نشرت السفارة الأمريكيةبالقاهرة في ساعة مبكرة من صباح اليوم نص كلمة السفيرة آن باترسون خلال جلسة مغلقة عقدت فى مركز ابن خلدون للدراسات الانمائية يوم أمس، والتى تناولت خلالها علاقة حكومة الولاياتالمتحدة بالإخوان المسلمين. وأكدت باترسون فى كلمتها على أن البعض يقول إن عمل الشارع سوف يأتى بنتائج أفضل من الانتخابات فى مصر.. وأضافت "ولأكون صادقة معكم فان حكومتى وأنا شخصيا لدينا شك عميق"، موضحة أن مصر تحتاج استقرارا حتى تقوم بتنظيم اقتصادها، والعنف فى الشوارع سيضيف أسماء جديدة على قوائم الشهداء.
وقالت باترسون إنها وبدلاً من ذلك تقترح أن يقوم المصريون بتنظيم أنفسهم.
واستطردت قائلة "انتموا الى حزب أو أبدأوا حزبا يعبر عن قيمكم وتطلعاتكم"، موضحة أن المصريين يحتاجون أن يجدوا طريقا أفضل للأمام، وهذا سوف يأخذ وقتا.
وأضافت " يجب عليكم أن تشمروا عن سواعدكم وتعملوا على الارض بجدية، وسوف تكون نتيجة التقدم بطيئة وسوف تشعرون كثيرا بالإحباط. لكن لا يوجد طريق اخر".
وأشادت السفيرة باترسون بمركز ابن خلدون ووصفته بأنه كان دائما في المقدمة فى مجال تعزيز الحوار، والتسامح، واحترام حقوق الانسان فى مصر. وقد قام بعمل رائع على مر السنوات، معربة عن اعتقادها بان المجهود المبذول من قبل رجاله ونسائه الشجعان قد أحدث تغيرا إيجابيا فى حياة الملايين من المواطنين.
وقالت: إن الدكتور سعد الدين إبراهيم طلب منها الحديث عن علاقة حكومة الولاياتالمتحدة والإخوان المسلمين، موضحة أنها انتهزت هذه الفرصة حتى تضع الأمور فى نصابها.. وقالت إنها ستوافى الحضور بالحقائق معربة عن الأمل ان تكون تلك الحقائق هى اساس الخطاب العام المصرى مستقبليًا.
وأضافت باترسون إننا نريد أن يحصل المصريون على فوائد المعيشة فى مجتمع حر وديمقراطى والتى نتمتع نحن به، موضحة أن الامريكيين يريدون ان يحق للمصريين اختيار قادتهم، وأن يقولوا ما يفكرون به، ويؤمنون ويعبدون كما تملى عليهم ضمائرهم، ويتواصلون مع من يريدون، وأن توجد قوانين منصفة تطبق على الجميع سواء، بغض النظر عن المركز أو الثروة أو الطبقة الاجتماعية.
وتساءلت باترسون فى كلمتها خلال الجلسة المغلقة لمركز ابن خلدون "ولماذا تريد الولاياتالمتحدة أن تنجح مصر؟ وأجابت قائلة: إن الولاياتالمتحدة تريد أن تنجح مصر لسبب واحد، بالطبع هو اننا حقا نؤمن بالحقوق والمبادىء العالمية. ولكن هناك أيضا اهتمام كبير بالمصلحة الشخصية للولايات المتحدة كأمة ووطن.. فالديمقراطيات المستقرة، خاصة هؤلاء الذين يحترمون الحريات المدنية، ولهم معارضة سياسية فاعلة، يمثلون أفضل الحلفاء.
وشددت على ان الولاياتالمتحدة تعارض الفوضى لان الفوضى هى أرض خصبة للتهديدات. وقالت متسائلة "فكروا فى الدول فى هذه المنطقة وحول العالم التى تسودها الفوضى والتقسيم".
هل هذه هى البلدان التى تخدم فيها المصالح الامريكية على اكمل وجه ؟ وأضافت " أود أن أجادل إنها ليست كذلك"، والآن فكروا فى الديمقراطيات التى تصون الحريات المدنية، متضمنة حقوق الاقليات، والمرأة. هل تعتبرهم الولاياتالمتحدة حلفاء جيدين؟ الإجابة هى "نعم" مدوية.
وتساءلت فما هى مصر التى تعد فى المصلحة الوطنية للولايات المتحدة وقالت " وبدون تردد ان نجاح مصر كديمقراطية مستقرة، حيث تحترم جميع حقوق المواطنين هو الافضل لأمريكا ".
واشارت الى انه وحتى يتسنى لحكومة الولاياتالمتحدة أن تساند مصر فيجب على الحكومة الامريكية ان تتعامل مع الحكومة المصرية.
وقالت "هذه هى الحكومة التى قمتم بانتخابها أنتم ورفاقكم المواطنون. حتى إذا كنتم قد قمتم بانتخاب آخرين، فلا أظن أن هناك جدلاً شديدًا حول ما إذا كانت حكومة منتخبة أم لا".
وأوضحت أنه وفى خلال مرحلة ما بعد الثورة فى مصر وما شهدته من عدة انتخابات، فقد قررت الولاياتالمتحدة بأنها سوف تعمل مع اىٍ من يفوز فى الانتخابات التى اجريت وفقا للمعايير الدولية، وهذا ما قد قمنا بفعله.
واضافت انه ونظرا لكون الكثيرين فى الحكومة المصرية منتسبين إلى الأخوان المسلمين أو حزبها، الحرية والعدالة، فإنه يجب على حكومة الولاياتالمتحدة أن تعمل معهم فى مجالات عديدة، التجارية، والثقافية، والسياسية، والزراعية، والهجرة عبر القنصلية.
وقالت انها تعرف ان البعض قد يعارض هذا ويقول أن حكومة الولاياتالمتحدة ، خاصة سفارة الولاياتالمتحدة فى القاهرة، كانت لها اتصالات مع الأخوان المسلمين منذ أكثر من عقدين. وقد يتساءل هؤلاء، أليس هذا دليلا على خطة طويلة المدى أو مؤامرة لمساندة الاخوان المسلمين لاستبدال حكومة الرئيس السابق مبارك؟
وأشارت إلى أن كيفية تعامل الشعوب مع بعضها يبيّن ان هذه التكهنات لا أساس لها.. فمثل بلاد كثيرة، بالاضافة الى التعامل مع الفاعلين السياسين الذين يديرون الحكومة، فإنها ايضا تحتفظ باتصالاتها مع من هم خارج الحكم.
وأكدت أنه وفى ضوء إيمان الولاياتالمتحدة بالحقوق والمبادىء الدولية فإنها تسعى أن تكون جميع الآراء للمواطنين ممثلة بشكل عادل ومنصف، وأن يتم احترام حقوق الإنسان للجميع وقالت ان هذا يتفق مع المصلحة الشخصية الأمريكية. المستبعدون من الحياة السياسية اليوم قد يكونوا قادة المستقبل، وبالتالى فإن من الحكمة أن نتعرف عليهم وعلى ارائهم.
وأضافت "قد تبدو هذه صورة مبسطة جدا مقارنة بالسيناريوهات المعقدة المقترحة من قبل البعض لكننا نعتقد أنه إذا نظرتم الى التاريخ، سوف تجدون ان ابسط التفسيرات هى الأصح دائما".
وأضافت أنه وبعد ثلاثين عاما من القمع السياسي وما نتج عنه من انعدام المسئولية فى اتخاذ القرارات السياسية، فإنه متفهم أن يلجأ البعض الى نظريات المؤامرة لشرح ما يرون ويسمعون. لكن فى رأيي، مصر تستحق افضل. مصر تستحق مواطنين يتمتعون بأفق واسع، ليسوا خائفين من التفكير لأنفسهم. وهذه هى الخطوة الأولى نحو الانغماس فى المستقبل، نحو التخطيط والبناء لمصر جديدة التى ستتخطى الماضى.
وأشارت السفيرة الامريكية إلى أن، الديمقراطية وسيلة، وليست نهاية فلا يوجد فائز سوى الشعب، والذى له حق الاختيار فهو يملك السلطة الحقيقية، وهى مسئوليتكم ان تساعدوه ان يتعرف على رؤيتكم.
وقالت انها تلتقى كل يوم، هى وزملاؤها فى سفارة الولاياتالمتحدة مع مصريين من جميع الأطياف السياسية.
وأنهت باترسون كلمتها بتاكيد سياسة بلادها تجاه مصر قائلة ان حكومة الولاياتالمتحدةالأمريكية تساند مصر، وشعبها، وحكومتها.
وقالت ان حكومة الولاياتالمتحدة، والتى تمثل مصالح ورغبات الشعب الأمريكى، تريد أن تنجح مصر. نحن نريد أن يحصل المصريون على فوائد المعيشة فى مجتمع حر وديمقراطى والتى نتمتع نحن به.
وأضافت " نحن نريد المصريين ان يكون لهم الحق فى اختيار قادتهم بسلمية، و يقولون ما يفكرون به، ويؤمنون ويعبدون، كما تملى عليهم ضمائرهم، ويتواصلون مع من يريدون، وأن توجد قوانين منصفة تطبق على الجميع سواء، بغض النظر عن المركز أو الثروة.