'بنها عندنا تحدي ضخم جدا إلي أبعد حد والمقصود يطيروا هاني مرشح العمال اللي مع محسن راضي وأظن أنهم هيطيروه وأتوقع يطيروا طارق قطب في المنصورة.. عايزين نضغط علي أد ما نقدر وإحنا ضاغطين علي الجماعة بتوع الجيش في هذا الجانب بشكل عالي جدا لأن بعض الأسباب تعود إليهم'. واصل مرسي حديثه عن موقف مرشحي الإخوان في عدد من المحافظات الأخري قائلا: 'برضه هياكلوا من جنوبسيناء بالتأكيد.. لنا فيهم مكانين هياكلوا منهم واحد.. وقنا طبعا الغول والكلام اللي هو بيعمله وضروري نقف مع إخوانا عشان البلطجة اللي بيستخدمها الغول في قنا'. بعد هذه المقدمة انتقل مرسي إلي الخطوة الثانية، وهي الحديث عن التحالف الانتخابي الذي سيمكن الإخوان من الحصول علي الأغلبية داخل مجلس الشعب، حيث قال: الموقف العام جيد بفضل الله سبحانه وتعالي ومازال هناك عدد محتاجينه لتكوين أكثر من%50 وإحنا بالتنسيق مع مكتب الإرشاد علي مدي اليوم والساعة بنحاول قدر المستطاع نوجد نوع من التحالف القوي والفعال بالاتصال بالآخرين وفي تفاصيل كثيرة في هذا الموضوع ربما لا يتسع الوقت إننا نتكلم فيها لكن غالبا سننجح في إيجاد الأغلبية المتآلفة المتحالفة ومعظم الناس اللي لها تأثير وبتقدر وبتفهم بتقول خلاص اللي عنده 235 من 250 يجب أن يؤول ويؤوب إليه الجميع من أجل إيجاد الأغلبية المستقرة في المجلس علشان الجلسات تمشي'. مرسي يكشف علاقة الجماعة بسامي مهران أثناء استطراد مرسي ذكر معلومات مهمة تفسر طبيعة العلاقة التي جمعت الإخوان بسامي مهران أمين عام مجلس الشعب الذي ثار جدل فيما بعد حول تواطؤ محمد سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب السابق معه لاسيما بعد أن أصر علي اصطحابه معه في جولته إلي الكويت رغم صدور قرارات بمنعه -أي مهران - من السفر بسبب اتهامه في عدد من القضايا أمام جهاز الكسب غير مشروع. أكد مرسي أن مهران تعاون مع عدد من نواب الإخوان قبل أن يبدأ مجلس الشعب العمل بحوالي أسبوعين حتي يتمكنوا من الإشراف علي الشؤون الإدارية لمجلس الشعب حيث قال نصا: 'إخوانا راحوا المجلس وتعاونوا مع سامي مهران أمين عام المجلس للتأكد من أن المسائل مترتبة وإن عنده 'الإستاف' بتاعه وإن القاعة بتشتغل لأن دي مسؤولية بنعتبر إن إحنا لازم نقوم بيها بعد كده'. عاد مرسي مرة أخري إلي الحديث عن كيفية الحصول علي أغلبية مجلس الشعب والسيطرة علي المناصب المهمة فيه وقال: 'كل يوم في اتصالين تلاتة وأربعة مع كل القوي والكل بيحاول يوجد لنفسه موضع قدم بطرق متعددة وإخوانا واخدين بالهم من الموضوع.. معظم الناس بيتكلموا علي إن رئيس المجلس لابد أن يكون من الإخوان مفيش حد شذ عن هذا.. والكلام عن الوكلاء يبقوا منين.. واللجان فيها كلام كتير'. خطة الإطاحة بالجنزوري وتشويه صورته انتقل مرسي إلي الهدف الرئيسي من الجلسة وهو التخطيط للمشاركة في الحكم والإطاحة بحكومة الجنزوري التي لم يكن قد مر أيام علي تعيينها بموافقة الإخوان كما يعترف هو في هذه الجلسة، بالإضافة إلي اعتراف ضمني آخر بأنهم عارضوا إسناد رئاسة الحكومة إلي الدكتور محمد البرادعي. قال مرسي: 'المشاركة في الحكم.. العالم كله يترقب هذه المسألة.. الخارجي والداخلي.. الآن هناك حكومة مؤقتة يرأسها الجنزوري وقد أخذ رأينا أو رأي الإخوان في موضوع الجنزوري وكنا موافقين لكن إحنا عارضنا حاجات تانية كانوا عايزينها'، في إشارة واضحة إلي تعيين البرادعي رئيسا للوزراء. يتضح من خلال السطور القادمة كيف وضعت جماعة الإخوان مخطط الإطاحة بحكومة الجنزوري الذي يتسق مع طبيعة سير الأحداث فيما بعد فمازلنا نذكر أزمة سحب الثقة من الحكومة التي أثارتها جماعة الإخوان فجأة وبدون مقدمات في مارس 2012، لكن وفقا لما ورد علي لسان محمد مرسي في هذه الجلسة فإن الأمر كان مبيتا قبل حتي أن يبدأ البرلمان العمل لكنهم وفقا لما قاله مرسي قرروا في هذه الجلسة أن ينتظروا بضعة أشهر ثم يبدأوا بعدها المطالبة بتشكيل حكومة. يقول مرسي: 'الأغلبية ينتقل لها الحكومة والعالم متوقع أن يؤول الأمر إلي الأغلبية سواء خلال شهر.. 2.. 3 أو.. 5.. خلال مدي قصير أو كبير.. الأغلبية البرلمانية لابد أن يخرج منها ومن رحمها حكومة معبرة عنها.. تبقي شكلها إزاي تبقي رئاستها إزاي يبقي تفاصيلها إيه ده ملف إحنا بنحاول نزقه لقدام شوية بضعة أسابيع وربما أحيانا أيام لأن إثارة الجدل واللغط حول هذا الموضوع بتضر أكثر ما تنفع'. مرسي: الأمريكان طلبوا منا عدم التحالف مع السلفيين مخطط الاستئثار بالسلطة التشريعية والسلطة التنفيذية في دولة بحجم مصر لا يمكن أن يمر دون الحصول علي الضوء الأخضر من القوي الخارجية وهو ما أراد مرسي أن يطمئن قيادات الجماعة بشأنه لكنه وقع في اعتراف آخر خطير حين أكد أن القوي الخارجية لديها تحفظات علي أن يشكل الإخوان حكومة ائتلافية مع حزب النور وهو ما انصاعت إليه الجماعة بالفعل حتي عندما تولي مرسي رئاسة الجمهورية. قال مرسي نصا: 'مفيش حد بيجادل في الجماعة اللي بيزرونا من بره.. نائب وزير الخارجية الأمريكي أو غيره من السفراء الكبار وسفراء أمريكا وفرنسا.. مفيش حد بيجادل سواء في نتيجة الانتخابات أو الحكومة اللي هتخرج منها لكن الجميع متحفظ أن تكون الحكومة ائتلافية مع السلفيين وربما هذا مكر في السياسة'. بوضوح شديد حدد مرسي الخطوات التي ستتبعها الجماعة لتشكيل الحكومة في المرحلة الانتقالية فقال: 'خلاصة القول تأجيل الكلام عن تشكيل الحكومة لغاية أما المجلس ينعقد وربما شهر اتنين يبقي في كلام ومشاورات مع الحكومة الموجودة عشان خدمة الناس.. لكن في شبه اتفاق علي أن الإخوان تكون حكومة'، ثم أضاف: 'مسؤولية الحكومة تقع علي الإخوان في المرحلة الجاية'. انتقل مرسي بعد ذلك للحديث عن موقف القوي السياسية من تشكيل الإخوان للحكومة في محاولة واضحة للإيحاء بأن الجميع في مصر من أقصي اليمين إلي أقصي اليسار متفق علي ضرورة أن يشكل الإخوان الحكومة فقال: 'كان لنا لقاء مع أبوالغار قريب، وقال أنا مستغرب إنكو بتقولوا مش هنشكل حكومة دلوقتي.. وقال الناس هتلومكوا لو مشكلتوش حكومة عشان متوقعين منكو تعملوا حاجة وهو المجلس هيعمل حاجة لوحده'. واستشهد مرسي بتصريحات أدلي بها الكاتب الصحفي فهمي هويدي في أحد البرامج التلفزيونية أكد خلالها أنه لا يوجد دولة في العالم يطالب فيها أحد بألا تشكل الأغلبية البرلمانية الحكومة. خطة 'الاستفراد' بالقوي السياسية وعرض مرسي في إيجاز لطبيعة السياسة التي اتبعتها جماعة الإخوان للتعامل مع القوي السياسية، والتي يمكن وصفها بسياسة 'الاستفراد' أو الجلوس مع كل طرف علي حدة بهدف كسر حدة حركة التيارات المعارضة للإخوان آنذاك وكان أبرزها قائمة 'الثورة مستمرة'. قال مرسي: 'زارنا السيد البدوي قريب.. إحنا بنحاول نكسر حدة الحركة الثانية.. بعض الناس اللي ليها عدد قليل جدا من المقاعد.. مقعد أو اتنين تقريبا لغاية دلوقتي.. بيتحركوا بشكل مزعج جدا وإحنا بنحاول نوجد جو أهدا شوية'. ثم أضاف في موضع آخر: 'بنقعد مع أبوالغار لوحده وبنقعد مع السيد البدوي لوحده في إطار كلام عام لكن اللي بيسمع 230 و235 مقعد في مجلس الشعب مبيجادلش كثير.. يمكن الله أراد متبقاش نسبتنا 50% مع إنها قريبة لأنها أقل حدة.. يمكن في مكان ل40 أو 50 أو 60 عضو من اتجاهين تلاتة آخرين ينضموا وتتكون الأغلبية المريحة'. انتقل مرسي في معرض حديثه عن القوي السياسية إلي حزب النور وكان واضحا من كلامه أن العلاقة بين الطرفين لم تكن في أفضل حالاتها ربما بفعل المنافسة الانتخابية الناشئة آنذاك فقال: 'إخوانا بتوع حزب النور متلخبطين شويتين تلاتة وإحنا بنحاول نصبر عليهم عشان متبقاش الصورة إن في حد له%25 من البرلمان وملوش مكان تبقي مسألة فجة شوية لكنهم ذهبوا إلي اتجاهات أخري ومنجحوش في المسألة دي حتي الآن'. تعرض مرسي بعد ذلك إلي مناقشة نقطة في غاية الأهمية تكشف حقيقة النقاش داخل الإخوان حول الاستئثار بالسلطة وأن المجموعة التي رأت وقتها ضرورة أن تتروي الجماعة قليلا في الهرولة باتجاه السلطة كانت نسبتها قليلة للغاية أو محدودة، بحسب تعبيره. مخاوف الاستحواذ علي السلطة قال مرسي: 'بعض الآراء داخلنا إحنا حوالي 4 أو 5 أو 6 أو 10.. عدد قليل محدود يري أن هناك تصور أنه لو في 3 مناصب مهمة وهي رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس مجلس الشعب ميبقاش فيهم اتنين من اتجاه واحد، ويتم توزيع الأماكن ال3 علي أحزاب مختلفة.. ده بيتقال في إطار رئاسة الحكومة مش تفاصيلها أما تفاصيلها مسؤوليتكو'، مشيرا إلي أن هناك اهتماما أكبر بالعمل الداخلي والوزارات أكثر من الوزارات السيادية 'اللي فيها مشاكل' - بحسب تعبيره - وهي وزارات الدفاع والداخلية والخارجية حسبما أكد بلسانه. ومزيد من التوضيح عرض مرسي مبررات ذلك الرأي الذي يري عدم استحواذ الإخوان علي المناصب العليا في الدولة مرة واحدة، وهي مبررات تنظر إلي الخارج أكثر من الداخل حيث قال: 'الرأي اللي بيقول بلاش الاتنين - أي المناصب العليا في الدولة - من نفس الاتجاه عينه في المقام الأول علي الخارج وإن المسؤولية الكبيرة هتبقي مكلفة في الأول بالنسبة للرأي العام وخدمات الناس'. في هذه الأثناء خرج محمد مرسي من القاعة لإجراء مكالمة هاتفية وأثناء غيابه تدخل محمود حسين، وقال موجها حديثه لأعضاء مجلس شوري الإخوان: 'إحنا بنذكر إننا واخدين قرار بعدم المشاركة في الحكومة الانتقالية وبنذكر أيضا أن الجزء الآخر من القرار يخص مكتب الإرشاد ومن صلاحياته مناقشة التفاصيل في إشارة لتفاصيل المشاركة في الحكومة'. لم ينس محمود حسين أن ينبه الأعضاء لعدم الحديث مع وسائل الإعلام حول تفاصيل الاجتماع وقال: 'لاحظوا إننا كتبنا في جدول الأعمال الرؤية المرتبطة بالمستقبل حتي لا نسمح أن يتسرب للإعلام شيء حول هذا الموضوع، ومع ذلك للأسف بعض الإخوة تطوعوا وتحدثوا أيضا عن أشياء معروضة علي مجلس الشوري.. نرجو بعد الجلسة ألا يكون هناك حوار مع الإعلام إطلاقا حول هذا الموضوع'. عاد محمد مرسي مرة أخري وفتح الباب للأسئلة والاستفسارات وتلقي أول استفسار من وائل طلب مسؤول المكتب الإداري للإخوان في حلوان الذي طالب بألا يقل الائتلاف الذي سيشكله الإخوان عن ثلثي أعضاء مجلس الشعب لضمان تسيير العمل داخل المجلس بدون مشاكل، لكن رد محمد مرسي كان غريبا فقال: 'مش كل القرارات محتاجة الثلثين وامتلاك الثلثين في الأول بيعمل مشاكل'. استمرت المناقشات حول مشاركة الإخوان في الحكومة وانتهت إلي أنهم لن يشاركوا بحقيبة أو حقيبتين في الوزارة وإنما سيستحوذون عليها بالكامل عندما تسمح الظروف، ولخص مرسي الموقف قائلا: 'أنتوا قراركم علي ما أفهمه المشاركة الفعالة القوية والإدارة سواء الظروف تسمح مبكرا أو لاحقا لكن مشاركة باتنين تلاتة من وجهة نظري لا'. وأثبت مرسي موقفه بضرورة استثناء وزير مجلسي الشعب والشوري من هذا القرار، حيث قال: 'لكن وزير مجلسي الشعب والشوري مرتبط بالمجلس أكثر من الوزارة ولازم يبقي مننا مينفعش واحد تاني يجي وكل المجلس يهيج عليه وميعرفش يقول حاجة'. الغريب حقا أن مرسي كان في هذا التوقيت منحازا تماما للنظام البرلماني وهو ما تكشف عنه المناقشات حين قال: 'في فعل بيجري في البلد إنه يبقي النظام رئاسي شويتين عشان يجي رئيس جديد يبقي هو اللي بيختار الوزارة برضه لكن ده تصور خطأ من اللي بيفكر كده والا حال البلد يقف'. في هذا التوقيت أراد محمود حسين أن يصيغ القرار الذي سيصدر عن مجلس الشوري العام، وقال: 'مكتب الإرشاد يتولي إدارة المشاركة في الحكومة المستقرة المقبلة أما قضية المرحلة الانتقالية بتوقيتها وظروفها فيدرسها المكتب'.