التحريات تؤكد تورط قيادات أمنية مهمة.. وتصريحه عن السيارة المصفحة كان وراء عنف العملية التحقيقات تشمل جميع المكلفين بحراسة الوزير.. وجهات سيادية تعاون الداخلية فى التحريات والتحقيقات
صحيح أن اللواء «محمد إبراهيم» وزير الداخلية قد نجا من محاولة اغتياله يوم الخميس الماضى.. ولكن الحقيقة التى تعلمها الداخلية قبل غيرها أن هذه المحاولة نجحت، بصرف النظر عن نجاة الوزير أو قتله.
الهدف تحقق بالفعل بعد أن نجح الإرهابيون فى الوصول إلى الموكب الأكثر تأمينا فى مصر، والمنزل الذى يسكن فيه وزير الداخلية المسئول الأول عن أمن وأمان الملايين، وهو ما جعل المصريين يشعرون بشعور مضاعف بعدم الأمان ويرددون المثل الشهير «باب النجار مخلع»، لأنه من السهل إذن أن يتخلص الإرهاب من أى شخص يريد التخلص منه من الإعلاميين والسياسيين بعد أن استطاع أن يصل لوزير الداخلية فى عقر داره ووسط كل هذه الكثافة الأمنية.
ولأن الأجهزة الأمنية فى مصر تستوعب ذلك جيدا، فإنها منذ وقوع هذا الحادث تتحرى وتحقق بدقة بالغة وتجمع المعلومات عن نفسها قبل أى طرف آخر، أى أن الداخلية تدقق النظر الآن بداخلها قبل خارجها.. وأن أجهزة سيادية تعاونها فى ذلك لفك طلاسم ماحدث.
علمت من مسئول أمنى أنه فور وقوع الحادث كانت هناك شكوك تدور حول اثنين من الضباط المكلفين مع غيرهم بحراسة وزير الداخلية، ولذلك تم اصطحابهما بعد وقوع الحادث بساعتين فقط إلى مبنى الأمن الوطنى بمدينة نصر للتحقيق معهما، ولكن بعد ذلك توسعت التحقيقات لتشمل كل الضباط والأمناء والمجندين المكلفين بحراسة الوزير سواء المكلفين بحراسة منزله أو المرافقين للموكب ذهابا وإيابا.. من أكبر ضابط لأصغر عسكرى يتم التحقيق معهم طيلة هذا الأسبوع، فإن الداخلية تبحث عن الجناة بداخلها قبل أن تبحث عن مرتكبى الحادث أنفسهم.
بعض المسئولين فى الوزارة يعتقدون أن اختراقا قد حدث عن طريق أبناء الداخلية وهو السبب المباشر لماحدث ويبشر بما هو أسوأ فى الأيام القادمة، وأن كل القيادات مستهدفة وعلى وشك التعرض للاغتيال.. وإذا كان الوزير نجا لأن السيارة المصفحة حالت دون اغتياله، فإن هؤلاء القيادات ومسئولى الداخلية لايستقلون سيارات مصفحة، لذلك فهم أقرب إلى الموت.
بعد وقوع الحادث مباشرة أعلنت الداخلية أن سيارة مفخخة انفجرت، ثم ما لبست أن أنكرت ذلك حين شعرت بالإحراج والفشل، فكيف لايتم تفتيش كل السيارات المحيطة بمنزل الوزير ورصد المحيطين بالموكب، لتعلن الداخلية بعدها أن قنبلة شديدة الانفجار قد ألقيت من أعلى أحد المبانى هى التى أحدثت التفجير
ولكن شهود العيان المقيمين بالشارع الذى شهد الواقعة.. كانت وسائل الإعلام قد وصلت إليهم، وتحدثوا عبر المحطات الفضائية عما شاهدوه وهو انفجار سيارة فى موكب الوزير، ثم بعدها بثوان ألقيت قنبلة من أعلى أحد المبانى، وقالوا إن التفجير تم بهذه الطريقة وكان ضخما جدا.. وهو ماجعل الداخلية تشعر بالإحراج مجددا وهو مادفعها أيضا إلى الإعلان عن انفجار سيارة مفخخة بالقرب من موكب الوزير بعد خروجه من بيته بخمس دقائق فقط.
صحيح أن الوزارة لا تقول حتى الآن الحقيقة كاملة ومازال الغموض يحيط بما حدث ولكن على الأقل اعترفت بالجزء الأساسى فيما حدث فى هذا اليوم، وهو أدوات التفجير وكيفية حدوثه.
ويضيف المصدر أنه نظرا لخطورة الموقف فإنه توجد شكوك تحوم حول بعض القيادات المهمة بالوزارة، وهى قيادات تشير التحريات والمعلومات التى يجريها جهاز الأمن الوطنى وكذلك بعض الجهات السيادية إلى أنها متورطة بشكل ما فى محاولة اغتيال اللواء «محمد إبراهيم» واستهداف موكبه، وهى قيادات تشغل مواقع مهمة بوزارة الداخلية.. وهنا فإن خطورة بالغة تشير إليها التحقيقات السرية بالوزارة فى هذه الواقعة، فإذا أثبتت التحريات والتحقيقات عن تورط هؤلاء فإننا سنواجه أزمة كبيرة فى عدم الثقة فى أى أحد يتولى موقع هام بوزارة الداخلية.. بل فى كل ضباطها وأفرادها..
كما يؤكد المصدر أنه فى هذه الحالة فإن الوزارة قد تشهد حركة تنقلات كبرى تطيح بعدد كبير من القيادات والمسؤلين الذين يتولون المواقع الهامة، ورغم أن اللواء «محمد إبراهيم» قد نفى أنه سيقوم بحركة تنقلات بعد حادث محاولة اغتياله، ولكنه لن يكون عنده اختيار آخر غير الحركة إذا حدث وأثبتت التحريات والمعلومات والدلائل على تورط بعض القيادات فى هذا الحادث الإرهابى الذى استهدفه هو شخصيا، فلولا أن سيارة الوزير مصفحة لكان تحول إلى أشلاء ولكنه نجا بأعجوبة.
ويشير المصدر أيضا إلى أن التفجير جاء بهذه الطريقة القوية والعنيفة لأن الوزير قال قبل الحادث فى لقاء تليفزيونى «إن الفريق السيسى أعطاه سيارة مصفحة» وقد يكون ذلك كان سببا فى التفجير بهذه الطريقة لأنه بالتأكيد أن من خططوا للحادث وضعوا مسألة السيارة المصفحة فى اعتبارهم.. ويؤكد بعض المسئولين بالداخلية أن ماحدث كان عملية تفجير إرهابى منظمة بدقة شديدة جدا، وأنها على الأغلب لم تحدث فى مصر أن يتم اغتيال شخص بمثل هذا التنظيم، وأن الداخلية لديها يقين بأن الإخوان وراء ماحدث، ولكن تحريات الأمن الوطنى تؤكد حتى الآن أن من نفذ ينتمى إلى «حماس».. وتم التنفيذ بدقة فائقة.
كما أن قوات الأمن عثرت على أشلاء فى السيارة المفخخة التى انفجرت وحتى الآن لم تدل التحريات على شخصية صاحبها.. ولكن على الأغلب هى للمنفذ وهنا نحن أمام تفجير انتحارى.. مازالت التحقيقات مستمرة حتى الآن، ولكن يبدو أن الأيام القادمة ستشهد الإطاحة بقيادات مهمة بوزارة الداخلية.. حتى لو ظلت الداخلية تحتفظ بحقيقة ماحدث.