نشرت صحيفة واشنطن بوست تحت عنوان "العلاقات الأمريكية الخليجية في خطر مع تأييد أوباما للخطة الروسية في سوريا", أورد فيه أن الولاياتالمتحدة تخاطر بالإضرار بعلاقاتها مع دول الخليج العربي في تأييدها الحذر للمبادرة الروسية التي تطلب من سوريا التخلي عن ترسانتها الكيميائية, حيث تخشى الأنظمة الملكية السنية من أن تراجع الولاياتالمتحدة عن تنفيذ ضربات عسكرية سوف يعزز موقف الرئيس السوري بشار الأسد ونفوذ حليفته إيران في المنطقة.
وأضاف التقرير أنه من المحتمل أن تؤدي خيبة الأمل الناتجة عن قرار الرئيس باراك أوباما إلى إثارة التوتر في العلاقات الأمريكية الخليجية التي أُحبطت بالفعل بسبب أنعدام القيادة الأمريكية في سورية منذ بدء الصراع هناك قبل عامين ونصف عام.
وتعكس التصريحات الحادة بصورة متزايدة الصادرة عن دول الخليج الهادئة نسبياً وجود شعور متزايد بالأستياء ،فقد أيدت المملكة العربية السعودية, التي تقود جهود تقديم الدعم العسكري إلى الثوار السوريين ،فكرة توجيه ضربات أمريكية ضد سورية, وأعلن الثوار أنفسهم أنهم يتطلعون للاستفادة من أي تحرك حتى وإن كان محدوداً للغاية في تعزيز موقفهم على الأرض ضد قوات الحكومة.
ويشير التقرير إلى أنه بالنسبة لدول الخليج, لاسيما المملكة العربية السعودية التي كانت حليفة للولايات المتحدة منذ فترة طويلة, ترتبط معركة الإطاحة بالرئيس الأسد بصراع إقليمي أوسع نطاقاً ضد نفوذ إيران الشيعية.
ويخشى الكثيرون في المنطقة أن الموافقة على خطة روسيا قد تحقق عكس ذلك, أنها ستؤدي إلى تعزيز الأسد وحلفائه. ويضيف التقرير أن كل من الكويت وقطر كانت من بين الدول التي وقعت على بيان برعاية البيت الأبيض يدين هجوم الأسلحة الكيميائية المزعوم وقوعه في يوم 21 أغسطس, ويدعو إلى استجابة دولية قوية. وينقل التقرير عن مصطفى العاني, وهو محلل أمني في مركز الخليج للأبحاث, قوله إن دول الخليج تشعر بأنها ضُللت وتخشى من أن هذا سيؤدي إلى تعزيز موقف إيران, مشيراً إلى أن نفوذ إيران سيزداد في المنطقة من الناحية الإستراتيجية.
ويضيف العاني أن أحد المخاوف الرئيسية التي تساور مجلس التعاون الخليجي هو أن اليد العليا أصبحت الآن لسوريا وحلفائها. وفي قمة للدول الأعضاء في مجلس التعاون في العاصمة السعودية, الرياض, مساء الثلاثاء, دعا وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة إلى اتخاذ “إجراءات رادعة” ضد سوريا, قائلاً إن الاقتراح الروسي يدور كلياً حول الأسلحة الكيميائية ولكنه لن يوقف إراقة الدماء.
ويرى العاني أن البيان الصادر عن مؤتمر القمة أوضح خيبة الأمل العميقة, ويمكن أعتباره نقداً غير مباشر للولايات المتحدة.