«خدنى لحنانك خدنى.. عن الوجود وابعدنى.. بعيد بعيد وحدينا.. أنا وانت.. بعيد بعيد وحدينا.. ع الحب تصحى أيامنا.. ع الشوق تنام ليالينا». وعلى صوت «أم كلثوم» كان اتفاق نساء عمارة رقم 2 بالدقى الجميل.. ليبدأ اجتماع نساء كل يوم جمعة من أيام الحظر.. يعنى بعد الساعة 7 مساء طبعاً.. وأظن مافيش حظر فى العمارات؟!
وهذا هو محضر الاجتماع رقم 3 كما قررت هذه المجموعة 5 نساء.
أمينة: بسم الله الرحمن الرحيم.. بالذمة إيه رأيكو فى الحظر بعد ما فات حوالى أسبوعين؟
ليلى: والله الدنيا هادية.. والناس ملمومة والرجالة اتهدت فى البيوت.
«ضحك»
الجميع: وده يعنى حلو قوى.. طول الليل شخط ونطر.
أميرة: هس.. ليسمعونا.. بس بذمتكم مش بنستفيد من وقتنا أكتر، وبقينا منظمين أكتر، ووفرنا فلوسنا بدل اللف ع المحلات.. والشرا من غير لازمة.
سميرة: والله معاك حق.. بس حنتخن من كتر الأكل.
أمينة: لا.. بس افتكروا واعترفوا إن فكرة الاجتماع ده من بنات أفكارى أنا، وشفتوا العمارة نضفت إزاى، بعد ما قررنا الأسبوع اللى فات إننا ننزل نشرف بالتناوب على النضافة مع عمك عبده وسعودى وشحاتة.
ليلى: صح.. لازم نشكر «أمينة» صاحبة الفكرة، بس افتكروا كمان إن أنا اللى اقترحت عليكو نسمع أجزاء من أغانى أم كلثوم.. وعلى فكرة عايزة أقولكو حاجة، تصدقوا إنى سمعت إن الشاعر اللى اسمه: عبدالفتاح مصطفى الله يرحمه اللى كتب أغانى كتير لأم كلثوم كان بيقصد فى كل اللى كتبه معانى دينية، وكان بيكلم ربنا سبحانه وتعالى.. يعنى «خدنى لحنانك» كان بيقولها لربنا.. تصدقوا!! شفتوا الناس كانوا مؤمنين إزاي!!
أميرة: لا ياختى.. ماحنا كمان مسلمين ومتدينين بصحيح.
فاطمة: احنا أهه ده 5 ستات اتنين محجبات واتنين محتشمات طبعاً.. وسميرة برضه متدينة وما يفوتهاش الكنيسة والصلاة فيها.. والإيمان فى القلب.. حتفكرينا بالإخوان المسلمين ليه ربنا يسامحهم.. دول كانوا السبب إن بنات كتير فكت الحجاب.
أمينة: اسكتوا بقى.. سيبكو من السيرة دى وخلونا فى اللى جاى.
سميرة: ايه اللى جاي؟
أمينة: الدستور والانتخابات «فردى ولا بالقايمة»؟
ليلى: دستور إيه؟ المهم إنهم يبعدوا الدين عن السياسة والأحزاب اللى لها مرجعية دينية يبعدوها والكلام ده كله، والباقى الناس بتوع القانون هى اللى فاهمين.. وحيحافظوا على حقوق الناس كلها.. وكفاية بقى كلام وخناق بالليل والنهار.. حنشتغل امتي؟!
أميرة: صحيح.. قوليلى يا ليلى.. شركة السياحة اللى بتشتغلى فيها أظن حالتها كرب؟!
ليلى: ليه.. هو فيه بلد بتصحى طول الليل إلا احنا.. ما كفاية للساعة حداشر أو اتناشر عشان الناس تنام وتستريح.
أميرة: طب الدستور وقلنا أهم حاجة الأحزاب والدين بس الانتخابات فردى ولا بالقايمة؟
ليلى: فردى.. قايمة.. المهم النزاهة وتبعد عن التزوير.
أمينة: بس الشباب الصغير حيجيب فلوس منين للفردي؟
ليلى: تصدقى بالله.. الناس ناوية تنتخب الصغيرين والشباب، ياخدوا فرصة.. وعلى فكرة فيهم كويسين قوى.. بس يشدوا حيلهم شوية.
أمينة: المهم.. والأهم واللى لازم ما يغيبش عننا.. رئيس الجمهورية اللى جاى.
أميرة: طبعاً.. السيسى مين غيره؟!
أمينة: آه.. بس بيقولوا مش حيرشح نفسه وبيحاربوه ربنا ينتقم منهم.. بس على العموم ده راجل مؤمن وبتاع ربنا بصحيح.. دا أمل مصر فعلاً.. شفتى وفد الكونجرس الأخرانى ده لما قابله قال إيه؟ طالعين مبهورين مصر جوه ننى عينه، والله زى ما يكون شايفنا كلنا.
أميرة: بس لازم نخلى بالنا كويس.. وكل واحدة معها فى شغلها تنشر فكرة إن اللى يقول حاجة بعيد عن الجيش والشرطة يبقى خاين.. وهو دا اللى يبقى الطابور الخامس أو الخاين بصحيح.. إحنا لينا مين غيرهم.. الجيش والشرطة اللى حاميين البلد وخلصونا من استبداد الناس اللى مستبدين باسم الدين، احنا بننسى ولا إيه طول عمرنا الجيش والشرطة والشعب إيد واحدة، وإذا كان حاجة حصلت قبل كده.. الناس صلحت نفسها بنفسها فى البوليس.. إنما دايماً حتى لو اختلفنا فى التفاصيل إنما «إيد واحدة» زى ما لازم نحس ونقول ونهتف.
سميرة: إيه الحكاية.. انتو قلبتو تليفزيون وتوك شو ولا إيه؟
ليلى: وماله.. والله العظيم دى نفعت الناس وفهمتهم حاجات كتير.
أمينة: عشان كده كانوا بيحاربوا الإعلام وقارشين ملحته.. خصوصاً لميس الحديدى.. لانها أحسن واحدة وبتنتع من قلبها.
ليلى: بس شيك قوى لميس دى.. وبتصرف كتير على لبسها.
أمينة: بتصرف كتير على دماغها وده هو المهم.
ليلى: ع العموم الستات فى الإعلام ناجحين قوى.. لميس ومنى الشاذلى وعزة مصطفى ورولا خرسا.
سميرة: والرجالة؟
ليلى: مالناش دعوة إحنا بنتكلم ع الستات.
وتم إقفال المحضر فى هذا الاجتماع «نساء فى الحظر» وكان التفاؤل وكانت مصر هى المهم.. والهم الأكبر لتظل دائماً «أم الدنيا».