التحرير ورابعة العدوية في مواجهة الإسلاميين والمتمردين
البلتاجى: لن نسمح بهذا الانقلاب ولو على رقابنا
مظاهرات 30 يونيو حديث الصحف القومية والمستقلة
أكدت حملة "تمرد" التي أطلقت الدعوة الى سحب الثقة من الرئيس الاسلامي محمد مرسي واجراء انتخابات رئاسية مبكرة، بعد أن جمعت ما يصل إلى 22 مليون توقيع، على حسب قولها، أنها تدعو وتطالب ملايين المصريين بالتظاهر والاعتصام والعصيان المدني اعتبارا من الاحد ... فيما اعرب الرئيس الاميركي باراك اوباما عن القلق ازاء الاوضاع في مصر داعيا مرسي الى حوار "بناء اكثر" مع المعارضة.
كانت حملة "تمرد" قد أعلنت أنها جمعت اكثر من 22 مليون توقيع على استمارتها المطالبة بسحب الثقة من الرئيس الاسلامي محمد مرسي.
وقال المتحدث باسم الحملة محمود بدر في مؤتمر صحافي في مقر نقابة الصحافيين المصرية ان الحملة "جمعت 22 مليونا و134 الفا و465 توقيعا على مطلب سحب الثقة من الرئيس" محمد مرسي واجراء انتخابات رئاسية مبكرة.. وأضاف ان هذه التوقيعات لن يكون لها قيمة كبيرة "بدون تظاهرات واعتصامات وعصيان مدني يحميها".
وبحسب هذه الارقام فان تمرد جمعت توقيعات من نحو نصف عدد الناخبين المصريين البالغ نحو 51 مليون ناخب.
واكد بدر انه يدعو 22 مليون مصري الموقعين" على الاستمارة الى التظاهر السلمي الاحد كما هو مقرر منذ اسابيع عدة في الذكرى الاولى لتولي الرئيس مرسي السلطة في 30 حزيران/يونيو اثر فوزه في اول انتخابات رئاسية بعد اسقاط الرئيس السابق حسني مبارك الذي اطاحته ثورة 25 كانون الثاني/يناير 2011. وكان مرسي حصل في هذه الانتخابات على اكثر من 13 مليون صوت.
ومن ناحية أخرى عبر الرئيس الأمركي باراك اوباما السبت عن قلقه ازاء الاضطرابات في مصر ودعا مرسي الى التصرف بشكل "بناء" اكثر.
وقال أوباما في مؤتمر صحافي في بريتوريا "نحن نتابع الوضع بقلق" موضحا ان الحكومة الاميركية اتخذت اجراءات لضمان امن سفارتها وقنصلياتها وموظفيها الدبلوماسيين في مصر.
وما زال متظاهرون منتشرين صباح السبت في القاهرة في المواقع التي تجمع فيها آلاف الاشخاص الجمعة، اي ميدان التحرير للمعارضين لمرسي ومحيط مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر لمؤيديه.
ونصبت عشرات الخيم في ميدان التحرير حيث يدعو المعارضون الى "ثورة ثانية".
كما أمضى ناشطون اسلاميون الليل امام جامع رابعة العدوية بعدما توجهوا اليه بالآلاف الجمعة للمرة الثانية خلال اسبوع.
واستقال ثمانية على الاقل من اعضاء الاحزاب غير الاسلامية في مجلس الشورى (الغرفة الثانية للبرلمان التي تتولى سلطة التشريع حاليا في غياب مجلس النواب) من المجلس رسميا دعما للتظاهرات المعارضة للرئيس مرسي.
وأكد ايهاب الخراط رئيس لجنة حقوق الانسان في مجلس الشورى ان "22 عضوا على الاقل قدموا استقالاتهم".
وقال الخراط لفرانس برس "استقلنا تضامنا مع 22 مليون مصري قرروا سحب الثقة من الرئيس مرسي".
وارتفعت حصيلة الاشتباكات التي وقعت خلال الايام الثلاثة الاخيرة بين انصار الرئيس المصري ومعارضيه في اكثر من محافظة الى ثمانية قتلى، بحسب مصادر طبية اثر وفاة شخص السبت متأثرا بجروح اصيب بها خلال صدامات عنيفة شهدتها الجمعة مدينة الاسكندرية (شمال).
وعكست الصحف الانقسام في البلاد التي يسودها جو سياسي متوتر تزيد الازمة الاقتصادية من حدته.
وعنونت صحيفة الجمهورية الحكومية "معركة الميادين"، في اشارة الى التجمعات الكبيرة التي نظمها كل من الجانبين.
أما صحيفة المصري اليوم المستقلة فقد كتبت "جو الثورة يعود الى ميدان التحرير" الذي شهد التجمعات التي افضت الى تنحي الرئيس السابق حسني مبارك مطلع 2011.
وعنونت صحيفة الحرية والعدالة الناطقة باسم جماعة الاخوان المسلمين "دفاعا عن الشرعية" بينما كتبت صحيفة التحرير القريبة من المعارضة في صدر صفحتها الاولى "مصر ضد الاخوان".
وكانت حملة "تمرد" بدأت مطلع ايار/مايو الماضي بجمع تواقيع تطالب ب"سحب الثقة" من الرئيس وباجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وانتشرت دعوتها في غضون شهرين بشكل كبير.
والتفت المعارضة المصرية حول حملة "تمرد" ودعت المصريين الى المشاركة في تظاهرات الثلاثين من حزيران/يونيو الجاري.
ويندد خصوم مرسي بسعي جماعة الاخوان المسلمين الى السيطرة على كل مفاصل الدولة وبالفشل في ادارة البلاد ويؤكدون ان نظامه "استبدادي".
وخوفا من اعمال عنف خلال تظاهرات الاحد انتشر الجيش في المدن الرئيسية لحماية مؤسسات الدولة ومنشآتها الحيوية.
واتهم القيادي في جماعة الاخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة محمد البلتاجي في كلمة امام المتظاهرين مساء الجمعة جبهة الانقاذ بالتدبير لانقلاب على الشرعية.
وقال ان المعارضة الممثلة بحركة "تمرد" وجبهة الانقاذ الوطني تهدد بأنها "ستلقي القبض في 30 (حزبران) يونيو على محمد مرسي وتحاكمه وبانها ستعطي بعد ذلك الرئاسة الشرفية الى رئيس المحكمة الدستورية العليا وتشكل حكومة وانها ستقوم بحل مجلس الشورى (الذي يتولى حاليا السلطة التشريعية) وتعطل الدستور".. واضاف "هذا اسمه انقلاب ولن نسمح به ولو على رقابنا".
وكانت جماعة الاخوان والاحزاب السلفية المتحالفة معها اعلنت تنظيم هذا الاعتصام المفتوح استباقا لمسيرات وتظاهرات الثلاثين من حزيران/يونيو التي دعت اليها حملة "تمرد" والمعارضة للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة، ومن بين هذه المسيرات واحدة اطلق عليها "الزحف الى الاتحادية".