وكالات لا يزال المتظاهرون الاتراك مصممين على عدم التراجع، في اليوم الحادي عشر، من الحركة الاحتجاجية المناهضة للحكومة، وذلك رغم تحذيرات رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان.
وغداة نهاية اسبوع، شهدت تدفق عشرات الاف الاشخاص الى شوارع مدن عدة، على وقع هتافات "طيب ارحل"، بدت ساحة "تقسيم" في اسطنبول، عصر الاثنين، في انتظار الحشود الكبيرة التي ملأتها ليل السبت الاحد.
وقالت الطالبة عجم ياكين "سنذهب الى المدرسة لكننا سنعود مساء".
وتعهد المتظاهرون عدم التراجع امام الخطاب العدائي لرئيس الوزراء، الذي عبأ انصاره الاحد، والقى سلسلة كلمات، هاجم فيها "الرعاع" و"المتطرفين" الذين يتحدون سلطته في الشارع.
وقال عاكف بوراك اتلار امين سر تجمع "تضامن تقسيم" الذي انبثق من الحركة الرافضة لازالة حديقة "جيزي" في ساحة تقسيم "لست رجلا سياسيا، لكنني اعتقد ان استمرار اردوغان في خطابه العنيف، سيؤدي الى استمرار التحرك".
واضاف "هذا النوع من الخطابات، ووحشية الشرطة، اديا الى استمرار الحركة الاحتجاجية. عليه (اردوغان) ان يتراجع، عليه ان يقر بمطالب الشعب".
والاحد، تعمد اردوغان الذي يترأس مساء الاثنين، مجلس الوزراء الاسبوعي، تشديد لهجته في مواجهة المتظاهرين. وطوال اليوم، احتل الفضاء الاعلامي وتحدث ست مرات امام الاف من انصاره.
وقال اردوغان في انقرة امام مؤيديه "من لا يحترمون الحزب الحاكم في هذا البلد سيدفعون الثمن. اذا استمررتم على هذا النحو، سأستخدم اللهجة التي تفهمونها لان لصبري حدودا".
وفي العام 2011، حصل حزب العدالة والتنمية الاسلامي المحافظ على خمسين في المئة من الاصوات. وفي اذار/مارس الفائت، اظهر استطلاع اجراه معهد "بيو" ان نسبة مؤيدي اردوغان بلغت 62 في المئة.
وفيما كان اردوغان ينهي آخر خطاب له الاحد، تدخلت الشرطة بعنف مساء، ضد الاف المتظاهرين في ساحة "كيزيلاي" في العاصمة انقرة، ما اسفر عن اصابة واعتقال العديد منهم.
وقالت نقابة الاطباء الاتراك، الجمعة، في آخر حصيلة لها: ان الحركة الاحتجاجية منذ اندلاعها أدت الى ثلاثة قتلى، ونحو خمسة الاف جريح.
واستراتيجية التوتر التي تبناها رئيس الوزراء، تثير مخاوف من صدامات بين المتظاهرين وانصاره. وسجلت صدامات بين الجانبين، وان محدودة حتى الان، وخصوصا في ريزي (شمال شرق)، القرية التي تتحدر منها عائلة اردوغان على البحر الاسود.
ومع استمرار الاحداث، وتصعيد رئيس الوزراء، اغلقت بورصة اسطنبول الاثنين، على تراجع جديد بلغت نسبته 2,48 في المئة.
وعلق دنيز جيتشيك المحلل في "فايننسبنك" وقال: "هذا الرفض الواضح لاحتواء التوتر ليس جيدا للاسواق، حتى انه قد يتسبب بمزيد من المضاربات ضد الاسواق التركية".
ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي، كاثرين اشتون، الاحد الى "حل سريع" في تركيا، طالبة من المعارضين وانصار اردوغان "ضبط النفس".
ويعتزم حزب العدالة والتنمية، اطلاق اول حملاته الانتخابية، في انقرةواسطنبول، في نهاية الاسبوع المقبل، ويتوقع حشد عشرات الالاف في الشوارع.
والاثنين، اعلن منظمو النسخة السابعة عشرة، من دورة العاب المتوسط، المقررة بين 20 و30 حزيران/يونيو في مرسين بجنوب تركيا ،ان الالعاب ستنظم كالمعتاد رغم التوتر السياسي الراهن.