عام فارق من عمر مصر فهو العام الذي حدث فيها الصدام بين جميع تيارات وفئات الشعب المصري وذلك نتيجة للإنفتاح المفاجئ الذي اتي بعد قمع لكل منها ومنع جميع التيارات من التواصل سواء مع بعضها البعض او مع عامة الشعب فبمجرد ان شعر المصريون بأن الحصار الفكري الذي قد فرض اثناء حقبة الثلاثون عاما الماضية قد هدم بدئنا نري العديد من التوجهات المختلفة التي كانت مستترة قهرا فيما مضي وكنا نسمع عنها كرموز فقط..تكلم حتي اراك..اري انه من مكاسب المرحلة الماضية ان الشعب حينما تكلم وبدأ كل فصيل في التعبير عن آراؤه وتوجهاته قد انكشف وجهه سلبيا كان او إيجابيا وهنا حدث الصدام المجتمعي بين الشعب وتياراته و لكن هذا الصدام محتم ومن حسن الحظ ان ذلك الصدام لم يستطع ان يسبب العديد من المشكلات التي كانت متوقعة وذلك لقدرة الشعب المصري لإمتصاص وتحليل وتقبل ماهو جديد وذلك الصدام الحادث هو نتيجة لأن الشعب كان يسير في إتجاه معين وفجأة ودون سابق إنذار يتعرف علي تيارات تسير في عكس الإتجاه المألوف وذلك ما نراه من الجماعات التي بدأت في الظهور..تلك الحركات و التيارات بافكارها التي ظهرت خلال العام الماضي هي واقع موجود ولا يمكن لأحد إنكاره وعاجلا او آجلا كانت ستظهر..فيجب الا ننكر ان ظهورها بتلك السرعة يعد مكسبا كبيرا من مكتسبات الثورة .. حاول ان تنظرلذلك الوضع بمنظور إيجابي واسع ..فالتعجيل بظهور تلك التيارات مفيد جدا بكل المقاييس فلقد اكتشفنا عيوبها ومشاكلها سريعا و كلما اكتشفت المرض سريعا تستطيع علاجه سريعا .. ماذا لو كان الظهور في الصورة علي الساحة السياسية من بعد إسقاط رأس النظام لشباب الثورة الغير منتمين للاحزاب و الحركات..هذا ما كنا نأمله ولكن شاء القدر ان يكشف لنا حقيقة المتلونون الذين كانوا سيشكلون خطرا كبيرا إذا ما كانوا مستترين وخطرهم سيكون اكبر..تلك الثورة التي حدثت في مصر نستطيع ان نطلق عليها ثورة سقوط الأقنعة..فلقد عرفنا حقيقة من يدعي انه كان مضطهد في عصر النظام البائد و إكتشفنا نفاق من كان يزعم انه معارض و محاباة شيوخ النظام وتضليلهم وعرفنا عن ماذا يبحث كل تيار..فمنهم من يجري وراء الكراسي والسلطة فقط ولا يهمه مصلحة الوطن ومنهم من يريد تطبيق ايدولوجياته المتعصبة المتشددة مستترا خلف شعار تطبيق شرع الله او قناع زائف للحرية .. ستجد خطابات جديدة عليك واغلبها لن يكون في مستوي طموحك وستري مفاجآت كثيرة وذلك يجب الا يؤثر عليك بالسلب ويحبطك وإنما يجب ان يدعوك ذلك للتفاؤل..فعندما ينتهي كل ماهو سئ سريعا يظهر كل ماهو جيد سريعا ايضا فكن متفائلا.. والآن قد اتضح لنا الخبيث من الطيب بسرعة فائقة وذلك يحتم علينا ان نفكر سريعا ايضا في كيفية التعامل معهم بكل حكمة لنبدأ عصر جديد من الحرية عصر نظيف دون جهل وتعنت..وبعد كل هذا كيف تشكك في نجاح او تحقيق الثورة لاهداف مهمة وان ذلك يساعد بشكل كبير جدا في إستكمال ثورتنا و اهدافها.. وعسي ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم..