انتشرت فى الأونة الأخيرة بصورة مخيفة حشرة "سوسة النخيل الحمراء" فى شتى محافظات مصر ، وفى محافظة الأقصر هاجمت سوسة النخيل أكثر من 4 ألاف نخلة مما كان له تأثيراً سلبياً على محصول البلح فى مختلف قرى ومراكز الأقصر. ويرجع اكتشاف سوسة النخيل فى مصر إلى عام 1992م ، حيث بدأت غزوها المخيف على ألاف من أجود الأفدنة الزراعية وقضت على أطنان من التمر ، وأثار ذلك استياء المزارعين والفلاحين لتكبدهم خسارة مادية فادحة.
ورصدت بوابة "الفجر" بالأقصر ، آراء العديد من المزارعين والمهندسين الزراعيين فى انتشار هذه الآفة وبحث طرق علاجها بهدف الحفاظ على المحصول.
وقال "محمد فتحى" مهندس زراعى ، حديثه قائلاً أن سوسة النخيل الحمراء تصيب كافة أنواع النخيل ، ولكن تفضل نخيل البلح لملائمة أنسجة جذع النخلة لحياة الحشرة ، وتسمى السوسة بالحمراء نظراً لميل لونها إلى اللون الأحمر ، وتؤدى السوسة إلى هلاك النخلة سواء كانت كبيرة أو صغيرة إذا لم يتم معالجتها.
وأضاف "فتحى" أن أول ظهور لسوسة النخيل كان فى الهند منذ أكثر من مائة عام ، وبدأت تنتشر عقب ذلك فى دول قارة آسيا ومنها أندونيسيا ، والفلبين ، وتايلاند ، وباكستان ، وسرى لانكا ، ودول الخليج العربى ، ودخلت إلى اليابان عام 2000م.
ويقول "شكرى حفنى" صاحب محل لبيع الخضراوات والفاكهة ، أن هذا العام يشهد ارتفاعاً ملحوظاً فى سعر البلح نظراً لقلة أعداد النخيل ونقص المحصول ، وطالب مسئولى مديرية الزراعة بضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية لحماية النخيل.
ويؤكد "أسامة محمد" مهندس زراعى ، على ضرورة تقليم النخيل خلال شهرى مارس وأبريل لزيادة نشاط الحشرة خلال هذه الفترة ، مشيراً إلى إزالة الهيش من حول النخلة ، ومعاملة أماكن التقليم باستخدام محلول المبيد أو بالتعفير ، وهناك طريقة أخرى للعلاج منها المكافحة الحيوية عن طريق التبخير والأقراص والعلاج بالحقن.
وعن مهاجمة الحشرة للنخيل ، أوضح "محمد" أن اليرقة هى الطور الضار للحشرة حيث تهاجم الساق وتجعلها اسطوانة فارغة لاتحتوى سوى الأنسجة المدمرة.
ويقول "أحمد مصطفى" مزارع بمركز إسنا جنوبالأقصر ، تكبدنا خسارة فادحة هذا العام من جراء الإصابة بسوسة النخيل الحمراء ، وعدم معرفتنا الكاملة بأعراض الإصابة أو طرق العلاج ، وكنا لانملك سوى التخلص من النخلة المصابة.
ويقول "معوض الطيب" مزارع بمركز أرمنت ، لا ندرى كيف نقى النخلة من الإصابة بالحشرة ، وليست لدينا معلومات كافية والسوسة تنتشر كالنار فى الهشيم ، ونطالب مسئولى الزراعة بعقد ندوات للمزارعين لتوعيتهم بخطورة هذه الآفة.
وفى السياق نفسه ، أوضح "رشدى عرنوط" نقيب الفلاحين بالأقصر ، أن النقابة وقعت بروتوكول تعاون مع مشروع "سلاسل قيمة للصناعات البستانية فى صعيد مصر" والذى يستهدف تدريب الفلاحين والمزارعين وصقل خبراتهم الزراعية لرفع انتاجية الأرض الزراعية ودراسة طرق مكافحة الأفات الزراعية ومنها سوسة النخيل الحمراء.
كما أكد "محمود الزغبى" وكيل وزارة الزراعة بمحافظة الأقصر ، أنه يتم حالياً استخدام جهاز يطلق عليه "منقذ النخيل" اخترعه المهندس "عاطف عليوة" الخبير بمعهد الهندسة الزراعية ، وأطلق عليه هذا الاسم نظراً لقدرته على القضاء على سوسة النخيل ، حيث يتم حقن المبيد عن طريق الجهاز داخل جذع النخلة فوق منطقة الإصابة من فتحة واحدة فقط ، وخلال شهر يتم القضاء على السوسة.
الجدير بالذكر أن النخيل فى صعيد مصر له استخدامات متعددة أهمها الجريد الذى يقوم عليه عدد من الصناعات الصغيرة ، بالإضافة إلى الصناعات الغذائية التى يدخل فيها التمر.