من نعم الله على عبادة أن يسخر لهم من صنعه عز وجل " الليل ، والنهار " و " الشمس ، والقمر " و " الأنعام ، والدواب " لينتفع بها الانسان ، وتيعلم من خلالها عبراً وعظات ولتفتح أمامه أبواباً من أبواب " الخير " ... ومما سخر الله لنا ، فصل الشتاء .... فما هى ابواب الخير فى ذلك الفصل ؟ وكيف يمكن للملسم الاستفادة منه ؟ ! يجيب الدكتور عبد الحكيم الصعيدى استاذ التفسير وعلوم القران بجامعة الازهر الشريف ..: إن القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة لم يتركا امراً من أمور الدنيا إلا وبيناه للناس فقال الله تعالى " والانعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون"... فهذه الانعام خلقها الله تعالى لنفع الانسان !! ومن بين هذا النفع اعطاء الدفء للإسان فى فصل الشتاء حيث البرد الشديد ، وقد كان عمر بن الخطاب رضى الله عنه يكتب لعماله : إن الشتاء قد حضر فتأهبوا له أهبته من الصوف والخفاف والجوارب واتخذوا الصوف شعاراً ودثاراً .. أن من الدورس المستفادة من برد فصل الشتاء تذكر الناس بعذاب الله فى الآخرة ونعيم أهل الجنة فقد ذكر الله تعالى عن أهل الجنة انهم " لا يرون فيها شمسا ولا زمهريراً " والزمهرير هو البرد الشديد الذى يؤذى البدن ، نتيجة انخفاض درجة الحرارة انخفاضاً شديداً ، وقد وضح هذا ايضاً الرسول صلى الله عليه وسلم فقال " اشتكت النار الى ربها فقالت : يا رب أكل بعضي بعضا فإذن لى بنفسين ، نفس فى الشتاء ، ونفس فى الصيف فهو أشد ما تجدون من الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير ". ويجب أن يكون برد الشتاء دافعاً لتقوية علاقات الآخوة فى الاسلام ، فعندما تحس بالبرد تتذكر اخوانك اللذين هم فى أمس الحاجة إلى ملابس وبطاطين وأغطية تقيهم من البرد الشديد ، فسرعان ما تتوجه لمساعدة الآخرين وتبدأ بذوى الآرحام ثم الجيران ثم الاقرب فالاقرب ، وكان منذ زمن ليس ببعيد نقوم بجمع تبرعات ماتمسى " معونة الشتاء " يكون هدفها مساعدة غير القادرين . ومن أبواب الخير أيضاً فى فصل الشتاء ..... " الصيام " فقد قال النبى صلى الله عليه وسلم " الصيام فى الشتاء الغنيمة الباردة " فأجر الصيام عظيم عند الله ، وفرصة الشتاء ان نهاره قصير فلن يحس المؤمن بمشقة فى هذا الصيام . كذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الشتاء ربيع المؤمن ، يقوم ليله ويصوم نهاره " . فكما ان الصيام يكون سهلاً لقصر النهار ، فإن القيام أيضاً تكون فرصته كبيرة طوال الليل .