أصدر الشيخ حافظ سلامة رمز المقاومة الشعبية وقائدها بالسويس بيانا في ذكرى إنتصار السادس من اكتوبر الأربعين الذي لعب خلاله الشيخ حافظ دورا أساسيا في الحفاظ على هذا الإنتصار بقيادته المقاومة الشعبية داخل السويس والصمود مائة يوم أمام الحصار الإسرائيلي عقب الثغره حول المدينه والذي قادها شارون قائد قوات المدرعات الإسرائيلية في ذلك الوقت ورئيس وزراء إسرائيل الأسبق جاء في البيان الذي أصدره قبل سفره اليوم إلى الأراضي المقدسه لأداء فريضة الحج جاء فيه تحت عنوان نداء: ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) .
إن مصر عزيزة على العالم الإسلامي بأسره والله تبارك وتعالى أختارها لتكون منارة للعلم والعالم الإسلامي يقتضى بها وبمن فيها من علماء بل أكثر العلماء والدعاة تخرجوا من مصر على أيدي أبائنا وأجدادنا من العلماء الذين ملئوا العالم بعلمهم .
إن مصر ابتليت كثيراً من الحملات والغارات من التتار والمغول والصليبية العالمية وأراد الله تبارك وتعالى أن يقضى عليهم على أرض مصر وبأيدي أبناء مصر بعد نصرنا الله تبارك وتعالى لثورتنا المجيدة يوم 25 يناير 2011 بعد صراعات كثيرة بين مؤيد لها ومعارض خشية من بطش الجبابرة من العهد البائد ومنهم من كان لهم صفقات مع هذا العهد وتأيداً منهم للتوريث وشاء الله تبارك وتعالى أن ثورة 25 يناير أثبتت بجدارة أن تستمد القوة منهم بفضل الله تبارك وتعالى وبإخلاص من تمسكوا بها وناضلوا من أجلها وقدموا الشهداء لتثبيت أركانها وخاصة يوم 28 يناير الذى سقط فيها أغلبية الشهداء وانضمت القوات المسلحة إلى جموع الشعب وتأييد منهم لثورته وكنا حينذاك نقول ( الشعب والجيش يداً واحدة ) وقال المجلس الأعلى للقوات المسلحة آنذاك لم نطلق أى طلقة إلى صدر أى مصري وتمسكوا بعهدهم واستمرت الثورة بفضل الله تبارك وتعالى بتمسك الشعب بها وكانوا جميعاً يقفون صفاً واحداً ولغاية واحدة ألا وهى سقوط النظام السابق بجميع رموزه وعندما أرست الثورة بعض أساستها ظهر لنا على الأفق بعض من يسابقون لسرقة هذه الثورة وظهرت طموحاتهم عندما بدئ بانتخابات مجلس الشعب التى أبهرت العالم إن شعب مصر لأول مرة منذ ستين عاماً ينزل بجميع فئاته لتأييد المرشحين.
أن الشعب كان فى أشد الحاجة إلى التغير ممن عناه منذ ستين عاماً كما رأينا المتسابقين على كرسي الرئاسة وعددهم 13 مرشحاً وكثيراً منهم زارني بالسويس وواجهتهم بأنهم ليس فى إمكان أحد منهم أن يتولى كرسي الرئاسة ويعمل فى دولة بها كوارث تراكمت منذ أكثر من ستين عاماً فلابد من مجلس رئاسي منتخب من الشعب لإدارة البلاد حتى تستقر بفضل اله تعالى ولكن ظن كلاً منهم أنه سيفوز بذالك الكرسي مع أنني واجهت كلاً منهم أن يقدم لي سابقة أعماله فى خدمة شعب مصر حتى يمكن تزكيته لهذه الأعمال أسوة بالخلفاء الراشدين وعلى رأسهم أبو بكر وعمر وغيرهما لأن المسلمين زكوهم بالإمارة بسابقة جهادهم وتضحياتهم فى سبيل الله مع رسول الله ولم أجد ولا واحد منهم سبق وقدم لمصر أى عمل يمكن تزكيته به فقلت حينذاك أن ال13 مرشحاً ولا واحد منهم يستطيع حمل هذه الأمانة .
ويشاء القدر أن تصفر هذه الانتخابات بالتصارع فى الإعادة بين محمد مرسى وأحمد شفيق ولكن 50% من جملة الشعب المصرى رفض النزول للاقتراع إذا أن عددهم 51 مليون ممن لهم حق التصويت نزل منهمك حوالي 26 مليون وزعت بين محمد مرسى وأحمد شفيق أى أن كلاً منهم أخذ 25% .
إذا فاز محمد مرسى فإنه أخذ 25% من جملة أصوات الناخبين أى أن 57% مع أحمد شفيق و50% لم يقتنعوا بمحمد مرسى ولا أحمد شفيق أى الفائز أخذ 25 % و75% لم يعطوا له أصواتهم .
ورأينا أن الإرادة الإلهية أردت أن تقدم للنشاط الإسلامي الذى اجتمع عليه الإخوان المسلمين والسلفيين والجماعة الإسلامية وغيرهم تجمعوا واتحدوا لإنجاح المرشح دكتور محمد مرسى وجاءنا الحكم على طبق من ذهب ولكن الصراعات الأخرى أدت أن يكون الرئيس بلا إمكانيات لا يعاونه القوات المسلحة ولا الشرطة ولا القضاء ولا الإعلام تعاونوا معه.
لذلك أصبح رئيساً بلا إمكانيات وكذلك رأينا كل المتصارعين على الحكم أرادوا ضرب كل التيار الإسلامي ورأينا من واجبنا كإسلاميين أن نصحح أخطاءنا ونعلم علم اليقين أن الله تبارك وتعالى هو القائل ( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِير)ٌ وكذلك هو القائل (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) ( وليس كما تقولون ) .
أخطأنا ويجب أن نصحح أخطأنا وندعوا الله جميعاً أن ينقذ مصر والعالم الإسلامي من الفتن التى تدبر لهم وعليكم مهام كبرى أمام الله تبارك وتعالى ألا وهى الدعوة التى أصبح الناس فى أمس الحاجة إليها (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ), نحن لا نخشى على الإسلام من أعداءنا إنما نقول ما انتشر الباطل إلا فى غياب أهل الحق إذا كنا ندوم الآن أنفسنا بتقصيرنا فى الدعوة .
نسأل الله تبارك وتعالى أن يعيننا على أدائها ونسأله ألا يعلوا صوت فوق صوت الحق والأمانة التى تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي) .