*إن كنت من متابعى الإعلامى "توفيق عكاشة" –مثلى- فلابدّ أنّك سمعت منه كلمة "ماسونيّة ،صهيوأمريكيّة" ،ينطقها الرجل باستمرار وفى كل حلقة يظهر فيها، فما قصّة الماسونيّة باختصار؟ وماعلاقتها ب"منظمة الفجر الذهبى" و"منظّمة الإخوان المتأسلمون"؟ وما حقيقة إتصال تلك المنظمات بالسحر والكيمياء والعلوم السوداء؟ *تغطية شاملة لتاريخ الماسونيّة صعب تلخيصه فى مقالة واحدة ،لكنّها معلومات مهمّة بعيدة عن التعقيد و كافية لتعرف جذور وأصل الموضوع.
1-(الماسونيّة) : أو "فرى ما سون" ، أو الماسونيين الأحرار، ماسون من مقطعين "مو" تعنى الماء ،"سون"/أبناء النيل، البعض ؤيذكر أنّها تعنى أبناء الحجر"أبناء حجارة الهرم"، لكنّها إشارة إلى انّ المنتمين إلى تلك الجماعة هم "أبناء حضارة النّيل" وحَمَلة أسرار مصر الفرعونيّة، تذكر أقدم النصوص المكتوبة فى 1390 إلى 1425 تاريخ مُقتضب عن الماسونيّة أنها إنتقلت على يد "إقليدس" عالم الرياضيات الإغريقى من الإسكندريّة إلى إنجلترا أثناء فترة حكم الملك البريطانى "أثليستان" إبن الملك إدوارد الكبير939 ميلاديّة وذكر فيها كيف نقل معارف الماسونيّة "أو العلوم الخاصة" التى إنتقلت له بعد أن تعلمها على يد "أبناء إسرائيل" أثناء وجوده فى مصر، لينقلها لبريطانيا لاحقاً.
*ظهرت الماسونيّة بقوّة أثناء فترة العصور الوسطى ،وتتكوّن مِمّا يُعرف ب"المحافل" وهى "البناء الحجرى/المكان" أو كما يسمّونه "غراند لُودْج" ،ولكل دولة "محفل" أو "غراند لودج" خاص بها لكن كلهم تحت إدارة المحفل الأعظم فى بريطانيا، أول محفل تمّ تكوينه كان فى لندن عام 1717 ميلاديّة، "فرسان مالطة" هم فئة أو طبقة من تنظيم الماسونيّة المقتصرة على أفراد يؤمنون بالمسيحيّة ويُسمح لهم مع ذلك بالإنتماء للمحفل ،فالماسونيّة تدعو - كما يعتقدون- للمساواة والأخويّة بعيداً عن الديانات، الرّتب الممنوحة للمُنتمين للمحفل هى نفس الرّتب الموجودة فى نظام فرسان مالطة العسكرى، فهناك "فرسان الصليب الأحمر ،فرسان الهيكل ، فرسان القديس بولس".
*المدهش هو الكمّ الكبير من الرموز الدينيّة اليهوديّة الموجودة على الأوانى والشمعدانات والسيوف والخناجرالفضيّة التى تكون موجودة داخل كل محفل، فعادةً مايتم نقش عبارات بالعبريّة على الكؤوس، وهناك "شوفار" أو "شوفاروت" وهو قرن الكبش الذى يستخدمه اليهود للإعلان عن موعد صّلاة الصبح أثناء الشهر الذى يسبق عيد رأس السّنة العبريّة "روش هاشاناه" ، وفى يوم العيد نفسه ، وفى عيد يوم الغفران "عيد كيبور".
*تدّعى محافل الماسون أنها تؤمن بإله واحد عظيم وأنها ترفض أى ملحد بين صفوفها، وتسمّى الخالق - سُبحانه وتعالى - ب"المهندس الأعظم" ،تعطى لأعضائها الأولويّة لأداء فروضهم الدّينيّة والإجتماعيّة والوطنيّة الخاصة بكلٍ منهم أولاً ،ثم لاحقاً أداء واجبات المحفل، فهى ترفض أن تكون على أساس دينى أو أن تتدخل فى ديانات اعضائها كما تدّعى وترفض التدخل فى سياسات الدول حتى عندما تقوم بنشاط إغاثة ،فهى تعتمد على إشتراك أعضائها من المحافل التى تشمل "8644" محفل أو "غراند لودج" على مستوى العالم تابعين كلهم للمحفل الأعظم فى لندن.
* يُقسم أعضاؤها على عدم البوح بالطقوس التى يؤدّونها داخل المحفل وأن يُساعدو بعضهم بعضاً بصورة سريّة، ويُقسم كل فرد تابع للمحفل على الولاء للمحفل على كتابه المقدّس الذى يعترف به،كما أنّهم يُقصرون عضويّتهم على الأفراد النابغين فى المجتمع ويعتبرون أنفسهم فى "أخويّة" يعرفون بعضهم بعضاً عن طريق "السّلام باليد" بطريقة معيّنة ، أو عن طريق خاتم يرتديه الماسونى فى إصبعه ، الماسونيّة مقصورة على الرّجال فقط ولايُسمح للنساء بالإنتماء لها،لا أحد يعرف ماتسعى إليه هذه الماسونيّة سوى "السّيادة على العالم" ، فهم يعتقدون أنّهم حائزون على العلوم المعرفيّة القديمة التى كان يعرفها قدماء المصريين وأن هناك خطّة كبيرة يقومون بتنفيذها لمصلحة وضع العالم ضمن "نظام عالمى" يتخيلونه ،الكثير يذكرون أن رؤساء الولاياتالمتحدة كلهم كانو ماسونيين باستثناء "جون كينيدى" الذى تم إغتياله، وأنّ النظام القائم فى الولاياتالمتحدة هو تنفيذ عملى وفعلى لتعاليم الماسونيّة تحت قيادة شخص غير معروف يتمتّع ب"العمر الطويل" وسيظهر يوماً للسيطرة على العالم، كثير من الكتاب الأمريكيين يتندّرون أن "الهندسة الميدانيّة" لمدينة واشنطن العاصمة السياسيّة للولايات المتحدة هى على هيئة "الفرجار والمنقلة" وهى شعار الماسونيّة، كما أنّ رموز الماسونيّة موجودة بالكامل على ورقة الدّولار الأمريكيّة المتداولة وفيها شرح كامل لمُعتقد الماسونيّة.
**أول محفل ماسونى فى الشرق الأوسط دخل للعالم العربى مع الحملة الفرنسيّة على مصر العام 1798 وسُمّى "إيزيس" وكان تحت رعاية محفل "ممفيس" الفرنسى،المحفل الإنجليزى بمصر تأسس عام 1882 ، أول محفل لبنانى عام 1962 ، هناك محافل بلبنان فى مدن (طرابلس، بيروت الشرقيّة ،شرق صور، شرق بعلبك، جبل لبنان) ، (محفل الأمير/فى دولة خليجيّة) ،(محفل إبلا بسوريّا) ، (محفل الأمير مراد بتركيا) ، (محفل بابل بالعراق) ،(محفل أخسيروس بإيران).
**تمّ حظر نشاط هذه الجماعة رسميّاً فى مصر عام 1964 ،والسّبب رفض تقديم المحفل تقريراً بنشاطاته للحكومة المصريّة ، تمّ السماح ببعض الجمعيات المرتبطة بالماسونيّة باستئناف نشاطها فى مصر على أساس خدمى مثل "أندية الليونز والرّوتارى" فى الثمانينات من القرن الفائت. *من مشاهير مصر الذين إنضمو للمحفل الماسونى قبل حظره (زكى طليمات،يوسف وهبى، محمود المليجى، كال الشاوى،حين راض) ،هناك صور لهم لكن لم أتمكن من نشرها لضيق المساحة. *ومن السياسيّين (مصطفى النحاس،محمود باشا النقراشى، بطرس غالى،إدريس بك راغب/مؤسس نادى الأهلى) ومن الأمراء (الأمير محمد على باشا/صاحب قصر المنيل، الأمير عمر طوسون، الخديوى توفيق).
**من الشخصيّات المثيرة للجدل والتى إنضمت لمحفل الماسونيّة (المرشد الثانى لجماعة الإخوان المسلمين مأمون الهضيبى ، والمفكر سيّد قطب والذى كتب إفتتاحيّة للمحفل الماسونى لمجلة المحفل المُسمّاة "التّاج المصرى" ،الشيخ محمّد الغزالى كتب فى كتابه "ملامح الحق" أنه ترك جماعة الإخوان المتأسلمين بسبب إنضمام الهضيبى لهذا المحفل الغامض.
2- (الفجر الذهبى): هى منظمة تقوم على أساس علوم التنجيم أو "صوفى"" أو كما تدّعى ،ونظامها يُسمّى "الترتيب المُحكم" ، حيث ترتيب الرّتب بين المنتمين إليه ترتيب مُشابه للماسونيّة أو حجارة الأهرامات فى ثباته كما يعتقدون ، منظمة الفجر الذهبى نشطت فى بريطانيا منذ أواخر القرن التاسع عشر، وهى أحد أكبر المنظمات المؤثرة فى علوم التنجيم وقراءة البخت ووأوراق كوتشينة التاروت و استعمال الكيمياء، المؤسسين الثلاثة لهذه المنظمة هم (ويليام وود مان ،ويليام ويسكوت ، صمويل مكروغر) وثلاثتهم أعضاء ماسونيين من ذوى الرتب الرفيعة. *نظام الفجر الذهبى يعتمد على نظام المحافل تماماً مثل الماسونيّة لكنّهم يسمحون بانتماء النساء لمحافلهم ، يعتمد تنظيم الفجر الذهبى على ثلاث رُتب: (الرتبة الأولى هى معرفة علوم الكابالاه اليهوديّة والعناصر الأربعة وأساسيّات علم التنجيم والفلك ،قراءة التاروت وعلم الرّمل) (الرتبة الثانية النظام الداخلى للشخص ويُسمى الزهرة القرمزيّة أو الصليب الذهبى ويشمل التأمّل فى كرة البللورة والسفر فى الأحلام). (الرتبة الثالثة الأسرار العليا والتى تنحصر فى رؤساء المحفل ذوى المهارات الفائقة والذين يقومون بتعليم الأعضاء الصغار وتوجيههم عبر التواصل الروحانى).
**مايحدث فى الواقع أمرٌ مختلف ،ف"رئيس المحفل" أو الزعيم عادة مايكون رجلاً أو إمرأة ، عادةُ مايحق له المعاشرة الجنسيّة مع أى شخص من الرتب الأقل منه ، قد يكون الزعيم رجلا أو إمرأة ، تناول المخدّرات مسموح بها لإستجلاب روحانيّة وشفافيّة مع الأرواح ، الشذوذ ليس ممنوعاً ، فى مقابل ذلك سيقوم الزعيم بتعليم الشخص مبادئ علوم البخت ومايُعتقد أنّه الحقيقة المطلقة.
*أشهر زعماء منظمة الفجر الذهبى هو البريطانى "أوليستر كراولى" (1875- 1947) كان منجّماً وساحراً ،كاتب وشاعر،عالم فلك ورياضيّات ،زير نساء ومُدمن للهيروين ،له مؤلفات ضخمة وكتاب إسمه كتاب القانون يدّعى أنّه كتبه بإملاء من الأرواح ،له صورة شهيرة مع فريق البيتلز البريطانى ،قام بتوفير عدّة شفرات للمخابرات البريطانيّة أثناء الحرب العالميّة الثانية ، أعلن أنّه "مخاوى واحدة فرعونيّة إسمها إيواس" أثناء زيارته لمصر 1904 . للأسف فإن فروعا كثيرة على مستوى العالم مفتوحة لهذه الجماعة السحريّة وتم تقليدها فى بلد الحريات "الولاياتالمتحدة" ليكون ل"كروالى" أكبر تأثير على كل صور الأشكال المنحرفة والجماعات الدينيّة الشاذة التى ظهرت فيما يُسمّى ب"عبادة الشيطان" وموسيقى "الجيتار الأسود/بلاك ميتيل" ، يذكر أن كراولى كان ماسونيّا وحائزاً على رتبة مهمّة.
**جماعة الأخوان المتأسلمين - ذات المرجعيّة البريطانيّة - تتبنّى نفس التراتبيّة "الترتيب المُحكم" القائم على تراتبيّة أحجار الهرم أو تنظيم الماسونيّة والفجر الذهبى ، ولها فروع تابعة - تماماً مثل فروع الماسونيّة والفجر الذهبى- فى كل دول العالم، وللحديث عنها بقيّة بمشيئة الله تعالى.