"إبتسامة الفلاير اليتيمة...إضحك عشان الصورة تطلع حلوة" *فى الولايات المُتّحدة الأمريكيّة ينظر الجمهور للسّياسيين دائماً بعين الشك والإرتياب ويتم مُحاسبة السياسى على أخطائه فى حياته الشخصيّة حتى قبل أخطائه فى حياته السياسيّة على إعتبار أنّه يُفترض فى السياسى أن يكون القدوة للجماهير.
*على ذلك فدائماً ابداً مايتم فحص كل الحركات الجسديّة أو العبارات والكلمات من السياسى ومُحاسبته عليها "حساب الملكين"،البرفسير"بيتر كوليت" ذكر فى مهرجان جمعيّة العلوم البريطانيّة أنّ السياسى مهما كان مُدرّباً لإبراز هيئة جسديّة توحى بالثقة فإنّه غالباً ما يصدر إشارة ولو تافهة تكشف المستور،عادةً مايتم نُصح السياسى بتبنّى وجه "لاعب البوكر" إنّه ذلك الشخص على طاولة لعب الورق أو "لعبة البريدج" حيث يقوم كل لاعب بفحص وجوه بقيّة اللاعبين لمعرفة هل أحدهم يحمل ورقاً مفيداً أو خاسراً لذلك يقوم كل لاعب بالتخلى عن إصدار أىّ مشاعر على وجهه سواءً بالسّلب أو الإيجاب لحرمان باقى اللاعبين من معرفة حقيقة شعوره تجاه ورقه الذى يمتلكه ،باختصار هو "بوكر فيس/وجه بوكر"الجامد الخالى من المشاعر.
حركة الحاجب ، عضّة بسيطة على الشفة ، أو حتّى فرك أصابع الكف الواحدة بعضها ببعض كلها إشارات بسيطة قد تحدث رغماً عن السياسى ليكشف لنا عن توتّره العميق.
*مهما كان مايقوله السياسى أو تؤكّده نبرة صوته ،أنظر إلى لغة جسدة وإىّ إشارة مهما كانت تافهة أو صغيرة ،على سبيل المثال – والملاحظة لأفراد من جمعيّة العلوم البريطانيّة - فإنّ رئيس وزراء بريطانيا السّابق "تونى بلير" غالباً ما يقوم بلمس بطنه عندما يكون تحت الهجوم اللفظى أو إتهامات من صحفيين وكأنّها إشارة لاشعوريّة بانقباض فى المعدة ، بينما "جورج بوش" غالباً مايقوم ب"عضّ" داخل خدّه عندما يكون مُعرّضاً للقاء صحفى.
*إن قام السّياسى أثناء الإجابة على أسئلة أحد الصحفيين بالنظر –عَرَضيّاً – إلى المساحة الخالية بينه وبين الصّحفى فإنّه يرسل رسالة لاشعوريّة غير مباشرة مفادها أنّه لايعتقد أن الصحفى يستحق أن تتم الإجابة على سؤاله ، إبتسامة صغيرة من السياسى فى وجه الصحفى -الجمهور- دون أىّ لزوم هى إشارة واضحة لمحاولة السّياسى المراوغة بإيحاء الشعور بالثقة بالنفس والتحكم بالوضع وأن كل شيئ تحت السيطرة ،هذا تماماً ماقام به رفيع المستوى رفيع الأخلاق والتربية عند الإجابة على صحفيّة بقوله "تعالى وأقولك فين" فبدلاً من النظر إليها قام بقول كلماته الحقيرة وهو يشيح بنظره إلى صحفى آخر كإشارة إلى إستهزائه بها وإصراره على تحدّى الجمهور الذى إنتقده بسبب نفس العبارة التى قالها فى مناسبة سابقة.
*قد يقوم السّياسى بأداء حركة جسديّة عن عمد لإستجلاب عطف الجمهور مثل قيام الرئيس الأميريكى السابق "بيل كلينتون" بالعض على شفتيه أثناء إتهامه بعلاقة غيربريئة مع "مونيكالوينسكى" ،كرسالة للجمهور أنّهم قد تسبّبو له فى قلق عظيم وعليهم أن يتحملو ذنب تكديره وإقحامه فى تلك الحالة النفسيّة السيئة ،هل فاز كلنتون بعطف الجمهور؟
*"روبرت تيتر" أحد منظّمى الحملات الإنتخابيّة للحزب الجمهورى الأميريكى قام بإجراء دراسة على مجموعتين تتألفان –كل مجموعة- من عشرة أفراد ،قام بعرض فيديو للناخبين أثناء مصافحتهم للجماهير ولكن دون صوت وسأل الأفراد موضع الدراسة ، ماذا تشعر تجاه هذا المرشح؟ كانت الإجابة – رغم عدم معرفة الشخص بفحوى الخطاب لأن الفديو بدون صوت - أن مُعظم الأفراد محل البحث يجدون فجوة بين درجة الحماسة التى قامو بها على خشبة العرض وبين الحماسة أثناء مصافحة الجمهور.
**برفيسر"جيفرى بيتى" يذكر أنّ السياسى إن قام بأداء إشارة جسديّة تكشف كذبه للجمهور فإنّه سيُعانى للأبد فى إظهار إبتسامة صادقة ولن يتمكّن سوى من تقديم الإبتسامات الصّفراء المزيّفة لمعرفته أنّ محل شك.
**من بين جميع الإشارات الحركيّة التى قام بها المعزول المدعو "مرسى العيّاط" بدءاً من فتح الجاكيت بطريقة إستعراضيّة صبيانيّة ، مروراً بالتلويح المستمرّ بإصبع السّبابة –القاسم المشترك الأعظم بين جميع الرّؤساء العرب- وإنتهاءً بالعرض الأسبوعى المستمرّ أمام الكاميرات لأداء صلاة الجمعة .....هل لاحظت -عزيزى القارئ- أن هذا الشخص لم تُسجّل له صورة واحدة وهو يبتسم سوى تلك الوحيدة المطبوعة على فلاير حملته الإنتخابيّة والتى لم تتكرّر – الإبتسامة – ولو حتى إبتسامة واحدة صفراء أو حمراء؟ بينما نجد أنّ الإبتسامة الحقيقيّة الصّادقة هى تلك الإبتسامة التى علت وجوه كل المصريين عند سماعهم نبأ عزل المدعو "مرسى العيّاط" لينزاح عن قلوبنا كابوس عشناه لمدّة عام كامل.