«شفاء الحب. كشف الحقائق عن الجنسية المثلية. الأسباب. العلاج. الوقاية» هو عنوان الكتاب الذى ألفه الدكتور أوسم وصفى المتخصص فى علاج المثليين، وهو صادر عن الهيئة العامة للكتاب منذ خمس سنوات، ويشرح فيه المؤلف نظريته عن مشكلة كثير من المثليين الذين يعانون بالأساس من افتقاد الحب النفسى، ويروى قصص الكثير من الحالات التى ترددت على عيادته وكان شفاؤهم عن طريق التعامل معهم بعطف وحب، عوضا عن الاضطهاد والكراهية اللذين يواجهون بهما من المجتمع ومعارفهم وأقرب المقربين لهم. يبدأ الدكتور أوسم كتابه بعبارة مارتن لوثر كنج الابن، زعيم حركة الحقوق المدنية فى أمريكا التى تبنت الدفاع عن قضايا السود: «تبدأ حياتنا فى التوقف عندما نتوقف عن الكلام عن الأمور الممّلة».
يرى الدكتور أوسم أن أكبر مشكلة نعانى منها هى الكبت:
«عندما أتكلم عن الكبت الجنسى لا أقصد هنا الممارسة أو عدم الممارسة، فمن الممكن أن نمارس الجنس بشراهة ونحن مكبوتين جنسيا وأن نمتنع عن الممارسة ونحن غبر مكبوتين! الكبت هو ببساطة عدم احترام الجنس والنظر إليه على أنه شر وخطيئة. إن وضع القيود على ممارسة الجنس أمر ضرورى ولازم للحضارة الإنسانية. لكن الكبت هو أن يكون القيد داخليا فى القلب. موقف كبت المشاعر بشكل عام ينشأ من فكرة خاطئة عن الطبيعة البشرية وهى أن الإنسان إذا اعترف بشيء لن يستطيع التحكم فيه وإدارته؛ عندئذ يصبح الإنكار والكبت هما الطريقة الأسلم للتحكم فى المشاعر. لكن الواقع يقول بكل وضوح أن العكس هو الصحيح تماماً. إننا عندما نعترف بمشاعرنا الجنسية وبكل أنواع المشاعر، ونحترمها، نستطيع أن نديرها ونتحكم فيها بنضوج. أما الكبت، فبالرغم من أنه يؤدى للتحكم التام فى أوقات كثيرة، إلا أنه كثيرا أيضا ما يفشل وتخرج المشاعر والرغبات فى صورة بركانية لا نستطيع التحكم فيها».
يبدأ الدكتور أوسم بتبيان بعض الحقائق العلمية المجهولة عن المثلية الجنسية، مثل مدى ارتباطها بمرض الإيدز، ونسبة المثليين والمثليات فى المجتمعات المختلفة، ودور الجينات والتربية والتعليم وتجارب الطفولة السيئة والاعتداءات الجنسية على الأطفال والعلاقات مع الأبوين فى ظهور المثلية، وأنواع المثلية التى تتراوح بين الخلل العضوى البيولوجى، الذى يصل ذروته فى الجنس الثالث الذين يولدون بأعضاء مزدوجة أو مشوهة، والخلل الهرمونى، والخلل النفسى.
وبعد أن يبين الدكتور أوسم الفروق الدقيقة بين المثليين والغيريين، وبين المثليين وبعضهم البعض، ينتقل إلى نظريته فى العلاج أو التعافى من المشاكل النفسية، مع ملاحظة أن المشاكل البيولوجية يصعب، إن لم يكن من المستحيل علاجها.
فى الفصل الخامس والأخير من الكتاب يرصد الدكتور أوسم بعض الحالات التى ترددت على عيادته مطبقا عليها نظريته فى العلاج، ومنها حكاية «ن.ق.» التى اقتبست منها حكاية فيلم «أسرار عائلية»، وهذا الشاب كما علمت من الدكتور أوسم شفى منذ أربع سنوات ويستعد للزواج الآن ومواصلة حياته الطبيعية.
الكبت والصمت والانكار هى التي تفاقم من حجم المشاكل، أما الاعتراف بها فهو الذى يؤدى إلى مواجهتها وعلاجها، أو على الأقل التصالح مع النفس حتى لا يتحول كل مثلى إلى مجرم أو منحرف يرغب فى الانتقام من المجتمع بكل الطرق.. ولكن قدرنا أن نؤذن فى مالطا وأن ننفخ فى القربة المقطوعة!