يبدو أنه ليست أثيوبيا فقط هي الي تحاول بسط سيطرتها علي نهر النيل من خلال بناء سد النهضة وإرسال الشعب الاثيوبي رسالة مفادها "نيلنا وهاشرب منه لوحدي" ، بعد أن أعلنت الحكومة الأثيوبية تحويل مجري نهر النيل ، فالعدوان علي نهر النيل ليس فقط العدوان الخارجى والمتمثل فى سد النهضة الأثيوبى بل تعداه الي إلقاء القمامة والحيوانات النافقة أو ردم مساحات كبيرة وبيعها بآلاف الجنيهات أمام أعين ومسمع المسئولين بوزارة الرى وبكاء وعويل الشرفاء من أبناء الوطن علي ضياع مياه النيل دون أدني محاسبة في ظل صمت مطبق وتجاهل غريب . فهناك تعدي صارخ تشهده مياه النيل فى الداخل والخارج ما بين تقاعس عن حمايته من عدوان يومى وأعمال بلطجة علي حرمة النيل من سلوكيات يومية مرفوضة قد يكون بسببها أيام نهر النيل المتبقية بيننا معدودة والتي قد يكون العام الحالي هو الأخير بالنسبة له ، فالشعب الذى يطالب النظام بالتدخل العسكرى هو نفسه الذى يردم النيل ثم يقوم بالقاء زبالته ثم يهدر المياه بالرش أمام المنازل ثم يعلن بعد ذلك استعداداه للاستشهاد بأراضي المنبع في سبيل حماية مياه النيل .
وقال "أحمد محمود طالب جامعي" : الأهالي يقومون بالقاء القمامة بالنيل بما تحمله من قاذورات فى ظل النقص الحاد فى المياة العذبة ومخلفات البيوت والحيوانات النافقة التي تعد سببا في أمراض السرطان والفشل الكلوى بنسبة 95% االأمر يستدعى وقفة ، جميع أحياء مصر وليس بني سويف فقط شربوا من مياه الصرف الصحي عبر نهر النيل الاسبوع الماضي بعد كما اختلاط مياه النيل بمياه الصرف الصحى وتسربها علي مدي يومين كاملين وعشنا جميعا في حالة من الرعب والهلع خوفا من وقوع كارثة بعد هروب اصحاب المنازل المحيطة بمنطقة تسرب المياه عن منازلهم بسبب الروائح الكريهه .
وأضاف كيف نتحدث عن مخاطر السد الاثيوبي ليل نهار ثم نترك النيل يعاني من ويلات ومخاطر داخلية واضاف : كيف تكون مصر هبة النيل ونعانى من نقص حاد في الأراضي المستصلحة وفى مياة الرى.
ويقول "بهجت أحمد محاسب" : الحفاظ على مياه النيل فى الداخل لا يقل أهمية عن صد أى تهديد خارجى عليه، وهو ما يتطلب ضبط عدة أمور، أهمها تطبيق القانون، وعدم إلقاء المخلفات فى شبكة الترع والمصارف، بالإضافة إلى امتلاك كل مصنع لمحطات المعالجة المناسبة، قبل الشروع فى إنشائه ، التناقض بين ردود فعل المواطنين، فيما يتعلق بالعدوان الداخلى الخارجى على النيل وعلي المواطن أن يعي أن التلوث سيصيبه بالأمراض، وأن إهدار المياه، سيقلل من حصته منها فى المستقبل، وذلك بسبب تقصير وزارة البيئة فى شن حملات توعية، وغياب البدائل التى تدفع المواطنين لاتباع الطرق السليمة، إلى جانب غياب العقوبة الرادعة للمخالف .
من جانبه أكد المهندس "صابر عبد الفتاح" وكيل وزارة الزراعة ببنى سويف ، أنه منذ 5 سنوات تعانى مصر من مشكلات فى المياه شرب، زراعة، صناعة وغيرها وفى حالة تأثير سد النهضة على حصة المحافظة سوف تعانى الأراضى الزراعية من انخفاض كمية المياه التى تحتاجها المحاصيل الزراعية، بأنواعها، لكى تنمو، مما يؤدى إلى تلف مساحات شاسعة من الأراضى، ويؤثر ذلك على المحاصيل الأساسية التى يعتمد عليها الوطن مثل القمح والقطن والخضروات، ومنها ما يتم تصديره للحصول على العملة الصعبة، منوها بأنه فى ظل ارتفاع معدل محصول القمح ومحاولة الدولة خلال 4 سنوات قادمة الوصول إلى الاكتفاء الذاتى منه، إلا أن نقص المياه سوف يجهض هذا المشروع القومى.
وأضاف "عبد الفتاح" وضحاً أن انخفاض حصة المياه الواردة للمحافظة سوف تتأثر الأراضى الزراعية كثيراً، نظرا لاحتياجها الدائم لمياه الرى خلال فصلى الصيف والشتاء، موضحاً أن نهر النيل يمر بالمحافظة وعدد من مراكزها، بالإضافة إلى بحر يوسف، وهناك ترع ومصارف أساسية تغذى الأراضى الزراعية منها ترع ومصارف (العمية، بنى رضوان والمحيط، الجيزاوية .
واضاف وكيل وزارة الزراعة : فى حالة تأثير سد النهضة الأثيوبى على حصة المياه فى مصر، سينعكس ذلك على حصة المياه فى المحافظة التي يبلغ مساحة الأراضى المنزرعة بها 289 ألف فدان منها 259 ألف منزرعة بالوادى و30 ألف استصلاح تعتمد على المياه فى زراعتها.