يقسم العديد من الناس يومهم بين مجموعة من شاشات الهواتف الذكية والتلفزيون وأجهزة الكمبيوتر بأنواعها الشخصية واللوحية، إذ يُحولون نظرهم بين شاشة وأخرى لأغراض مختلفة، سواء العمل، أو الاتصالات، أو الترفيه وغيرها، ما يمثل وضعاً جديداً بالنسبة لجيل الكبار يختلف عما ألفوه قبل عقدين من الزمان أو أقل، إلا أن الحال يختلف مع جزء كبير من الجيل الجاري من الأطفال الذين يبدأون تعاملهم مع الشاشات المختلفة في مرحلة مبكرة للغاية، وأحياناً قبل أن يجيدوا المشي أو الكلام. ولابد أن يكون لمثل هذا التغيير الكبير في حياة طفل حالياً، تأثيرات كبيرة في الصحة والعلاقات الاجتماعية داخل الأسرة، وطرق التواصل مع الآخرين والتعليم، وكلها أمور تختلف حولها الدراسات والآباء والمعلمون بين من يعدد مزاياها ويرى أثراً إيجابياً لاستخدام أجهزة الكمبيوتر اللوحية، مثل «آي باد» والهواتف الذكية، على القدرات العقلية للأطفال، ومن يرى العكس.
وضمن الحديث حول تأثير الكمبيوتر والهواتف الذكية في الأطفال، ما يرى خبراء أن اعتماد الأطفال بشكل أساسي على الكمبيوتر والرسائل النصية والبريد الإلكتروني يؤدي إلى تراجع الوقت الذي يمضونه في التواصل المباشر مع أسرهم ومعلمي المدرسة، وبالتالي تتراجع قدرتهم على تعلم كلمات جديدة؛ بسبب اعتماد الدماغ البشري في تعلم اللغات على الاستماع إلى الكلمات خلال المحادثات اليومية، وتكرارها، حتى يتمكن الشخص من نطقها بطريقة صائبة، ما يرفع تدريجياً من الحصيلة اللغوية للشخص على امتداد سنوات العمر.