رغم أن محمد مرسى كان قد بدأ التفكير فى تغيير وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم منذ أكثر من شهر، وقبل الإعلان عن التغيير الوزارى.. وقد أشرت إلى أنه يبحث عن وزير جديد يسير على نفس خطى اللواء محمد إبراهيم، ولايقل عنه سمعا وطاعة، إلا أنه قد يتراجع إذا لم يعثر على من يخلف إبراهيم ويبقى عليه لحين تحضير الوزير المناسب لتلك المرحلة الإخوانية. كان ذلك تحديدا بعد تهديدات من الاتحاد الأوروبى بوقف المعونات التى يرسلها إلى مصر بسبب انتهاكات حقوق الإنسان التى تمارسها الشرطة المصرية ومواجهة المتظاهرين بعنف بالغ، وهو ماجعل مرسى وجماعة الإخوان يفكرون بشكل جدى فى تغيير وزير الداخلية فى محاولة لتبييض وجه النظام، وكان المرشحين لخلافة إبراهيم هم «أسامة الصغير» مدير أمن القاهرة، و«أحمد جاد منصور» رئيس أكاديمية الشرطة، و«خالد ثروت» رئيس الأمن الوطنى، و«عماد حسين» مستشار الرئيس للأمن ورئيس أكاديمية الشرطة السابق.
وبالفعل قابل مرسى بعضهم عدة مرات، وكان محمد البلتاجى القيادى بالحرية والعدالة ومعه خيرت الشاطر لايميلون إلى تغيير محمد إبراهيم، وإن كان الشاطر رشح «خالد ثروت» صديقه المقرب لخلافة إبراهيم فى حالة الضرورة إلى التغيير، ولكن ماحدث أن الدكتور «هشام قنديل» رئيس الوزراء أعلن عن التعديل الوزارى الجديد وتم الإبقاء على وزير الداخلية فى خطوة أثارت غضب القوى السياسية والمعارضة التى كان تغيير اللواء «محمد إبراهيم» من أهم مطالبها بل كان المطلب الأساسى لغالبية المصريين.
يرى البعض أن الإبقاء على إبراهيم كان من باب العند، لكن مسئولين بالداخلية يقولون عكس ذلك، ويؤكدون أن الإبقاء عليه ليس له علاقة بالعند، ولكن جماعة الإخوان استقرت على أن «إبراهيم» هو المناسب لهذه المرحلة، رغم أن «هشام قنديل» كان يميل لتغييره حتى يخفف الهجوم على حكومته وتحدث لمرسى عن ضرورة تغييره، ولكن مرسى بعد مشاورات مع قيادات الجماعة رفض وأمره بالإبقاء عليه بل وإعلان ذلك بشكل رسمى ومنفصل وهو ماحدث بالفعل.
كان مسئولون بوزارة الداخلية قد صرحوا لنا قبل أسبوعين من الآن بأن الوزير مستمر فى عمله ولن يرحل وكذلك «متولى صلاح عبد المقصود» وزير الإعلام، وأنه استقر الأمر فى الرئاسة على البقاء عليهما وقد حدث، وأشارت المصادر أيضا إلى أن الوزير «محمد إبراهيم» قال لمساعديه فى اجتماع خلال الأسبوع الماضى أنه باق فى الوزارة وأن التعديلات الوزارية التى تجرى حاليا لن تشمله، وأنه تجاهل فى هذا الاجتماع المساعدين الذين دارت حولهم الشائعات بأنهم يخلفونه، رغم أن كل مساعديه وقيادات الوزارة قاموا بتهنئته على البقاء استمرار ثقة الرئيس مرسى فيه.
وما علمناه أيضا من مصدر برئاسة الجمهورية أن مرسى وجماعته يعرفون بدقة أنه يوجد من يصلحون لخلافة وزير الداخلية بالطريقة التى ترضى الجماعة، ولكن الإخوان لايثقون فى أحد الآن كما يثقون فى «محمد إبراهيم» لأنه الأصلح من وجهة نظر الجماعة لتنفيذ مخطط التمكين فى الداخلية وكذلك القضاء على المعارضين، ومهمة «التمكين» وأخونة الداخلية هى مهمة الوزير الأولى حاليا. ومع ذلك فإن اللواء «محمد إبراهيم» له مهمه أخرى مهمة وهى دعم «تدريب ميليشيات الإخوان» عن طريق ضباط الشرطة السابقين وخلق «شرطة موازية»، وقد أصبح على مايبدو الراعى الرسمى لذلك وهى مهمة لا يثقون فى غيره حتى الآن لأدائها.. وطبعا حماية مقرات الإخوان وعلى رأسها مقر الإرشاد فى المقطم، وهو ما أبلى فيه وزير الداخلية بلاء حسن لم يحققه سلفه اللواء «أحمد جمال الدين».
ولأن الإخوان ذهنهم دائما يذهب إلى المؤامرات والانقلابات فإن من الصعب أن يثقوا فى أحد بسهوله وهو سبب آخر للإبقاء على الوزير الحالى.. وأشار المصدر بالرئاسة إلي أن «إبراهيم» تقابل مع «مرسى» منذ عدة أيام وخرج من المقابلة وهو مستبشر خيرا بعد أن أبلغه ببقائه، وأن الدكتور محمد البلتاجى قال عندما كان يريد «هشام قنديل» تغيير اللواء محمد إبراهيم «إنه لابد أن يكافأ لا أن يعاقب حتى يكون مثالاً جيدًا لكل ضباط الداخلية» ولذلك كان يعارض قنديل فى مسألة تغييره بل إنه كان مصرا على ضرورة بقائه.. كما أن الرئيس «مرسى» رأى أن بقاءه أيضا يحقق الاستقرار فى الشرطة وأن تغييره فى هذا التوقيت سيخلق فوضى فى الوزارة ويؤثر على تماسكها الذى تحقق أخيرا على يد محمد إبراهيم.
على الهامش
فى كواليس وزارة الداخلية هذا الأسبوع يتردد ما حدث بين وزير الداخلية ومدير أمن الجيزة عقب ما حدث لرئيس الوزراء «هشام قنديل» فى الدقى أثناء عودته لبيته، وهو ما سمى بالهجوم على موكب قنديل وأشاع الإخوان أنها محاولة لاغتياله، وهو الأمر البعيد تماما عن ذلك حيث أعلنت الداخلية فى بيان لها أن الهجوم عليه جاء بالصدفة ولم تكن له دوافع سياسية، ورغم ذلك فإن وزير الداخلية اللواء «محمد إبراهيم» وبخ اللواء «عبد الجواد لطفى» توبيخا شديدا ووجه إليه لوما واتهمه بالتقصير الأمنى فى حماية رئيس الوزراء وركابه، كما وعده بأنه لن يستمر كثيرا فى منصبه كمدير لأمن الجيزة.
وتقول مصادر أمنية إن الوزير لن يبقى على «عبدالموجود» فى منصبه وأنه قريبا سيتم نقله إلى مكان آخر بالداخليه سواء فى حركة تنقلات قريبة فى الوزارة أو بشكل فردى، عقابا له على التقصير فى حماية «هشام قنديل» رغم أنه لم يكن مقصودا نهائيا بما حدث ولكن الوزير نفسه وجه إليه اللوم من الرئيس محمد مرسى ولذلك هاجم مدير أمن الجيزة بهذه الطريقة التى وصلت إلى حد التوبيخ.