للمرة الثانية على التوالي، نجحت أودي في إمهار توقيعها على منافسات سباق لومان 24 ساعة الفرنسي على متن سيارة هجينة معززة بتقنية quattro للدفع الرباعي الدائم، وبهذا، تكون أودي قد استمرت في سرد قصتها الفريدة في أهم سباق تحمل للسيارات في العالم. أما الفوز فكان ملوناً بالأعلام الفرنسية، الدنماركية، والبريطانية التي تمثل سائقي فريق أودي سبورت يوست لويك دوفال، توم كريستنسن، وألان ماكنيش على التوالي. تماماً كما كان متوقعاً، فقد كان حصد لقب سباق لومان للمرة ال 12 بالنسبة لأودي أحد أصعب المهمات وأشقها على الاطلاق. فبالرغم من القوانين التي تم تعديلها في اللحظات الأخيرة قبل موعد انطلاق السباق الفرنسي، إلا أن سيارات أودي R18 e-tron quattro الثلاث تمكنت من إثبات قدرتها وجدارتها في سباق التحمل الشاق حيث كانت تقوم بلفتين أقل من منافستها المباشرة تويوتا مستهلكةً معدل خزان واحد من الوقود، الأمر الذي شكل ضغطاً مباشراً على سائقي فريق أودي سبورت يوست، إذ توجب عليهم تحقيق لفات سريعة جداً خلال الساعات ال 24 للسباق بهدف تعويض هذا الفارق. وبالفعل، تمكن سائقي الفريق من تحقيق المهمة تحت ظروف جوية متقلبة وصعبة للغاية.
بالحديث عن الأجواء المتقلبة، فقد انهمرت الأمطار بغزارة عدة مرات، الأمر الذي انعكس بشكل سلبي على مجريات السباق وأدى إلى وقوع العديد من الحوادث الدراماتيكية التي استدعت تدخل سيارة الأمان 11 مرة، وأشهر العلم الأصفر مراراً حتى أنه في بعض الأحيان كان السباق يجري تحت العلم الأصفر لحوالي نصف ساعة أو أكثر بقليل! خصوصاً عند وقود حادث اصطدام بالحاجز الحديدي الذي يستدعي تدخل الفريق التقني للحلبة لإجراء الاصلاحات الفورية عليه.
تجدر الإشارة إلى أن سيارات أودي R18 e-tron quattro الثلاث والمزودة بمحور أمامي يعمل كهربائياً كانت الأسرع على الحلبة الفرنسية العريقة طيلة فترة السباق، كما أنها كانت أكثر السيارات المشاركة فعالية، ليس هذا فحسب، بل إنها فازت بجائزة إطارات ميشلان الصديقة للبيئة Michelin Green X Challenge وهي مسابقة مخصصة لأسرع سيارات السباق البروتوتايب وأنظفها وأكثرها فعالية.
وبهذه المناسبة، أعرب روبرت شتادلر، رئيس مجلس إدارة AUDI AG، عن سعادته العارمة بهذا الانجاز قائلاً: "يعود الفضل في تحقيق الانتصار ال 12 لأودي في لومان إلى روح التحدي العالية والثابتة لمهندسينا، إلى الالتزام المطلق تجاه هذا السباق من قبل جميع أعضاء الفريق، وبالتأكيد إلى المهارات العالية والأعصاب الحديدية لسائقينا. بالنيابة عن أودي، أود التوجه بالشكر والتقدير لجميع من ذكرتهم لتحقيق هذا النجاح." وأضاف شتادلر، الذي كالعادة كان يتابع السباق مباشرة من قلب الحدث قائلاً: "يعكس فوزنا الجديد في سباق لومان 24 ساعة قدراتنا التقنية في أودي وخصوصاً تقنية المحركات الهجينة التي سيستفيد منها عملاءنا في المستقبل." تضمنت التقنيات الجديدة في سيارات أودي المشاركة نظام إضاءة matrix-beam LED التي ساهمت بشكل كبير في توفير إنارة فعالة عند القيادة ليلاً سيما عند دخول المنعطفات.
من جهته توجه رئيس أودي لرياضة السيارات الدكتور فولفغانغ أولريخ بالشكر إلى جميع أعضاء الفريق الذي ساهم كل واحد منهم بدوره في تحقيق الانتصار ال 12 في لومان على الرغم من صعوبة المهمة قائلاً: "كنا نعلم تماماً بأن مهمتنا لن تكون سهلة على ضوء التعديلات الأخيرة في القوانين، إلا أن أودي R18 e-tron quattro كانت الأفضل على الإطلاق وهو ما تم ترجمته إلى فوز كبير ومستحق."
تحقق الانتصار ال 12 لأودي في سباق لومان 24 ساعة بنسخته ال 90 على يد السائق الفرنسي لويك دوفال وزميليه المخضرمين الاسكتلندي ألان ماكنيش والدنماركي توم كريستنسن. وبالنسبة لدوفال، الذي ضمن مركز الانطلاق الأول بعد تسجيله أسرع لفة في التجارب التأهيلية، فقد كان هذا هو الفوز الأول له في سباق التحمل الكلاسيكي، في حين شكل هذا الفوز الانتصار الثالث لماكنيش. أما توم كريستنسن، المللقب ب "مستر لومان"، فقد امهر توقيعه العريض على فوزه التاسع في سباق التحمل الفرنسي الشهير.
بعد انطلاقة قوية من تويوتا في سباق التحمل وتبادل المراكز طيلة فترة السباق، إلا أن المركز الأول لم يفلت أبداً من بين يدي الثلاثي دوفال/ماكنيش/كريستنسن منذ الساعة ال التاسعة و43 دقيقة مساء يوم السبت (يوم انطلاق السباق) وبقيت الصدارة في جعبة الثلاثي حتى خط النهاية دون التعرض إلى أي مشكلة تقنية وبفارق لفة كاملة على حساب المنافس الأساسي تويوتا الذي أنهى السباق بدوره في المركز الثاني، وهو المركز الذي ظفر به مبكراً وحافظ عليه حتى النهاية تحت ظروف جوية ماطرة وصعبة.
الأجواء المتقلبة في لومان لم تكن عامل التحدي الوحيد، إذ أرخى سوء الطالع بظلاله على سيارتي أودي R18 e-tron quattro رقم 1 ورقم3 في الوقت نفسه تقريباً، الأمر الذي أجبر كلا السيارتين إلى دخول منطقة الصيانة قبل نهاية الساعة السابعة من عمر السباق، الأمر الذي خلط أوراق اللعب وجعل من احتلال أودي للمراكز الثلاثة الأولى أمراً صعباً للغاية. أما سيارة أوليفر جارفيس رقم 3 فقد تعرضت للاصطدام بسيارة أبطأ على الحلبة، الأمر الذي أدى إلى انثقاب الإطار الخلفي الأيمن في منطقة بعيدة عن مدخل منطقة الصيانة، وكانت إعادة السيارة إلى مرآب أودي مهمة دقيقة جداً. وبعدما قطعت الأنفاس، نجح السائق البريطاني من إعادة السيارة إلى منطقة الصيانة لاستبدال الإطار، إلا أن العملية كلفت الفريق التراجع بلفتين كاملتين، إنما الفريق المكون من أوليفر جارفيس، الاسباني مارك جينيه والسائق الجديد البرازيلي لوكاس دي غراسي قبلوا التحدي ونجحوا في الساعات الأخيرة من عمر السباق في تخطي سيارة التويوتا بعد تبادل المراكز عدة مرات ليخطفوا بذلك المركز الثالث في الترتيب العام للسباق.
أما أبطال العالم، والفائزين بسباق لومان العام الماضي الألماني أندريه لوتيرر، الفرنسي بينوا تريلويه، والسويسري مارسيل فيسلر، فقد تأخروا في مرآب الصيانة حوالي 12 لفة على اثر استبدال الفريق لمحول الطاقة الميكانيكية إلى طاقة كهربائية. الأمر الذي أدى إلى تراجعهم من المركز الثاني إلى المركز ال 24، لكنهم تمكنوا من تسجيل عودة تليق بالأبطال لينهوا سباق التحمل في المركز الخامس على متن سيارتهم الأودي R18 e-tron quattro.
كان من المخطط أن تحتفل لومان والفرق المشاركة بالنسخة ال 90 من هذا السباق الكلاسيكي المميز، إلا أن حادث مأساوي أودى بحياة الدنماركي ألان سايمونسن سائق في فئة سيارات ال GT بعد دقائق قليلة من انطلاق السباق أرخى بظلاله على أجواء لومان وعلى احتفالات الانتصار، "لقد صدمنا جميعاً بهذا الخبر الأليم" قال رئيس رياضة السيارات في أودي وأضاف: "لقد سبق لسايمونسن وأن شارك في لومان، حتى أنه شارك في إحدى البطولات على متن أودي R8 LMS. نتوجه في أودي بكامل العزاء إلى أهل وعائلة ألان وإلى أصدقائه وزملاءه في فريق أستون مارتن. هذا الحادث الأليم يوجه رسالة تأكيد على متابعة تطوير عوامل السلامة والأمان في رياضة السيارات أكثر مما تتمتع به اليوم من مستويات عالية جداً. إنه الحادث المميت الأول الذي نشهده منذ 15 عاماً في سباق لومان، وآمل أن يكون الأخير."