يعتزم الكرملين ملاحقة أسرة الملياردير الروسي الراحل بوريس بيريزوفسكي من أجل إجبارها على إعادة مبلغ يعادل 450 مليون دولار تقول السلطات في موسكو إنه مدين بها لخزينة الدولة. وكان العالم قد فوجئ بإعلان إعلان وفاة بيريزوفسكي في 23 من الشهر الماضي عن 67 عاما بالضيعة المنيفة التي تعود لزوجته الثانية وطليقته غالينا بشاروفا في آسكوت، مقاطعة باركشاير، المطلة على لندن. ومنذ ذلك الوقت ونظريات المؤامرة تلقى يمنة ويسرة. وتتفق هذه على أن الملياردير اللاجئ الى بريطانيا «قُتل»، رغم أن الشرطة البريطانية أعلنت أن الدلائل تشير الى أنه انتحر شنقا (غالبا بسبب متاعبه المالية الهائلة) وأنها لا تشك بضلوع أي طرف آخر في الأمر. فقيل إن العملاء الروس قتلوا بيريزوفسكي بأوامر من من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصيا. ويذكر أن الأوليغارك الروسي المثير للجدل كان سكرتيرا لمجلس الأمن الروسي ومقربا من الرئيس السابق بوريس يلتسين، ثم اختصم مع بوتين بعد توليه الرئاسة وهرب الى الى لندن في 2001 ونال فيها حق اللجوء السياسي في 2003. ومن يومها وموسكو تحاول، بلا جدوى، استعادته لمحاكمته بتهم الفساد المالي والسياسي. ويقول المدّعون في موسكو إن الأموال التي تطالب الدولة باستعادتها من تركة بيريزوفسكي تتعلق ب«ما سرقه من «ايروفلوت» (شركة الطيران الروسية) و«افتوفاز» (شركة لصناعة السيارات)». ويوجه اولئك المدعون مطالبهم هذه الى زوجتين سابقتين لبيريزوفسكي وشريكة سابقة له إضافة الى أبنائه الستة. وسيخوض معظم هؤلاء ساحة القضاء في ما يتعلق بهذا الشأن في بريطانيا حيث يعيشون. ووفقا لتقارير صحافية فقد تناقصت ثروة بيريزوفسكي البالغة ملياري جنيه (نحو 3 مليارات دولار)، أولا بما لا يقل عن 320 مليون دولار بعد تسوية قضية مع زوجته الثانبة غالينا بشاروفا. ثم أفلحت شريكته من 1996 إلى 2012، يلينا غوربونوفا، في انتزاع أصول منه تبلغ قيمتها هذا الرقم نفسه. وأضف الى هذا التكاليف القانونية التي استدعتها معاركه القضائية مع كل من المرأتين وتبلغ 240 مليون دولار. ولكن يبدو أن بيريزوفسكي استبق في حياته ملاحقة موسكو له قانونيا في أمواله فأقام مجموعة من الصناديق الاستثمارية خارج بريطانيا بأسماء زوجتيه وشريكته وأبنائه منهن. والتكهنات التي تأتي مصاحبة لإعلان الكرملين الآن تتلخص في أن وفاة بيريزوفسكي وحدها لا تطفئ غضب موسكو الرسمية عليه. ولهذا قررت ملاحقة أسرته وإحالة حياتها جحيما مثلما فعلت مع الملياردير نفسه خلال حياته. ونقلت صحف بريطانية عن أصدقاء لهذا الأخير قولهم إنه حتى في حال تبرئة الكرملين من قتله جسديا، فهو الملام في وفاته لأنه أفلح في أصابته بالاكتئاب الى حد انه قرر وضع حد لحياته.