كد السفير حمد الكعبي مندوب الدولة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الإمارات اتخذت خطوات مهمة في تطوير برنامجها للطاقة النووية والبنية التحتية ذات الصلة وفقاً لإرشادات الوكالة الدولية وأفضل الممارسات دولياً. وقال الكعبي، خلال كلمة الدولة التي ألقاها أمام المؤتمر العام السنوي للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي افتتح بمقر الوكالة بفيينا في 16 سبتمبر الجاري ويستمر حتى 20 منه، "لقد بدأ بناء أول مفاعل نووي في الإمارات العربية المتحدة في يوليو 2012 وذلك بعد تقييم مفصل للتصميم الذي أخذ بعين الاعتبار وفي وقت مبكر الدروس الأولية المستفادة من حادثة فوكوشيما دايتشي .. وبذلك تعتبر الإمارات أول دولة تبدأ في بناء محطة للطاقة النووية في برنامج جديد منذ 27 عاماً وإن تنفيذ البرنامج مستمر اليوم وبشكل متسق مع ما هو مخطط، حيث تم البدء في عملية إنشاء المفاعل الثاني في محطة براكة النووية في شهر مايو من هذا العام.
وأضاف الكعبي: "لقد مضى أكثر من عامين على حادثة فوكوشيما دايتشي وبالنظر إلى الصورة العالمية للقطاع النووي اليوم ورغم التحديات لاتزال الطاقة النووية تعلب دوراً مهماً ومتزايداً في قطاع الطاقة العالمي.. ولقد أبرزت حادثة فوكوشيما الحاجة إلى تعزيز السلامة النووية في جميع أنحاء العالم ولذلك التزمت الإمارات العربية المتحدة باعتماد الدروس المستفادة الحالية والمستقبلية في تصميم المفاعلات وذلك يأتي جزءاً من التزامها بأعلى معايير السلامة النووية في سياستها الوطنية".
وأشار السفير حمد الكعبي إلى أن الإمارات العربية المتحدة تؤكد الدور الرئيسي للوكالة في تعزيز السلامة النووية عالميا وترحب بكل الجهود التي بذلها المدير العام في الاستجابة إلى حادثة فوكوشيما وتنفيذ خطة الوكالة للسلامة النووية والتي تلتزم الإمارات العربية المتحدة بها بشكل كامل.
إجراءات السلامة
وقال: "لقد أولت الإمارات أهمية عالية لبعثات استعراض النظراء والتي تقدمها الوكالة الدولية للطاقة الذرية نظراً لما تقدمه من تقييم يضمن مواءمة إجراءات السلامة والبنية التحتية الوطنية ذات الصلة، حيث واصلت الإمارات طلب وتلقي خدمات الاستعراض الشاملة من الوكالة ومن هذا المنطلق تحث الإمارات الدول الأعضاء على الاستفادة من هذه الخدمات وبعثات التقييم".
ولفت الكعبي إلى أن الإمارات تولي أهمية للاتفاقيات الدولية في مجال السلامة النووية والتي من شأنها أن توفر فرصاً لتبادل الخبرات واستعراض النظراء بهدف ضمان وتعزيز تدابير السلامة في المنشآت النووية.. وفي ذات السياق تشارك الإمارات بشكل نشط في عملية استعراض اتفاقية السلامة النووية وفي الجهود الرامية إلى تعزيز تنفيذها.. ودعا الدول التي لديها مرافق نووية ولم تفعل ذلك حتى الآن إلى الانضمام إلى اتفاقية السلامة النووية وتنفيذها في أقرب وقت.
وأشار الى أن الإمارات العربية المتحدة تعاملت مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية كشريك منذ الشروع في تنفيذ البرنامج السلمي للطاقة النووية واستمرت الوكالة في كونها شريكاً مهماً وحيوياً في تطوير هذا البرنامج.. مؤكدا أن دولة الإمارات العربية المتحدة تقدر عاليا كل جهود الوكالة في دعم الاحتياجات من خلال برامج الوكالة وخدماتها المختلفة للدول الأعضاء.
خطة عمل
وأضاف السفير الكعبي: إنه تعزيزا لهذا الاطار وقعت الإمارات مؤخرا خطة عمل متكاملة مع الوكالة - 2013-2017 والتي تحدد إطاراً شاملاً للتعاون مع جميع إدارات الوكالة.. كما أن الإمارات العربية المتحدة تواصل دعم عمل الوكالة من خلال استضافة الأنشطة ومن خلال الدعم بتوفير الخبراء والمستشارين إلى العديد من اللجان ومجموعات العمل وبعثات الخبراء.. وتقدم الإمارات أيضا المنح الدراسية والزيارات العلمية من خلال برنامج الوكالة للتعاون التقني إلى الدول الأعضاء في بعض المجالات.
وعبر الكعبي عن تقدير الامارات لزيارة المدير العام للوكالة يوكيا أمانو إلى الدولة في مطلع هذا العام والتي أبرزت المصالح المشتركة وتعزيز التعاون الجاري بين الوكالة والامارات.
وأشار الى أن الإمارات تؤكد أهمية تطوير نظام المسؤولية المدنية النووية بشكل يتوافق مع الصكوك الدولية الرئيسية التي تنظم المسؤولية النووية ومن ضمن جهودها في تطوير الاطار القانوني الوطني، حيث أصدرت الإمارات قانونا اتحاديا في أكتوبر 2012 استحدث نظاما وطنيا للمسؤولية المدنية تجاه الأضرار النووية كما انضمت الإمارات إلى اتفاقية فيينا بشأن المسؤولية المدنية النووية. دعم الأمن النووي
قال الكعبي: إن الإمارات تؤيد تعزيز دور وجهود الوكالة في مجال الأمن النووي حيث ترى الامارات أن للوكالة دوراً مهماً في تعزيز الإطار الدولي وإتاحة فرص التدريب في مجال الأمن النووي.. وفي هذا الإطار وقعت الإمارات مع الوكالة خطة دعم الأمن النووي المتكاملة في سبتمبر من العام الماضي وتخطط لطلب بعثة لتقييم الأمن النووي في المستقبل القريب.. ومن ضمن هذه الجهود تستضيف الإمارات مؤتمر الوكالة حول سلامة وأمن المصادر المشعة في أبوظبي في أكتوبر من هذا العام.