إنها (مؤامرة ضخمة) خططت لتنفيذها شبكة (القاعدة) الإرهابية، ويعترف مسؤولو المخابرات الأميركية بأن لديهم معلومات عنها "وان الفريق الذي سينفذها اختير وفي مكانه"، ولكنهم أيضاً لا يعرفون موعد أو توقيت او هدف الهجوم المزمع. نصر المجالي: مع إغلاق 22 سفارة أميركية عبر العالم غالبيتها في دول إسلامية وحذت حذوها دول غربية كبريطانيا وفرنسا وألمانيا، حذر مسؤول أميركي كبير من أن تهديدات القاعدة بتنفيذ اعتداءات تستهدف المصالح الغربية، بينما عقد اجتماع أمني على مستوى عال في البيت الأبيض.
ويعتبر هذا الاستنفار الغربي هو الأكبر منذ تفجيرات سبتمبر/ أيلول 2001 ، كما اعتبرت كندا من ناحيتها أن الخطر الأكبر يهدد ممثليتها الدبلوماسية في دكا من دون إعطاء أي تفاصيل أخرى.
إلى ذلك، قال رئيس أركان الجيش الاميركي الجنرال مارتن ديمبسي لشبكة (ايه بي سي) التلفزيونية إن "هذه المرة أكثر تحديدا من التهديدات السابقة".
وأضاف أن الهدف المحدد لم يعرف "إلا أن النوايا واضحة وهي مهاجمة المصالح الغربية وليس الأميركية وحدها".
وقال البيت الابيض ان اوباما تلقى تقارير منتظمة عن التهديد المحتمل واجراءات الاستعداد الاميركية طوال الاسبوع، واضاف ان رايس وليزا موناكو مستشارة مكافحة الارهاب ابلغتا اوباما بأحدث التطورات بعد الاجتماع الذي عقد على مستوى عال يوم السبت.
ويقضي اوباما عطلة نهاية الاسبوع في منتجع كامب ديفيد الرئاسي بعد ان لعب الغولف في وقت سابق يوم السبت. ويحتفل اوباما بعيد ميلاده يوم الاحد.
التقاط رسائل
وقال مايكل ماكول (اكرر ماكول) رئيس لجنة الامن الداخلي في مجلس النواب ان الولاياتالمتحدة في حالة استنفار، متحدثا عن "واحد من وأدق التهديدات واكثرها صدقية التي رأيتها منذ 11 ايلول/سبتمبر". واضاف في تصريح لشبكة سي.بي.اس ان ثمة اعتداء "وشيكا" على ما يبدو.
وقال النائب دوتش روبرسبرغ عضو لجنة الاستخبارات في المجلس ان "عناصر القاعدة "موجودون". واضاف ان الولاياتالمتحدة تعرف ذلك "لأننا تلقينا معلومات تفيد ان عناصر رفيعي المستوى في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب يعدون لارتكاب اعتداء كبير".
بدوره، اشار بيتر كينغ العضو ايضا في لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، الى ان المعلومات تتحدث عن "اعتداء كبير وهناك ايضا بعض التواريخ". واضاف "نعتقد ان ذلك سيحصل على الارجح في الشرق الاوسط او حول سفارة لكن لا يوجد اي تأكيد". وفي تصريح لشبكة ان.بي.سي قال ساكسبي شامبليس عضو لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ "ما سمعناه (في الرسائل التي تم اعتراضها) هو معلومات حول ما ينوون القيام به او حول بعض الاشخاص الذين يعدون خططا على غرار ما رأيناه قبل 11 ايلول/سبتمبر". وخلص الى القول "لكننا لا نعرف ما اذا كانوا ينوون القيام باعتداءات انتحارية او تفجير سيارات مفخخة".
اجتماع امني عال
واستضاف البيت الأبيض أمس السبت اجتماعا مهما تم تخصيصه لبحث تهديدات القاعدة الإرهابية.
وترأست هذا الاجتماع مستشارة الأمن القومي سوزان رايس في حضور وزراء الخارجية جون كيري والدفاع تشاك هاغل والأمن الداخلي جانيت نابوليتانو.
كما شارك فيه أيضا مدراء وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) جون برينان ومكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) روبرت مولر ووكالة الأمن القومي (ان اس ايه) الجنرال كيث الكسندر، إضافة إلى السفيرة الأميركية في الأممالمتحدة سامنثا باور.
وكان الرئيس الأميركي باراك اوباما أمر مساء الجمعة باتخاذ "كل الإجراءات اللازمة لحماية الأميركيين" من خطر هجمات قد يشنها تنظيم القاعدة لا سيما في الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
وقبل ذلك أصدرت الخارجية الأميركية تنبيها حذرت فيه جميع رعاياها في العالم من خطر وقوع اعتداءات "لاسيما في الشرق الأوسط وشمال افريقيا" وشددت واشنطن أيضا على "شبه الجزيرة العربية".
انتربول يحذر
من جهتها، اصدرت منظمة الانتربول تحذيرا أمنيا شاملا دعت بموجبه كل الدول الأعضاء إلى اتخاذ "أقصى درجات الحذر والتعاون لمواجهة تهديدات القاعدة".
وأعلنت هذه المنظمة الدولية التي يقع مقرها في ليون في وسط شرق فرنسا في بيان أنها قررت إطلاق تحذيرها "بعد سلسلة عمليات فرار من السجون في تسعة بلدان أعضاء بينها العراق وليبيا وباكستان".
وتابع البيان أن الانتربول "يشتبه في تورط القاعدة في عدد كبير من عمليات الفرار التي أدت إلى هروب مئات الإرهابيين والمجرمين، ويطلب المساعدة من البلدان الأعضاء ال190 لتحديد ما إذا كانت هذه الأحداث الأخيرة منسقة أو مترابطة".
وقالت المنظمة إن شهر أغسطس/ آب الجاري شهد العديد "من الهجمات الإرهابية العنيفة" في الهند وروسيا واندونيسيا.
وأضافت أن "هذا الاسبوع يتزامن أيضا مع الذكرى ال15 للاعتداء على السفارتين الأميركيتين في نيروبي عاصمة كينيا ودار السلام في تنزانيا، ما أدى إلى مقتل 200 شخص غالبيتهم من الأفارقة إضافة إلى نحو أربعة آلاف جريح".
وتشير المنظمة إلى تفجيرين وقعا في السابع من أغسطس/ آب 1998 في نيروبي ودار السلام بفارق عشر دقائق بينهما واستهدفا السفارتين الأميركيتين هناك.
تهديد الظواهري
يذكر أن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، كان قال في تسجيل صوتي الجمعة إن إزاحة الرئيس الإسلامي المصري محمد مرسي قبل شهر جرت "بمال خليجي وتدبير أميركي وتواطؤ من الاقباط الذين يريدون حكما علمانيا لتقسيم مصر.. والجيش المصري المتأمرك الذي ربته أميركا"، على حد تعبيره.
وقد اتخذت قوات الأمن اليمنية الأحد تدابير مشددة في محيط سفارات الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا.
وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إن إقفال سفارة فرنسا في صنعاء قد يستغرق "أياما عدة".
وأضاف "لقد تبلغنا بصورة مباشرة وغير مباشرة بتهديدات تتعلق بمنشآتنا في الخارج وحتى رعايانا، وهي تهديدات صادرة عن القاعدة".
وطلب هولاند من الرعايا الفرنسيين المقدر عددهم بنحو ستمئة في اليمن "اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر في تنقلاتهم على الأراضي اليمنية".