"أعد بمواجهة كل أشكال التمييز والظلم الذي وقع على المرأة طوال العقود الماضية" "نساء كثيرات أثرنّ في حياتي وتعلّمتُ منهن الكثير على رأسهنّ أمي وزوجتي" وعد د.عبدالمنعم أبوالفتوح بمواجهة التمييز في المجتمع المصري، وكل أشكال الظلم التي وقعت على المرأة والتهميش المتعمد الذي أصابها طوال العقود الماضية، واصفاً إياها بأنها شريكة الرجل في بناء الدولة الجديدة، جاء ذلك خلال تصريحاته لإحدى القنوات الفضائية. وأكدّ د.عبدالمنعم أبوالفتوح: "كنتُ أرى في قريتي التمييز الموروث ضد المرأة، والقسوة الشديدة والظلم الفادح من المجتمع بطريقة غير إنسانية التي مارسها ضدها، لذا كنتُ أكثر إنحيازاً لها ولدعمها والمطالبة بحقوقها ورفع الظلم عنها". وبدأ د.عبدالمنعم أبوالفتوح اللقاء بالتأكيد على أن الأسرة هي مصنع البشر وأن ما يقوم به الأب والأم من دفع أبناءهم للمجتمع، فهم يقدمون أغلى ما يملكون وأعظم ثروة من ثروات هذا المجتمع، قائلاً: "عندما كنتُ صغيراً كانت العائلة الكبيرة تُربينا على طرح آرائنا وخلق الثقة فينا، فنمّى ذلك لدينا حرية التعبير والمشاركة في القضايا المطروحة، كما بدأت ممارسة العمل العام والسياسي منذ كنتُ في المدرسة وشاركت في انتخاباتها وكان لي دور في مساعدة زملائي على مدار أكثر من مرحلة دراسية". وأضاف د.عبدالمنعم أبوالفتوح: "لقد أثرتّ والدتي رغم أميتها في قيمي التربوية والأخلاقية، وجعلتني أُدرك أن المكان الطبيعي والمؤثّر في تربية أبناءنا هي الأسرة وكل ما عدا ذلك من أدوات تربوية كالمدرسة والمجتمع والجامعة والنادي، تُضيف أو تُخصم لما كونته الأسرة في نفس الإنسان، كما تعلمت منها دروساً لحياتي علمتُ فيما بعد أن إسلامنا حثّنا عليها". وصرحّ د.عبدالمنعم أبوالفتوح: "إن ثاني إمرأة أثرتّ في حياتي، كانت زوجتي د.علياء التي تعرفتُ عليها من خلال النشاط العام الإسلامي في الجامعة، حيث وجدتها إنسانة كريمة صاحبة عفة وكرامة ونضال، كما كانت عصامية إلى أبعد الحدود، فعندما تم إعتقالي لمدة 5 سنوات في عام 1995 رفضت أي مساعدات من أسرتها أو إخوتي أو أصدقائنا، وإستمرت تعمل وتخدمني وتُربيّ أبنائنا في ذات الوقت وحدها وتحمّلت مشاق هائلة لم يتحملها أحد". وأكمل د.عبدالمنعم أبوالفتوح: "إن زوجتي هي رفيقة دربي وأمّ أولادي، كانت صابرة دون ضجيج، وما جمعنا كانت قصة حب طوال سنوات زواجنا، وما عمّق هذا الحب هو السلوك والأخلاق الذَيَن كنا نتعامل بهما مع بعضنا البعض، وإنني أُكنّ لها كل التقدير والإجلال". وتابع د.عبدالمنعم أبوالفتوح: "زوجتي هي وزيرة جميع الشئون الحياتية في بيتنا، لأنها تنظمّ حياتنا ومصاريفنا وغذائنا وغيره، ، كما أنها تعمل طبيبة بالتوازي مع كل ذلك، وتعلّمنا معاً أن القضايا المادية لا تُمثل لدينا أزمة أو أولوية في حياتنا، وقد أنشأنا بناتنا على الحرية والعزة والكرامة وأنهن شركاء في بناء الأمة، كما زرعنا في أبناءنا أن النساء متساويات معهم في كل شيئ". وعلى صعيدٍ آخر أوضح د.عبدالمنعم أبوالفتوح: "أن مشروعنا الوطني يضمن حد أدنى للدخول وهذا امر يهّم المرأة، لأن 30% من الأسر المصرية المرأة فيها معيلة وتحتاج لدعم كبير، كما نلتزم بوضع برنامج لأبناءنا الذين يعانون من البطالة، كما سيتم تقليل عدد ساعات عمل المرأة لتصل إلى 35 ساعة أسبوعياً حتى توازن بين بيتها وعملها، وعلينا أن نسعى لتمكين المرأة في ممارسة العمل السياسي والبرلماني بنسبة أكبر، لأن النسبة الحالية قليلة للغاية بسبب موروثات مجتمعية خاطئة لا علاقة لها بلدين في شيئ". وإستنكر د.عبدالمنعم أبوالفتوح ما تعانيه المرأة من تهميش وتمييز في المجتمع المصري ليست فقط في مجتمع المثقفات أو الموظفات، بل أيضاً في النساء المعيلات والمرأة الريفية كذلك، قائلاً: "علينا مراجعة 3 قضايا: الأولى قضية التشريعات والتي يجب مراجعتها بما يُجرّم أيّ تمييز ضدها ويقوم بمنعه، والثاني تعديل الثقافة السائدة في مناهج التعليم والتي قد يكون فيها ما يٌربّي النشء على هذا التمييز ويُعمّق لديه هذه الثقافة، أما القضية الثالثة فهو المجتمع الذي يحتاج جهداً توعوياً لمنع التمييز ضدها". وشددّ د.عبدالمنعم أبوالفتوح على وجوب أن تتكون اللجنة التأسيسية لصياغة الدستور من 10 سيدات يُمثّلنّ قطاع عريض لكل الفئات، قائلاً: "لقد نسى المجتمع أن الرسول صلى الله عليه وسلّم في أصعب أوقات حياته كان يأخذ رأي النساء فيها".