فى واقعة مفجعة تعيد الى الأذهان ما كان يحدث فى عهد المعزول تحت سمعه وبصره,لجأ الأخوان وأنصارهم الى نفس الأساليب القذرة التى كانوا يعتمدون عليها لضمان بقائهم أطول مدة ممكنة فى السلطة بالترهيب والتهديد,حيث أنهم خططوا للأنتقام من الأقباط عقب سقوط النظام السابق الذى كان يحميهم ويمنحهم شرعية للتواجد وبالفعل أستهدفوا الأقباط فى قرية صغيرة تدعى دلجا تابعة لمحافظة المنيا وظلوا يمارسون تضييقات عليهم حتى أجبروا بعضهم على الرحيل الى محافظات أخرى أكثر أمنا. أشتعل فتيل الأزمة يوم بيان الفريق السيسى بعزل مرسى بعدما هاجمت عناصر أجرامية مسلحة وملتحين منازل ومتاجر الأقباط البسطاء فى القرية ونهبوا ما فيها من بضائع "(وفقا لشهود عيان"ومن بينها متاجر سلع غذائية و مشغولات ذهبية ومود بناء ,ظلت الأعتداءات قائمة لعدة أيام متواصلة فى ظل غياب تام للأمن ووصلت الى دور العبادة التى يذكر فيها أسم الله فقام المتشددين بأحراق كنيسة مارى جرجس للأقباط الكاثوليك وكنيسة الأصلاح الأنجيلية .
لم تمر أيام قليلة حتى أعتلى بعض المشايخ منابر أحد مساجد القرية وظلوا يحرضون أتباعهم على العنف الطائفى ضد الأقباط زاعمين أنهم شاركوا فى أسقاط النظام الأسلامى ,هذه المرة خرج أنصار المعزول يقتحمون منازل الأقباط بطريقة عشوائية فى القرية حاملين السلاح الأبيض والجنازير مما أسفر عن أصابة نجاح يوسف (ربة منزل) بجروح قطعية فى ساقها اليسرى وحروق فى أجزاء متفرقة من جسدها كما أصيب عادل فرغل بجروح فى الوجه وتم نقلهما الى المستشفى بعد فترة.
وكشف مصدر كنسى "لبوابة الفجر" عن رضوخ بعض الأسر القبطية الى ضغوط الأسلاميين المستمرة والتى هددت حياتهم وأرزاقهم وبالفعل غادرت 6 عائلات قرية دلجا بعد أن أغلقوا منازلهم ومتاجرهم فيما يعرف بالتهجير القسرى وهم"عائلة أسحق كرومر مهنى (5 أفراد), جمال أسحق مهنى 6 أفراد) , نادى مهنى مقار (7 أفراد) , فضل أسحق مهنى ( 3 أفراد) , نبيل أسحق مهنى (4 أفراد) ,زكريا أسحق مهنى( 5 أفراد) ", وبالتالى يكون أجمالى المهجرين 30 فردا.
وفى تعليقه قال عزت أبراهيم "مدير فرع مركز الكلمة لحقوق الأنسان بالمنيا" أن ظاهرة التهجير هى أخطر سلاح يتلاعب به المتطرفين لأقصاء وعزل قطاع كبير فى المجتمع المصرى لاسيما وأن ثورة 30 يونيو محت كل الوان التمييز التى تفشت فى المجتمع خلال عهد الأخوان.
وأضاف أن الأمية هى السبب الرئيسى لأنتشار العنف فى قرية دلجا وتتراوح نسبتها بين 45 و50 % مما أدى لأزدياد سطوة الجمعيات الشرعية الأسلامية وتأثيرها السلبى على البسطاء لا سيما وأنها تبث فى عقولهم روح الكراهية وتكفير الأخر جهارا نهارا ,كما أن الأخوان أتفقوا على معاقبة معارضيهم وعلى رأسهم الأقباط الذين أتخذوا منهم خصوما لهم عقب سقوط النظام.
وعلى نحو أخر أتهمت (هيومان رايتس ووتش) أنصار المعزول فى بيان جديد لها بأحراق كنيسة مارى جرجس بدلجا مما أدى لأصابة عددا من الأقباط والمسلمين و تهجير بعض العائلات القبطية جبرا نظير خوفهم على حياتهم.