تتعدد الزيارات من الوفود الأجنبية للقاء الرئيس المعزول المتهم بالتجسس محمد مرسى، وخيرت الشاطر، نائب مرشد الجماعة اللعوب، وقريبا جدا، قد يعلن الإخوان عن افتتاح موسم الحج فى إشارة رابعة العدوية، والطواف حول منصتها الرئيسية. أى عبث يحدث، ولماذا نسمح لهم بعبادة أصنام الجماعة، خيرت الشاطر الرجل الذى صدره لنا إعلام الإخوان أنه لا يقهر، ومحمد مرسى الذى صلى بالنبى فى أحلام أصحاب العقول الخاوية، الآن مجرد نزيلين فى أحد السجون بتهم وقضايا جنائية، لماذا نسمح لهم بزيارتهما، وعلى أى أساس يتم التفاوض مع مجرمين، أحدهما سمح بقتل المصريين، والآخر كانت مليشياته هى أداة القتل.
لم يعد للإخوان أى قوة على الأرض غير اعتصام فى رابعة وآخر فى النهضة، يمكن فضهما بمنتهى السهولة، وفى وقت لا يتجاوز الساعة الواحدة لكليهما، فلماذا نقعد ونترجى ونتحايل عليهم للخروج، وهم فى الأصل بلا أى قوة، لا سياسية ولا قتالية، سوى مجموعات لا تذكر من المسلحين، نحن بذلك نعطيهم قدر أكبر من قدرهم، ومكانة لا يستحقونها أبدا.
قرار فض الاعتصام بالقوة، صدر بالفعل، لكن الدكتور محمد البرادعى، وقف له بالمرصاد ورهن استقالته بإراقة الدماء، وهنا أختلف معه تماما، ليس على إراقة الدماء، فجميعنا نتفق أن كل الدم حرام، حتى وإن كان إخوانيا، حتى وإن كان الدم لقاتل أو خائن أو جاهل، لكننى أختلف معه على وجوده من الأساس.
الدكتور محمد البرادعى، هو أيقونة الثورة المصرية عند البعض، هو القائد الذى سار وراءه الكثيرون وانتظروا على أحر من الجمر، أن يطل عليهم حتى من خلال «تويتات» قليلة، اعتبر الكثيرون أن البرادعى رمز للثورة المصرية وقال عنه المبالغون إنه نبى الثورة، لذا لم أكن أفضل أبدا أن يكون الرمز فى قلب الحدث، لأن الرمز – إن كان رمزا بالفعل- دوما أكبر من الحدث، ومعنى وجوده هو خسارة فادحة له شخصيا لأنه – حتما – سيقع فى الخطأ، كأى سياسى أو على الأقل إنسان.
الآن، العامة يربطون بين عدم فض الاعتصام، وبقاء تهديد الإخوان للمواطنين فى الشوارع ولسكان رابعة العدوية بالتحديد، وبين تهديد البرادعى بتقديم استقالته إذا فض الاعتصام بالقوة، الآن البرادعى يخسر الشارع، والشارع هو من جاء به.
إذا خسر السياسى الشارع، فإنه يخسر كل شيء، فالمصريون لم يخرجوا للشارع لدعوة سياسية، أو حتى لحملة تمرد، فالأخيرة جاءت لتكون منفذا لغضب الناس فى بيوتها وعملها، لم يخرجوا من أجل البرادعى ولا من أجل تمرد بينما خرجوا من أجل غضبهم من الإخوان، فعلى البرادعى أن يعرف جيدا أن الناس تعارضه فى قرار عدم فض الاعتصام بالقوة، وتعارضه فى فضه بطريقة سلمية تتيح للإخوان فرض شروطهم للخروج الآمن، حتى وإن كان الثمن هو استقالته، فاستقالة البرادعى عند الشارع ليست أهم من رحيل الإخوان بغير رجعة.