كثفت الولاياتالمتحدة والعديد من الدول الأوروبية الإجراءات الأمنية في سفاراتها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بعد توارد معلومات جدية عن احتمال استهدافها من قبل تنظيم القاعدة. وأطلقت منظمة الانتربول تحذيرا أمنيا شاملا دعت بموجبه كل الدول الأعضاء إلى اتخاذ أقصى درجات الحذر والتعاون لمواجهة تهديدات القاعدة. وقررت منظمة الانتربول في بيان لها إطلاق تحذيرها هذا "إثر سلسلة عمليات فرار من السجون في تسعة بلدان أعضاء بينها العراق وليبيا وباكستان". وتابع البيان أن منظمة الانتربول التي "تشتبه بتورط القاعدة في عدد كبير من عمليات الفرار التي أدت إلى فرار مئات الإرهابيين والمجرمين، تطلب المساعدة من البلدان الأعضاء ال 190 لتحديد ما إذا كانت هذه الأحداث الأخيرة منسقة أو مترابطة". وتطلب بذلك من أعضائها "تنبيه البلد المعني في حال تم تحديد مكان إرهابي فار، ما قد يجنب حصول هجوم إرهابي جديد". وذكرت منظمة الانتربول أن شهر أغسطس شهد العديد "من الهجمات الإرهابية العنيفة" في الهند وروسيا وإندونيسيا، مضيفة "هذا الأسبوع يتزامن مع الذكرى ال15 للاعتداء على السفارتين الأميركيتين في نيروبي ودار السلام ما أدى إلى مقتل نحو 200 شخص غالبيتهم من الأفارقة إضافة إلى نحو أربعة آلاف جريح". ووقع في السابع من أغسطس 1998 في نيروبي في كينيا وفي دار السلام في تنزانيا اعتداءان فصلت بينهما عشر دقائق واستهدفا السفارتين الأميركيتين في البلدين المذكورين. وتذكر منظمة الانتربول أن واشنطن وزعت أيضا تحذيرا إثر ورود معلومات اعتبرت "ذات صدقية" تفيد بأن القاعدة ومنظمات مرتبطة بها ستواصل القيام باعتداءات إرهابية خلال شهر أغسطس خصوصا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وكان زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري اتهم في تسجيل صوتي الجمعة الولاياتالمتحدة بالوقوف وراء عزل الرئيس الإسلامي المصري محمد مرسي، عندما اعتبر أن إزاحة هذا الأخير تمت "بمال خليجي وتدبير أميركي". وقال رئيس أركان الجيش الأميركي الجنرال مارتن ديمبسي لشبكة اي بي سي التلفزيونية إن تهديدات القاعدة تستهدف كل المصالح الغربية، معتبرا أنها هذه المرة "أكثر تحديدا" من التهديدات السابقة. وقال إن الهدف المحدد لم يعرف "إلا أن النوايا واضحة وهي مهاجمة المصالح الغربية وليس الأميركية وحدها". وأعلنت بريطانيا وألمانيا وفرنسا إقفال سفاراتها في صنعاء يومي الأحد والاثنين نتيجة هذه التهديدات. وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في بيان "تبلغنا بصورة مباشرة وغير مباشرة بتهديدات تتعلق بمنشآتنا في الخارج وبالتالي رعايانا، وهي تهديدات صادرة عن القاعدة". وأضاف "لذلك قررت أن أغلق سفارة فرنسا في اليمن لأنه تتوافر لدينا معلومات تتيح لنا الاعتقاد بأن هذه التهديدات بالغة الجدية هناك، وكان بعض البلدان الصديقة اتخذ أيضا هذا القرار". وطلب الرئيس الفرنسي من جهة أخرى، من الرعايا الفرنسيين في اليمن "اتخاذ اقصى درجات الحيطة والحذر في تنقلاتهم على الأراضي" اليمنية. وأمر الرئيس الأميركي باراك أوباما مساء الجمعة ب"اتخاذ كل الإجراءات الضرورية لحماية المصالح الأميركية"، حسب ما نقل مسئول في البيت الأبيض طلب عدم الكشف عن هويته. وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية إقفال سفاراتها الأحد في 22 بلدا خوفا من استهدافها باعتداءات، وهي تقع في إسرائيل والعالم العربي وأفغانستان وبنغلادش.