بلغة حاسمة، قال وزير التربية والتعليم، د.محمود أبو النصر ل«الفجر»: «سوف أحول أى مدرسة تتبع الإخوان تنطبق عليها حيثيات حكم حل الجماعة إلى الاشراف المالى والإدارى للوزارة»، مبيناً أن الوزارة تدرس حالياً أمر 60 مدرسة تمتلكها الجماعة.
وأضاف أبو النصر: لكن، حتى الآن لم تتسلم الوزارة من الجهات المختصة صيغة تنفيذية بالقرار، بما يبين إن كان هناك مدارس ينطبق عليها القرار من عدمه.. وفور وصول القرار سنطبق القانون فورا.
فيما كشفت مصادر بوزارة التربية والتعليم عن أن ما يزيد على 30 مدرسة من مدارس جماعة الإخوان من الممكن أن ينطبق عليها القرار الخاص بالحكم، مثل مدارس المسلم الصغير فى الغربية، التى تتبع إحدى الجمعيات الخيرية التابعة للإخوان، وكذلك مدرسة ابنه خيرت الشاطر «جنى دان الدولية».. وفى الفيوم «المدرسة الإسلامية».. بالاضافة إلى مدارس دار حراء والأندلس فى أسيوط.
وأشارت المصادر إلى أن عدلى القزاز مستشار وزير التعليم السابق والقيادى الإخوانى المعروف، قام بتغيير ملكية مدرسته - المقطم الخاصة - وذلك أيام الوزير السابق د.إبراهيم غنيم، وأن القزاز أصبح مساهماً فقط بالمدرسة، وليس الممثل القانونى لها، مؤكدة أن هناك إحدى المدارس الخاصة التابعة للجماعة حصلت - بشكل غير قانونى - على منحة قطرية تقدر ب 300 مليون جنيه.
وفى محافظة الإسكندرية هناك ثلاث مدارس خاصة كبرى، مملوكة لقيادات الإخوان، ومن المحتمل أن تخضع للحكم الأخير للقضاء بالمصادرة باعتبارها من منقولات ومقرات الجماعة.
وهى العقبة القانونية التى تواجه «الجماعة» حاليا، خاصة أنها أعلنت بشكل صريح خلال حكم الرئيس المعزول محمد مرسى، عن ملكيتها وإدارتها لهذه المدارس، وهو ما يؤكده أن غالبية مديرى ومسئولى تلك المدارس من قيادات الجماعة فعليا، خاصة أن مجتمع «الإخوان» معروف بميوله للانغلاق وعدم الثقة فى من هم خارج الجماعة.. بغض النظر عن كفاءتهم.
وتعتبر مدرسة المدينةالمنورة للغات- بنين وبنات- بمنطقة السيوف بالإسكندرية، التى يملكها ويديرها جمعة أمين نائب مرشد عام جماعة الإخوان، الموجود فى لندن حاليا، والمقيم بالإسكندرية فى أحد الأبراج السكنية الفاخرة بمنطقة مصطفى كامل مع أولاده الثلاثة وأحفاده السبعة، أحد أهم مدارس الجماعة بالمدينة الساحلية التى تعتبر أحد أشد معاقلهم بالمحافظات المصرية.
أما بالنسبة لمدرسة المدينةالمنورة، فقد أنشئت فى غضون عام 1987 بمشاركة كل من جمعة أمين ورجل الأعمال خالد داود قبل انشقاقه عن الجماعة ومحمود شكرى رئيس المكتب الإدارى الأسبق للجماعة بالإسكندرية.. وتبلغ قيمتها حاليا ما يزيد على 25 مليون جنيه.
وبحسب مصادر من داخل جماعة الإخوان.. فإن المدرسة مملوكة للجماعة ويوجد أوراق ضد بمشاركة آخرين لجمعة فى المدرسة، خاصة أنه عقب وفاة محمد هلال القيادى الإخوانى السابق بالجماعة فى سبتمبر 2009- سبق له تولى منصب المرشد العام مؤقتا عقب وفاة مأمون الهضيبى فى 2004 قبل اختيار مهدى عاكف- نشبت أزمة عنيفة بين جمعة أمين وقيادات مكتب الإرشاد بالجماعة بسبب رغبتهم فى الحصول على أوراق ضد منه حتى لا تدخل المدرسة ضمن ميراث أولاده حال وفاته، وهى المفاوضات التى قام بها - وقتها - د.محمد حبيب، إذ كان نائباً أول للمرشد.
أما المدرسة الثانية التى التى تملكها الجماعة بالإسكندرية أيضا، فهى مدرسة «الجزيرة» الخاصة للبنين بمنطقة أبو يوسف بالعجمى، والمملوكة للقيادى الإخوانى المعروف طلعت فهمى عضو المكتب الإدارى للجماعة- فى منتصف الأربعينيات من العمر- الذى تعرض للسجن لمدة ثلاث سنوات فى القضية العسكرية الشهيرة مع عدد من قيادات الإخوان عام 1995.
وسبق أن تعرضت المدرسة للغلق والهدم بالجرافات مرتين، آخرهما فى غضون سبتمبر 2008 من قبل ضباط مباحث أمن الدولة بزعم بنائها بدون تراخيص- وحكم القضاء لصالحه فيما بعد بعودة المدرسة لنشاطها- وتقع على مساحة تقترب من نحو 6 آلاف متر مربع، وعقب غلق وهدم «أسوار» المدرسة وقتها.
عقد «فهمى» مؤتمرا صحفيا بنادى المحامين بالإسكندرية بحضور الإخوانى «المنشق» هيثم أبو خليل اتهم فيه صراحة القنصلية الإمريكية بالإسكندرية بالوقوف وراء قرار إغلاق المدرسة التابعة للإخوان بزعم أنها مدرسة دينية على غرار المدارس الدينية الباكستانية، متهما جمعية قبطية مجاورة للمدرسة لرعاية المعاقين، بأنها قدمت شكوى للسفارة الأمريكية لإغلاق المدرسة.
المفاجأة أن «فهمى» قام ببناء مقر آخر للمدرسة بنفس الاسم «الجزيرة» بمنطقة النهضة بالعامرية، بنفس أوراق وتصاريح بناء المدرسة الأم الموجودة بالعجمى، بالمخالفة للقانون، خلال حكم المعزول محمد مرسى، والمفاجأة الأكبر أن افتتاح المقر الجديد للمدرسة تم خلال يوليو الماضى، وبعد أيام من ثورة 30 يونيو التى أطاحت بحكم الإخوان، وهو ما يكشف نفوذ الإخوان داخل أروقة وزارة التربية والتعليم حتى بعد الإطاحة بمرسى.
أما المدرسة الثالثة فهى مدرسة «أجيال الخاصة للغات» بمنطقة الرأس السوداء بسيدى بشر بمراحلها الأربع حضانة وابتدائى وإعدادى وثانوى مشتركة، ويترأس مجلس إدارتها المهندس أحمد سعد ويشغل الإخوانى المعروف أيضا علاء عجمية منصب مدير المدرسة.
خلاف المدارس الثلاث يدور فى كواليس التربية والتعليم بالمحافظة، ملكية «الجماعة» لمدارس خاصة أخرى، تتجاوز نحو 7 مدارس، بأسماء غير معروفة إعلاميا، من المنتمين للجماعة من الصف الثانى والثالث، ضمن «بيزنس» الجماعة الخفى، الأشبه بعمليات غسيل الأموال المعقدة، وهو ما سيكشفه حال مصادرة المدارس الثلاث الكبرى، المدينةالمنورة، الجزيرة، أجيال، بيع بعض المدارس الخاصة بالمحافظة بشكل مفاجئ أو نقل ملكيتها وإدارتها، مما يؤكد وقتها أنها مدارس مملوكة للجماعة بشكل غير علنى.