اعتبر ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر الجمعة أن البلاد "تقف عند مفترق طرق وتتجه نحو المجهول"، ما لم تتخذ إجراءات "حاسمة وفورية" لوقف انتشار العنف. وأضاف كوبلر في بيان: "أدعو جميع الزعماء الدينيين والسياسيين للاحتكام إلى ضمائرهم واستخدام الحكمة حتى لا يدعوا الغضب ينتصر على السلام"، معتبرا أن قادة البلاد يتحملون مسؤولية "تاريخية في تولي زمام الأمور والقيام بمبادرات شجاعة كالجلوس معا". وكانت قوات الأمن العراقية استعادت الجمعة السيطرة على ناحية "سليمان بيك" في محافظة صلاح الدين شمالي العراق بعد التوصل إلى اتفاق يقضي بإنهاء المظاهر المسلحة في المنطقة، في وقت شهدت بغداد هجمات متفرقة استهدفت مساجد سنية. وبعد مفاوضات مع شيوخ العشائر المحلية، انسحب المسلحون من المنطقة التي كانوا قد سيطروا عليها الأربعاء الماضي احتجاجا على مقتل عشرات الأشخاص إثر اقتحام القوات العراقية مخيم اعتصام مناهض لرئيس الحكومة نوري المالكي في الحويجة. وقال قائم مقام قضاء الطوز، شلال عبدول بابان، الجمعة إن "قوات الأمن العراقية بدأت الدخول تدريجيا إلى ناحية سليمان بيك"، مشيرا إلى أن "انسحاب المسلحين جاء بجهود العشائر ومحافظ صلاح الدين أحمد عبد الله عبد، الذين تمكنوا من إخماد الفتنة" حسب تعبيره. ولفت المسؤول العراقي إلى احتمال وجود سيارات ومنازل مفخخة في المنطقة "لذا يستدعي هذا الأمر جهدا عسكريا خاصا قبل الانتشار في الناحية" الواقعة على طريق رئيسي بين بغداد وإقليم كردستان. وكان الجيش العراقي أمهل المجموعات المسلحة التي سيطرت على الناحية التي تشمل 28 قرية ويسكنها 30 ألف نسمة معظمهم من التركمان السنة، بعد معارك عنيفة 48 ساعة قبل بدء "تطهير" المنطقة.