نشرت صحيفة واشنطن بوست خبرا اوردت فيه انه اقترح الساسة في اجتماع مع الرئيس المصري يوم الاثنين أعمال عدائية ضد إثيوبيا، بما في ذلك دعم المتمردين والقيام بأعمال تخريبية، لمنعها من بناء سد ضخم على منبع نهر النيل. بدا ان بعض من السياسيين كانوا غير مدركين ان الاجتماع مع الرئيس محمد مرسي يبث علي الهواءعلى شاشة التلفزيون. لم يتفاعل مرسي مباشرة مع الاقتراحات، لكنه قال في الملاحظات الختامية أن مصر تحترم إثيوبيا وأهلها، و انها لن تشارك في أي أعمال عدوانية ضد الأمة.
ودعا مرسي للاجتماع لاستعراض أثر سد إثيوبيا الكهرومائي الذي تكلف 4.2 مليار دولار ، والذي سيكون أكبر سد بأفريقيا. وهددت مصر في الماضي بشن حرب للحفاظ هلي "الحقوق التاريخية" لمياه نهر النيل. وقال مكتب مرسي في وقت لاحق انه اصدر تعليمات لوزيري الخارجية والري للبقاء على اتصال مع الحكومة الإثيوبية للحصول على مزيد من المعلومات حول السد وتأثيره المحتمل على حصة مصر من مياه النيل.
و تضمن بيان مكتبه مذكرة مشؤومة السبر، قائلا: "إن مصر لن تستسلم أبدا عن حقها في مياه النيل، و انه ينظر بعين الاعتبار في جميع الخيارات (للحفاظ عليها)." و قال مسؤول إثيوبي، الذي تحدث بعد طلب عدم نشر اسمه لانه غير مخول التحدث علنا عن هذا الموضوع انه خلصت لجنة مستقلة من الخبراء أن السد لن يؤثر بشكل ملحوظ المصب في السودان ومصر، التي تعتمد بشكل كبير على مياه أطول نهر في العالم.
ولكن قال يونس مخيون، زعيم حزب اسلامي محافظ متشدد، في القاهرة يوم الاثنين، انه يجب علي مصر دعم المتمردين في إثيوبيا، أو كملاذ أخير، تدمير السد. وقال ان مصر ارتكبت "خطأ استراتيجي" عندما لم تعترض على بناء السد. و اضاف ان اثيوبيا "ضعيفة" بسبب حركات التمرد داخل البلاد. قال "يمكننا التواصل معهم واستخدامها كورقة مساومة ضد الحكومة الإثيوبية.. إذا فشل كل هذا، لن يوجد خيار لمصر سوي استخدام جهاز المخابرات لتدمير السد"
اقترح سياسي آخر، الليبرالي أيمن نور، نشر شائعات ان مصر تزود الطائرات بالوقود لخلق انطباع أنها تخطط غارة جوية لتدمير السد. "و هذا يمكن أن يسفر عن نتائج على المسار الدبلوماسي". واقترح أبو العلا ماضي، زعيم حزب الوسط المؤيد لمرسي ، أن إشاعة أن مصر تخطط لتدمير السد يمكن أن يخيف الإثيوبيين في التعاون مع مصر في هذا المشروع.
و من جانب اخر حذر مجدى حسين، سياسي اسلامي آخر، أن الحديث عن عمل عسكري ضد إثيوبيا "خطير جدا" وسوف يحول الإثيوبيين فقط إلى أعداء. واقترح الدبلوماسية الناعمة في التعامل مع الأزمة، بما في ذلك تنظيم مهرجان سينمائي في إثيوبيا وإيفاد بعثات الباحثين والترجمة.