في كل عام نستعد لاستقبال شهر رمضان، الذي هو خير شهور السنة، وحتى نشعر بلذة هذه العبادة ونقبل عليها برغبة، ينبغي أن نتعرف على أسرار هذه العبادة، وأهم الأسرار العلمية للأغذية الأساسية المذكورة في القرآن الكريم، لنبحر معاً ونتأمل هذه الفوائد الرائعة، فقد قيل قديماً للشفاء أسرار كثيرة وربما من أهمها الشفاء بالصوم، لنتأمل هذه الفوائد الطبية الكثيرة لعبادة الصوم ونحمد الله تعالى على هذه النعمة. الصيام والفيروسات
يقول حسين محمد علي عقيل الهاشمي "طبيب أعشاب": المؤمن الذي يدرك فوائد الصيام في الدنيا، فإنه بلا شك يستقبل هذا الشهر بطاقة كبيرة، وحالة نفسية مطمئنة، وشوق وتلهف لممارسة الصيام، وهذا يؤدي إلى رفع النظام المناعي لدى المؤمن، وبالتالي تحقيق الاستفادة القصوى من الصيام، على عكس الذي يتشاءم من هذا الشهر، فهو يأكل كثيراً ويخاف أن ينقصه بعض الوجبات بسبب الصيام، ومن الناس من تعود على اللهو والترف والمعصية، فيشعر أن هذا الشهر سيقيده ويحرمه من بعض الملذات، إن أمثال هؤلاء لا يشعرون بحلاوة هذه العبادة، بل تمر عليهم الأيام ثقيلة فيجلسون متشائمين ينتظرون نهاية الشهر، ونحن من تجربة صادقة نقول، إن هناك دراسات كثيرة تؤكد أن الصوم يعالج الأمراض المزمنة، والمرض المزمن هو الذي لم ينفع معه أي دواء، فيبقى مدة طويلة من الزمن، فأمراض الكبد والكلى والقولون.
وغير ذلك من الأمراض المستعصية، وجد العلماء علاجاً ناجعاً لها، إنه الصوم، وعندما يدرك المؤمن أهمية الصيام في علاج مثل هذه الأمراض، فإنه بلا شك يصبح أكثر اشتياقاً وشعوراً بالسعادة والفرح والسرور أثناء ممارسة الصيام، ففي ذلك فوائد عديدة، كما يقول العلماء إن الامتناع عن الطعام والشراب لفترات محددة، يعطي فرصة للنظام المناعي لممارسة مهامه بشكل أقوى، ويخفف الأعباء عن أجهزة الجسد لأن الطعام الزائد يرهق الجسم، ولذلك وبمجرد أن تمارس الصوم، فإن خلايا جسدك تبدأ بطرد السموم المتراكمة طيلة العام، وسوف تشعر بطاقة عالية وراحة نفسية وقوة لم تشعر بها من قبل.
الأثر الشفائي
الأثر الشفائي للصوم وهو أن الصوم أفضل وسيلة لمعالجة السموم المتراكمة في الخلايا، فالصوم له تأثيرات مدهشة، فهو يعمل على صيانة خلايا الجسم، ويعتبر الصيام أنجع وسيلة للقضاء على مختلف الأمراض والفيروسات والبكتريا، وربما نعجب إذا علمنا أن في دول الغرب مراكز متخصصة تعالج بالصيام فقط، وتجد في هذه المراكز كثيراً من الحالات التي استعصت على الطب الحديث، ولكن بمجرد أن مارست الصيام تم الشفاء خلال زمن قياسي، ولذلك أمرنا الله بالصيام فقال: (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)، والصيام يحرض خلايا الجسد ويجعلها تعمل بكفاءة أعلى.
وبالتالي تزداد مقاومة الجسم للبكتريا والفيروسات وتتحسن كفاءة النظام المناعي، ولذلك ينصح الأطباء بالصيام من أجل معالجة بعض الأمراض المستعصية، ومن خلال متابعتي لكثير من الحالات، وأعدها مختصون في مجال التغذية، والتي استهدفت مجموعة من الصائمين في شهر رمضان، عن أن تغيير مواقيت الوجبات، وخفض عددها إلى اثنتين برمضان، ساعد على زيادة استجابة الجسم لهرمون الأنسولين، وذلك بالنسبة للأفراد الذين يمتلكون عوامل الإصابة بداء السكري، وان الصيام المتقطع أدى إلى خفض معدل حدوث بعض الأورام الليمفاوية إلى الصفر تقريباً، بحسب تجارب أجريت على الثدييات، كما أظهرت دراسات أخرى أن الصوم المتقطع يرفع من معدل النجاة بين الأفراد، ممن يعانون من إصابات في نسيج الكبد، والتي تمتلك قابلية للتحول إلى أورام في المستقبل.
الخلايا السرطانية
اتباع نظام غذائي طبيعي مع التقليل من أكل الملح والوجبات السريعة، يمكن أن يجعل عمل الخلايا أكثر انتظاماً ويمنع تحولها إلى خلايا سرطانية، وبالتالي يكافح انتشار السرطان قبل حدوثه، كما ثبت أن الصيام لفترات متقطعة يؤدي إلى وقف انقسام الخلايا السرطانية، وقد كانت فعالية الصيام أكبر من الحمية، ولا تقتصر فوائد الصوم على محاربة الأمراض المزمنة، بل تتعدى ذلك إلى إبطاء زحف الشيخوخة على خلايا الدماغ، حيث أظهرت دراسات علمية دور الصوم المتقطع، في تأخير هرم الخلايا الدماغية، ومساهمته في إبطاء نشوء مرض الزهايمر.