طالبت السلطة الفلسطينية دول العالم خاصة اعضاء اللجنة الرباعية الدولية، باتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف العدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى في القدس، محذرة من أن ذلك يهدد بتقويض مفاوضات السلام الجارية بين الطرفين. ودعت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان امس المنظمات الأممية المختصة الى القيام بمسؤولياتها وواجباتها تجاه القدس والمقدسات، خاصة المسجد الأقصى المبارك، وملاحقة المسؤولين عن هذا العدوان ومحاسبتهم، وذلك ردا تزامنا مع يوم النفير إلى المسجد الاقصى أمس، والاعتداءات التي تعرض لها المسجد على يد قوات الاحتلال والمتطرفين اليهود الذين اقتحموه تحت حراسة مشددة.
بدوره، اتهم امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه الحكومة الاسرائيلية وقوى اليمين المشاركة فيها بالعمل على تقسيم المسجد الاقصى في القدسالمحتلة.
وقال عبد ربه في تصريح لاذاعة «صوت فلسطين» ان اسرائيل «تنفذ مخططا لتحويل الوضع في المسجد الاقصى لحالة من التوتر المستمر بهدف تقسيمه على غرار ما فعلوه في الحرم الابراهيمي بالخليل».
في غضون ذلك، نظمت الفصائل والقوى الوطنية الفلسطينية مسيرة مشتركة في غزة تنديدا بالاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى، ورفع المشاركون في المسيرة لافتات منها «القدس هي العاصمة الأبدية لدولة فلسطين».
وكانت قوات الاحتلال انسحبت من باحات المسجد الاقصى بعد ساعات من اقتحامها له، وسمحت بدخول المصلين الفلسطينيين بعد انتهاء ما اسمته فترة «السياحة الخارجية» حيث سمحت للمستوطنين بدخول باحات الاقصى تحت حراسة مشددة. وكانت سلطات الاحتلال الاسرائيلي اغلقت صباح امس بوابات المسجد بالسلاسل الحديدية ومنعت الفلسطينيين من الدخول اليه.
وقال شهود عيان ان قوات كبيرة من جيش الاحتلال تقدر بنحو 500 شرطي اقتحمت باحات المسجد واعتدت على المصلين، كذلك، منعت شرطة الاحتلال عشرات الحافلات التي كانت تقل مصلين من الوصول الى القدسالمحتلة للدخول الى المسجد.
وكانت الشرطة الاسرائيلية اقامت حواجز عسكرية في مختلف شوارع القدس وبشكل خاص في محيط البلدة القديمة في ظل الدعوات لاعلان النفير الفلسطيني امس.
وكانت هناك مواجهات اندلعت في قت سابق امس في باحات المسجد الأقصى بعد قيام جماعات يهودية متطرفة باقتحام المسجد إحياء لرأس السنة العبرية عند اليهود.
إلى ذلك، أكد ياسر عبد ربه، أحد أكبر مساعدي الرئيس الفلسطينى محمود عباس، أن المفاوضات ومحادثات السلام مع اسرائيل لن تؤتي ثمارها دون القيام بمزيد من الضغوط من الجانب الأميركي وأن استمرار بناء المستوطنات يقلل من أهمية هذه المحادثات.
ونقلت صحيفة « جيروزاليم بوست» الإسرائيلية - على موقعها الإلكتروني امس عن عبد ربه قوله إن محادثات السلام بين فلسطين واسرائيل لا طائل منها دون ممارسة مزيد من الضغط من جانب الولاياتالمتحدة. وقال عبد ربه إن المحادثات التي بدأت في شهر يوليو الماضي بعد توقف دام ثلاثة أعوام لم تسفر عن أي تقدم وأن هذه المفاوضات غير مجدية ولن تؤدي إلى أي نتائج. وتابع عبد ربه قائلا: إن استمرار بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية المحتلتين على اراضي فلسطينيين قد قللت من اهمية المحادثات وان عدم التزام اسرائيل بوقف البناء ينظر إليه على انه تدمير لأي فرصة سانحة للوصول لأى حل.
وفي المقابل، قال وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون ان المفاوضات الجارية مع الفلسطينيين لا تتناول قضية المستوطنات في الضفة الغربية ومدينة القدس.
ونقلت الاذاعة الاسرائيلية امس عن يعالون تأكيده خلال لقائه عددا من رؤساء مجلس الاستيطان الاسرائيلي بالضفة الغربية قناعته بوجوب استمرار الاستيطان وعدم وقفه باعتبار «انه يشكل فعليا جبهة تسهم في حماية اسرائيل».
ووصف يعالون الضفة الغربية ب«أنها الجبهة الداخلية لاسرائيل التي يجب دعمها وتقويتها وتطويرها».
وقالت الاذاعة «ان رؤساء مجلس الاستيطان اعربوا عن شكرهم ليعالون على دعمه لهم الا انهم ابدوا قلقهم من احتمال حصول تطورات غير معلن عنها في العملية التفاوضية مع الفلسطينيين». وذكرت ان يعالون انتقد المفاوضات الجارية مع الفلسطينيين، معربا عن رفضه اخلاء مستوطنات في الضفة الغربية.