الحاج حسن علي، مسن مصري يبلغ من العمر نحو 71 عاماً، اشتهر منذ صغره بعمل تحف وأنتيكات من الرخام، ومن المعروف أن نحت الرخام من أصعب أنواع النحت، يقول عم حسن: «منذ خمس سنوات عند زواج ابنتي الصغرى أردت أن أهديها هدية مميزة وفكرت أن أنحت لها «فانوساً» كبيراً من الرخام، متابعاً الحكاية «بعد ما السياحة اضربت وبطلت أبيع الأهرامات الرخام، قلت أعمل فوانيس رخام أبيعها زي اللي عملته لبنتي وعملت 10 وتم بيعهم، فعملت أكثر وبقيت قبل كل رمضان أعمل طريحة من 20 ل30 فانوساً كبيراً وصغيراً»، مؤكداً بفخر «مش أي بتاع رخام يعرف يعمل الفانوس ده». «الطريحة» تأخذ منه أسبوعاً من العمل بمعاونة «الصنايعية» الذين يستأجرهم في ورشته أما الخامات «بشتريها من محجر في بني سويف بيبيع الرخام الألبستر اللي بينور لما يتقطع ويتسلط عليه الضوء، النوع ده مش موجود غير عندنا في مصر وبيتباع بالطن، وبيوصل سعره من 600 ل700 جنيه حسب الجودة». الحاج محمد الشهير ب «محمدي» يعمل في الرخام منذ أكثر من 30 عاماً بعد أن تعلم الحرفة من الخارج يقول «سافرت سوريا والشام وتركيا واتفرجت عليهم، وأخدت منهم الصنعة ورجعت مصر بفكرة الشلال الرخام وبعته ب3 آلاف جنيه، بعدها مفيش ورشة في مصر معملتوش بس كان سعره ساعتها 600 جنيه». أسعار فوانيسه الرخام تبدأ من 50 جنيهاً للفانوس الصغير وتصل ل600 جنيه للفانوس الكبير «اللي بيزين الفنادق ومداخل العمارات الفخمة»، ورغم أن الفانوس الرخام له جاذبيته وسط بقية أنواع الفوانيس، لكن الرجل السبعيني يشكو من غلو ثمنه في بعض الأحيان مما يدفع الناس لعدم شرائه وشراء الفانوس الصيني. كما يفخر بصنعته ومنحوتاته الرخامية يفخر بأنتيكاته، حيث زين دكانه الصغير بصور عمر الشريف وفاتن حمامة وكوكب الشرق ومحمد عبدالوهاب، منوهاً باعتزاز «عندي يجي 200 صورة بشتريهم من سوق الجمعة أو من محلات وسط البلد»، فرغم ضيق الحال إلا أنه «غاوي أنتيكات»، فبجوار فوانيسه الرخام يستقر الجرامفون والراديو الألماني الذي يعود تاريخ إنشائه للثلاثينيات.