تحدثت صحيفة "لكسبريس" الفرنسية عن المظاهرات الحاشدة التي من المنتظر تنظيمها اليوم الأحد في مصر من أجل المطالبة بتنحي الرئيس الإسلامي محمد مرسي أو الدفاع عنه في المقابل، في ظل مواجهته لاختبار قوة خطير في الذكرى الأولى لتوليه الحكم.
وشددت الصحيفة الفرنسية على أن الجيش المصري أشار إلى انتشاره في مختلف المحافظات من أجل تعزيز حماية المنشآت الحيوية وطرح نفسه كضامن للاستقرار في البلاد في حالة حدوث اضطرابات خطيرة.
ومن المفترض أن تتوجه العديد من المسيرات في نهاية بعد ظهر اليوم إلى قصر الاتحادية من أجل المطالبة برحيل الرئيس مرسي الذي تتهمه المعارضة بالحكم لصالح جماعة الإخوان المسلمين فقط.
ومن جانبهم، قرر الإسلاميون مواصلة تجمعاتهم التي بدأت منذ عدة أيام في مدينة نصر من أجل الدفاع عن "شرعية" الرئيس محمد مرسي. وقد دعا حزب الحرية والعدالة – المنبثق من جماعة الإخوان المسلمين – أمس السبت إلى "حشد عام" لتأييد الرئيس مرسي.
ومن المنتظر أيضًا تنظيم مظاهرات في المحافظات التي شهدت اشتباكات بين معارضي الرئيس مرسي وأنصاره مما أدى إلى سقوط ثمانية قتلى، أحدهم أمريكي، خلال الأيام الماضية.
وانتشرت الملصقات الداعية إلى الانضمام إلى المسيرات ضد الرئيس مرسي على الجدران في القاهرة أو على زجاج السيارات. كما ظهر "الجرافيتي" الخاص بتاريخ "30 يونيو" في الشوارع.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن هذه الأزمة تظهر – بعد عامين ونصف من سقوط نظام حسني مبارك – استمرار الانقسامات العميقة ومناخ الأزمة في مصر والتي تؤثر بشكل كبير على الاقتصاد.
وقد انطلقت دعوات التظاهر ضد الرئيس محمد مرسي من قبل حركة تمرد التي أعلنت جمعها لما يقرب من 22 مليون توقيع يطالب برحيل مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وهو الرقم الذي يزيد عن عدد ناخبي الرئيس مرسي في عام 2012 (13,23 مليون).
وعلى الرغم من ذلك، أشار معسكر الرئاسة إلى أن هذه التوقيعات ليست لها قيمة دستورية، في الوقت الذي يؤكد فيه الرئيس مرسي الرغبة في البقاء في منصبه لحين انتهاء فترته الرئاسية في يونيو 2016.
ومن جانبه، أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما من بريتوريا عن قلقه إزاء الأزمة التي تشهدها مصر ودعا الرئيس محمد مرسي والمعارضة إلى بدء حوار بناء بصورة أكبر.
وخوفًا من التجاوزات العنيفة، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية مغادرة جزء من موظفيها الدبلوماسيين ونصحت الأمريكيين بتأجيل جميع الرحلات غير الضرورية في مصر.
وأصدرت عدة دول – من بينها فرنسا وبريطانيا – توجيهات تحذيرية إلى رعاياها وطالبتهم بتجنب التجمعات أو تقييد تحركاتهم.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن التخوف من تفاقم الأزمة يتسبب منذ عدة أيام في طابور من سائقي السيارات في محطات البنزين ويدفع العديد من المصريين إلى تخزين المواد الغذائية.
وشددت صحيفة "لكسبريس" على أن السنة الأولى من تولي أول رئيس مدني إسلامي الحكم في مصر قد شهدت عدة أزمات، وبصفة خاصة في نهاية عام 2012 أثناء صياغة دستور جديد يدعمه الإسلاميون واعتماده من خلال الاستفتاء.