بينما تمارس إيران نفوذها الملاحظ في سوريا وفي المنطقة بأسرها، تسعى العراق إلى الاستقطاب وإقالة ديموقراطيتها من العثرة. فقد حقق رئيس الوزراء العراقي نور المالكي الذي سعى قبل ذلك إلى اللجوء إلى إيران الحياد رسميا بينما تقوم الجارة الشرقية بتقديم الدعم الكامل له إلى جانب النظام السوري. وبدافع الضرورة السياسية، فقد بذل المالكي مؤخرا جهود مضنية لتكوين تحالف مع الجماعات السنية المعتدلة وقدم لمحة عن الصراع الطائفي في المنطقة والذي يعرف بالانشقاق الديني الذي لا يحبه أخوانهم في إيران كما صرح مستشار مقرب من المالكي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته نظرا لحساسية الموضوع.
فقد تسببت الحرب الأهلية في سوريا إلى زيادة نيران الخصومة الطائفية في المنطقة. وفي المنتصف تقع العراق حيث تعيش الأغلبية الشيعية في العراق أساسا في الجزء الشرقي من البلاد بالقرب من إيران التي تزود الرئيس بشار الأسد بالأسلحة والمقاتلين. أما السنة في العراق والتي تشكل ثلث السكان يعيش معظمهم في الغرب والشمال بالقرب من سوريا حيث يعيش معظم الثوار السنة الذين يتلقون الدعم من تركيا والمملكة العربية السعودية وقطر. لذا تجنبت الحكومة العراقية التي تقودها الشيعة الانحياز إلى أي من الطرفين وإن كان علنًا على الأقل.