***مُقدّمة لابدّمنها: كل عام والقرّاء بخير بمناسبة حلول شهر رمضان المُبارك أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليُمن والبركات، فى العام الماضى قمت باستعراض قاموس مُتكامل لما يُعرف بلغة الجسد ،وهذا العام أقوم - بمشيئة الله تعالى - طوال الشهر الكريم بتطبيق عملى لكل ماقدّمته فى العام الماضى من معلومات بخصوص تلك المادّة ،لايوجد أفضل من برامج ال"توك شو" والتى كانت القاسم المُشترك الأعظم فى العام الفائت للتدريب وفهم وإدراك تلك المادّة بصورة عمليّة تطبيقيّة ،فقط قم بقراءة المقالة اليوميّة وستجد – بمشيئة الله تعالى – أمثلة واقعيّة سهلة الفهم لكل جزء أقوم باستعراضه ،إن قمت بتطبيقه فى حياتك العمليّة ستجد أنّ فائدته كبيرة بإذن الله تعالى. **لغة الجسد والإيماءات ، التّواصل غير اللفظى ،لايهمّ المُصطلح ولكن مايهمّك هو معرفة ما يُفكّر فيه الطرف الآخر فى الحقيقة بغضّ النظر عمّا يقوله لك من كلام. ولكنّ هل كلّ مانعتقد أنّنا تعلّمناه بشأن لغة الجسد دقيق ؟ هناك كثير من المعلومات المنتشرة عن لغة الجسد والتى هى أخطاء شائعة وليست صحيحة كما نتصوّر.
1-(عينى فعينك !): الكثير من النّاس يعتقدون أنّ الكاذب لايستطيع النّظر فى عينيْك أثناء كذبه عليك ، برفسير/بول إيكمان - رائد فى علم لغة الجسد - يؤكد على عكس ذلك ،فالكاذب لايواجه أيّة مشكلة فى أن ينظر فى عينيْك – بكل بجاحة – ويكذب عليك بدم بارد ،إذاً ماذا بشأن الأشخاص الذين يتجنّبون النّظر فى عيوننا مُباشرةً بصورة مقصودة ؟ إيكمان يوضّح أنّ التوتّر يجعل الشخص الآخر يُشيح بوجهه أو نظره عنك بسبب خجل خاصةً لدى الشباب ، بعض الثقافات تُشجّع على أنّ يقوم الإنسان بعدم البحلقة أو كما نُطلق عليها "غضّ البصر" أو أنّ البحلقة فى عيون من هو أكبرمنى سنّاً أو مقاماً هو نوع من قلّة الأدب أو سوء اللياقة. برغم الإعتقاد الشائع أن إستمرار التواصل البصرى بين المتحدثين يدل على صدق المحادثة إلا أن ال"بحلقة" بصورة مستمرّة قد تجعل الطرف الآخر غير مستريح ،الإتصال البصرى لعدّة ثوانِ ثم النظر لمكان آخر ثم المعاودة للنظر لعدة ثوانٍ أخرى بصورة متقطّعة تُريح الطرف الآخر وتدل أكثر على الإتزان والنّزاهة. الإتصال البصرى لفترة أطول من المُعتاد تدل غالباً على أحد شيئيْن ،إرسال رسالة للطرف الآخر أنّك لاتخشاه "ترهيب" ، أو أنّك ترغب فى المداعبة والإتصال بصورة جسديّة حميمة.
2-(إيديك مشبّكة ورا ضهرك ): الكثير من النّاس يعتقدون أن اليدان مُشبكتان خلف الظهر تعنى أنك واثق من نفسك وتُسمّى "وقفة الأمير تشارلز" ،التفسير القديم أنّك قوىّ لأنك تكشف عن صدرك وقلبك (الأجزاء الحيويّة من جسدك والتى يجب عليك الدّفاع عنها غريزيّاً) لخصمك كعلامة على ثقتك أنّك الطرف الأقوى ،الدّراسات الحديثة تُضيف إحتمال جديد مُختلف وهو إحتماليّة رغبة لاشعوريّة من هذا الشخص فى إخفاء شيئٍ ما خلف ظهره ، تماماً كما يفعل طفلك الصغير عندما يُخطئ فى تصرّفٍ ما، منذ زمن إنسان الغابة فإن إظهار اليديْن والكفّيْن مفتوحتيْن علامة على إظهارك الأمان أو إرسال رسالة مفادها أنّك لاتحمل رمحاً أو أداة للإيذاء ، لتحصل على ثقة الطرف الآخر عليك المحافظة على يديْك واضحتان أمام عينيْ الطرف الآخر....قم بالبحث فى "اليوتيوب" عن أغنية للمطرب الأمريكى الزّنجى بوستا رايميس/بوت يور هاندز هوير ماى آيز كود سى".
3-(لمس الآخر لك علامة الهيمنة عليك): عندما يقوم أحدهم بوضع يده على كتفك قد تشعر بأنّها محاولة من جانبه لإيصال رسالة لك مفادها أنّه يمتلك السيطرة والهيمنة عليك ،خطأ آخر شائع ، إنّها علامة على أنّه الأقل سيطرة عليك وهى مُحاولة مكشوفة و"عبيطة" لإيصال تلك الرسالة، أثبتت الدراسة أنّ النّساء يقمن بتلك الحركة تجاه الغير أكثر من الرّجال.
4-(الإبتسامة فى وجهك تعنى السّعادة ): كلّنا نوافق على خطأ تلك العبارة، ففى ثقافتنا العربيّة نعرف معنى "الإبتسامة الصفراء الكريهة" ، "إبتسامة إستجماع الثقة" ، إن كنت تتابع معى برامج ال"توك شو" خلال حكم الإخوان فلابدّ أنّك لاحظت هذا الطبيب (-الد –نفى)القيادى بجماعة الإخوان الذى كان أثناء إستماعه للسّؤال وقبل إجابته وأثناء إجابته يواصل باستمرار التمسّك بتلك الإبتسامة الكريهة ، محاولة أخرى لإثبات تفاهة السّؤال وإستخفاف منه بالمعارضة وأنّه الطرف الأقوى، دليل آخر على إستعمال الإبتسامة كدرع واقى لإستجماع الثقة و إرسال رسائل لاشعوريّة للطرف الآخر بأنّه يتحكّم بمُجريات الأمور ويعرف الحقيقة المُطلقة.
5-(اللى بيتكلم بسرعة أوعى تصدّقه ): الكثير منّا يعتقد أنّ الذى يتحدّث بسرعة يرغب فى خداعنا لأنّه يرغب فى إلهائنا عن التفاصيل ،كثيراً مانرى هذا الأسلوب مع رجال المبيعات "بيّاع فاكهة مع عربيّة بحصان" أو الباعة الجائلين وشعور بأنّه "عاوز يكلفتك بسرعة"، هذا صحيح ولكنّ ماذا بشأن من يتكلّم معنا ببطء أكثر من المُعتاد ، مرّة أخرى بإمكاننا البحث فى برامج ال"توك شو" عن هذا المتحدّث الذى يتحدّث بسرعة مثل "أ-مد أبو -ركة" القيادى الإخوانى ، بينما "حازم أ-و إسماعيل" دائماً مايتمسّك بصوت مُنخفض وبُطء فى النطق، لاأحد يتكلم بهذا الهدوء والصّوت المُنخفض إلا إن كان قد تناول أقراصاً مُهدّئة أو يرغب فى إظهار نفسه بمظهر الواثق بنفسه، أو أنّه لاشيئ فى هذا الكون بإمكانه إخراجه عن حالة الثقة التى يتمتّع بها ،أسلوب آخر فى المراوغة عندما يبدأ المتحدث فى نطق كلمة ( أحم ،أه/فى الواقع ،فى الحقيقة/ دى أول نقطة /سؤالك له أكثر من شقّ/خلينا نرجع لورا ،أنا سعيد إنك سألت السّؤال ده ) ، كلها محاولات لتشتيت تركيزك وإلهاءك عن السّؤال الأصلى وتضييعك لتتوه فى نقاط يدّعى أنّها مُقدّمة لابدّ منها للإجابة على سؤالك والذى لن يُجيب عنه أبداً........