قال كاتب إسرائيلى إن الوجه البائس لمبارك السجين أخذ يخفت لكن الاتكاء على فترة الرئيس المخلوع أخذ يبرز ويطغى بين كثيرين، فبعد سنة من حكم مرسي أصبح عند المصريين حقا سبب للاشتياق اليه، منذ أن تم انتخاب رجل الاخوان المسلمين أول رئيس مدني لمصر ساء وضعها بصورة ملموسة، وهي الموجودة منذ ذلك الحين في عدم هدوء دائم في كل مجالات الحياة في السياحة والاقتصاد والبطالة والوقود والدستور والقضاء والأمن الداخلي وغير ذلك، وهي الآن في خوف قاتل من حرب أهلية. وأضاف الكاتب، فى إسرائيل اليوم، إن النشوة التي كانت من نصيب الاسلاميين الذين وصلوا الى الحكم تحت شعار ‘الاسلام هو الحل' حلت محلها أخطاء كثيرة، وفشلت قيادة الحركة التي حاولت من وراء الكواليس ان توجه مرسي الى زيادة قوته والى تشريع اسلامي مؤسسي، كما فشل الشيوخ الذين أوصوا الجموع بالاكثار من الولادة وبعدم استعمال وسائل منع الحمل.
وتابع "يضطر مرسي الآن الى مواجهة النتائج والى إطعام الجموع التي ولدت من هذه المواعظ في عُسر شديد، ويتبين ان تجار الاغذية والمحروقات يفضلون على نحو عجيب الدولار الامريكي لا الشعار الاسلامي، وعلى أثر الفشل حدث الاسوأ واضطر اسلاميو مرسي الى الافلاس وطلب مساعدة مالية من الغرب الصليبي الذي يكرهونه، والذي هو موضوع أحلام سيطرة المتطرفين الاسلاميين".
وأشار إن الشعارات التي تُسمع اليوم ويُضاد بعضها بعضا في ميادين مصر العنيفة تجسد الفرق الكبير بين التخلف والتقدم في مصر، ففي حين يصرخ الاسلاميون الذين يحتشدون في ميدان مسجد رابعة العدوية بالمتظاهرات العلمانيات ‘صوت المرأة عورة' يصرخ المحتشدون العلمانيون في ميدان التحرير قائلين ‘المرأة هي الثورة'.
وأوضح قائلا:"في ظل حراسة مشددة للقصر الرئاسي والمؤسسات والبنوك، سيعرض ‘المتمردون' العلمانيون، المطالبة باستقالة مرسي وعشرات آلاف التوقيعات التي تمثل الأكثرية كما يقولون، وفي مقابل ذلك يزعم أنصار الرئيس أنهم يمثلون أكثرية تمنح مرسي شرعية بحسب كل معيار: في الانتخابات في صناديق الاقتراع وبعدد التوقيعات التي تُجمع اليوم، بل في الوجود في الميادين".
وأكد أن الجيش منتشر على الارض ويُغلب الى الآن خط توازن في التوتر بين المحتشدين من المجموعتين العنيفتين اللتين جبت المواجهة بينهما قتلى ولا تُكف إلا بشدة، وتشير لافتات رُفعت على وسائل القتال في الميادين الى أن ‘الجيش والشعب شيء واحد'، وتصريح السيسي بأن الجيش سيضمن تحقيق ارادة الشعب يُسمع مثل قول العرّاف في دلفي: هل يقصد ارادة الشعب الذي انتخب مرسي في الانتخابات الاخيرة أم ارادة الشعب الذي يطالب بتنحيته الآن؟. وقال :"انتُخب مرسي وأنصاره للحكم كي يبقوا، وبازاء ذلك ينبغي ان نتوقع ان تبلغ المظاهرات الضخمة التي يوجهها قادة علمانيون مثل البرادعي، رغم اعلانات ضبط النفس الى مواجهة حتمية مع أنصار الرئيس، وفي هذه الحال يمكن ان نُقدر ان يضطر النظام الى فرض حالة الطوارئ ومنع التجول والتفريق العنيف للمتظاهرين وتقصر الطريق من هنا الى عودة حكم عسكري لمصر".
ولفت قائلا:"بسبب المواجهة المتصاعدة بين شيعة ايران والدول العربية السنية في الدائرة الخارجية كدنا ننسى أن الشرق الاوسط يخضع في الدائرة الاقليمية لواحد من أقسى صراعاته، في اطار جهود حركة الاخوان المسلمين وجهاتها الارهابية للسيطرة على الدول العربية تحت مظلة الشتاء العربي، إن رمز العمل للاخوان كما عبرت عنه كتب مفكريهم يوجب السيطرة أولا على الدول الاسلامية لحشد القوة للسيطرة على العالم في نهاية الامر".
وشدد قائلا:"سيؤثر الصراع بين العلمانيين والمتطرفين في مصر في مصير حلم الاخوان الاستعماري، وهذا جزء من خط المواجهة الداخلية بين المتطرفين والعلمانيين في المنطقة كلها، ويؤلف هذا الخط بين ميدان التحرير وميدان مسجد رابعة العدوية في مصر وساحة تقسيم في تركيا ونضال الاسلاميين للنظام في سورية، والتوتر بين الملك وحركة الاخوان المسلمين في الاردن وغير ذلك، وبحسب تراث النهج الاسلامي كلما زاد الصراع قوة اتهم المتطرفون الاسلاميون اليهود بشيء ما لتوجيه الغضب عليهم، ‘المسجد الأقصى في خطر'، تبرز الآن باعتبارها مركز تحريض وتحريش للاخوان علينا فيحسن ان نحذر".