قال نشطاء، أمس الخميس، أن جهاز الاستخبارات السورى ألقى القبض على 230 رجلاً على الأقل من بين مجموعة من المدنيين تم إجلاؤهم هذا الأسبوع من بلدة فى ريف دمشق تحاصرها قوات الرئيس بشار الأسد بعد التوصل لاتفاق نادر مع مقاتلى المعارضة، وأضافوا أن الاتفاق أدى إلى تمكين 1800 مدنى من الفرار من بلدة معضمية الشام السنية، يوم الثلاثاء، لكن معظم الذكور الذين تتراوح أعمارهم من 14 إلى 45 عاماً تم القبض عليهم، واقتيدوا إلى مجمع لاستخبارات القوات الجوية.
وقال أحمد المعضمانى، وهو ناشط فى المعضمية يستخدم اسماً مستعاراً، "خرقت قوات النظام الاتفاق بمجرد أن بدأ تنفيذه، وقاموا بفصل الذكور عند وصولهم إلى مدخل البلدة وقبضوا عليهم"، وأضاف قائلاً "أفرج عن عدد قليل فى الموقع، لكن 230 وضعوا فى حافلات انطلقت بهم.. بعضهم أطرافهم مبتورة أو مصابون بإعاقة عقلية".
ولم يمكن التأكد من صحة التقرير من مصدر مستقل، ولم يصدر تعقيب فورى من السلطات السورية، وقالت الحكومة السورية إن سكان المعضمية "محتجزون رهائن" على أيدى إرهابيين.
والمعضمية الواقعة على بعد 8 كيلومترات جنوب غربى دمشق هى واحدة فى سلسلة مناطق سنية على مشارف العاصمة كانت فى صدارة الانتفاضة ضد الأسد الذى ينتمى إلى الطائفة العلوية التى تسيطر على سوريا منذ عقد الستينيات من القرن الماضى، وقال بيان من الرابطة السورية لحقوق الإنسان -وهى جماعة يرأسها المعارض عبد الكريم الريحاوى - إن 20 جريحاً كانوا بين أولئك الذين ألقى القبض عليهم، وأن الرابطة "تبدى تخوفها الشديد من تعرضهم للتعذيب".
وأضاف البيان قائلاً، أن الرابطة تدعو "المجتمع الدولى لضرورة التحرك العاجل لإنقاذ حياة آلاف المدنيين المحاصرين داخل بلدة معضمية الشام المحاصرة بشكل كامل فى ظل انهيار كامل لكافة مقومات الحياة بالتزامن مع حملة التجويع الممنهجة (الجوع أو الركوع) التى تتبعها السلطات السورية كسياسة عقابية تهدف لإخضاع البلدة الثائرة".
وإجلاء المدنيين يوم الثلاثاء كان الثالث من المعضمية، وتقول الأممالمتحدة إن 3000 امرأة وطفل غادروا البلدة بالفعل، وتقول المعارضة إن 12 ألف شخص يواجهون المجاعة والموت فى البلدة التى تصفها بأنها مدمرة بنسبة 90%.