تقدم عدد كبير من «القناصل الفخريين» فى الإسكندرية، والبالغ عددهم 33 قنصلا، معظمهم من رجال الأعمال وأساتذة الجامعات، بشكاوى إلى السفارات الأجنبية التابعين لها، لمطالبتها بالتلويح للخارجية المصرية بقطع العلاقات الدبلوماسية معها. لإلغاء قرار وزير الخارجية الأسبق أحمد أبوالغيط، الصادر برقم 430 لسنة 2011، والخاص بإنهاء عمل المصريين كقناصل فخريين لدول أجنبية، واستبدالهم بقناصل فخريين من أبناء هذه الدول، مع منحهم مدة عام من تاريخ صدور القرار فى 27 يناير 2011، لتسوية أوضاعهم، وتسليم ما لديهم ما يعرف ب«البراءات» أو «الإجازة الدبلوماسية»، لإدارة البروتوكول فى وزارة الخارجية المصرية. وكشفت مصادر دبلوماسية ل«الفجر»، أن عدد الذين ردوا «البراءات» حتى الآن، لم يتجاوز 15 قنصلا فخريا، فيما لجأ عدد منهم للضغط على سفارات الدول التى يمثلونها، ولجأ آخرون إلى محكمة القضاء الإدارى فى الإسكندرية، للطعن على قرار أبو الغيط، استنادا إلى أن القرار فقد شرعيته بسقوط نظام مبارك، بحسب الدعاوى. وكانت الأيام الماضية، قد شهدت اجتماعا مغلقا لعدد من القناصل الفخريين فى الإسكندرية، داخل نادى سبورتنج الرياضى، لبحث الخروج من أزمة تجريدهم من اللقب، الذى تتوارثه العديد من الأسر فى المحافظة منذ نحو 50 عاما، وانتهى الاجتماع بالاتفاق فيما بينهم على «التلويح» بسحب استثماراتهم من الدول التى يمثلونها كقناصل فخريين، فى حال عدم ممارسة هذه السفارات لضغوط دبلوماسية على الخارجية المصرية. ورغم أن الأعراف الدبلوماسية، لا تسمح للقناصل الفخريين بالتمتع بالحصانة الدبلوماسية، الممنوحة للدبلوماسيين الأجانب، ولا تسمح لهم بالحصول على أرقام سيارات دبلوماسية، إلا أن معظم سيارات القناصل الفخريين فى المحافظة تحمل لوحات هيئة دبلوماسية، بالمخالفة لاتفاقية فيينا لعامى 1961 و1963، والمنظمة للعلاقات بين الدول، وعادة يتحمل «القنصل الفخرى» تكلفة مقر القنصلية ورواتب العاملين وأعضاء البعثة الدبلوماسية فى المدينة الموجودة بها. وأكدت المصادر أن قرار وزارة الخارجية بسحب «الإجازات الدبلوماسية» من القناصل الفخريين، يرتبط بما وصفته ب«اعتبارات الأمن القومى المصرى»، مضيفة أنه تم بناء على مذكرة سرية من إحدى الجهات الأمنية الرفيعة لوزارة الخارجية، لخروج بعضهم عن مقتضيات الأمن القومى، واستغلالهم للقب بشكل سيئ، على خلفية تورط شخصيتين بارزتين ممن يحملون اللقب فى قضايا دولية، واحدة تتعلق بتهريب «الألماس»، والآخر فى شبكة دعارة دولية. الجدير بالذكر، أن من أشهر الشخصيات التى تحمل لقب قنصل فخرى فى الإسكندرية، ووزير التجارة والصناعة الأسبق، رشيد محمد رشيد، القنصل الفخرى لهولندا، ورجل الأعمال خالد خيرى، نائب الحزب الوطنى «المنحل» عن دائرة العطارين، فى دورة 2010، ويحمل لقب قنصل فخرى للسنغال، ونجله أحمد، وهو وكيل لإحدى التوكيلات الملاحية الإسرائيلية الشهيرة. السنة الخامسة - العدد 345 - الاثنين - 12/ 03 /2012