عقب تصديق الرئيس.. 13 مادة مهمة تتصدر قانون العمل الجديد    في موسمه ال13.. جامعة بنها تحصد عددا من المراكز الأولى بمهرجان إبداع    انتظام الدراسة بعدداً من مدارس إدارة ايتاى البارود بالبحيرة    متحدث «الوزراء»: تنسيق كامل بين الجهات المختلفة لزيادة عدد الحضانات    جدول امتحانات الصف الأول الثانوي العام الترم الثانى في القليوبية 2025    طلاب "طب بشري بني سويف الأهلية" يحصدون المركز الأول في دوري العباقرة    أسعار الخضروات في سوق العبور للجملة اليوم الإثنين 5 مايو    تراجع سعر اليورو اليوم الإثنين 5 مايو 2025 بالبنوك المصرية    وزير الإسكان: تخصيص 650 قطعة أرض للمواطنين الذين تم توفيق أوضاعهم بمنطقة الرابية    ارتفاع أسعار الذهب بالسوق المحلية اليوم الإثنين 5 مايو    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الاثنين    رئيس تجارية القليوبية: تطبيق دعم المستثمرين نقلة رقمية تعزز ثقة رجال الصناعة    التحالف الوطني يشارك في معرض أبو ظبي الدولي ويبرز دور المرأة في مواجهة التحديات التنموية    ارتفاع حجم السيولة المحلية بالقطاع المصرفي ل 12.566 تريليون جنيه بنهاية مارس    قرار غريب .. ترامب يفرض 100% رسوم جمركية على الأفلام الأجنبية المنتجة خارج هوليوود    «القاهرة الإخبارية»: غزة بدون طعام.. والاحتلال الإسرائيلي يواصل قصف المدنيين    رئيس حزب إسرائيلى: توسيع العملية العسكرية فى غزة لإنقاذ نتنياهو وحكومته    زعيم المعارضة في رومانيا يفوز في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية    الهباش: عباس يجتمع مع بوتين لبحث الوضع في غزة والعلاقات الثنائية في هذا الموعد    بعد الهزيمة المفاجئة أمام فاركو .. تعرف علي المباريات المتبقية لبيراميدز فى الدوري    صدمة لجماهير الأهلي.. صفقة واعدة تبتعد    لو تقدر تلعبه لعبه| شوبير يعلق على عودة زيزو للتدريب في الزمالك    ياسر ريان: عماد النحاس نجح في لم الشمل وكسب ثقة الكبار في الأهلي    محمود ناجي حكما لمواجهة الزمالك والبنك الأهلي في الدوري    أسئلة اختيارية بنسبة 85% ومقالية 15% . تعرف علي شكل ورقة امتحان الثانوية العامة 2025    أمطار رعدية.. الأرصاد تحذر من الظواهر الجوية اليوم    مروراً بالمحافظات.. جدول مواعيد قطارات الإسكندرية - القاهرة اليوم الاثنين 5 مايو 2025    مصرع طالبة صعقًا بالكهرباء أثناء غسل الملابس بمنزلها في بسوهاج    مشاجرة بين الفنانة جوري بكر وطليقها داخل كمباوند شهير بأكتوبر    مصرع طفلتين «توأم» في انهيار جدار منزل بقنا    توقعات الأبراج اليوم.. 3 أبراج تواجه أيامًا صعبة وضغوطًا ومفاجآت خلال الفترة المقبلة    أسعار غير متوقعة لإطلالات عمرو دياب في حفل دبي    أكاديمية الفنون تحصل على 45 جائزة فردية وجماعية في مسابقة «ابداع»    بدرية طلبة تتصدر الترند بعد إطلالاتها في مسرحية «ألف تيتة وتيتة»|صور    نويرة بين كنوز موسيقار الأجيال ونجوم الأوبرا تجيد أداء أيقونات النهر الخالد "صور"    "صحة غزة": عدد الشهداء الأطفال تجاوز 16 ألفا.. والقطاع يشهد مؤشرات خطيرة    مركز طبي كفر شكر بالقليوبية يحصل على اعتماد هيئة الرقابة    الرعاية الصحية تنظم فعالية حول الوقاية من الجلطات الوريدية في مرضى الأورام    النحاس يبدأ دراسة نقاط القوة والضعف في المصري قبل مواجهة الخميس    شيخ الأزهر يستقبل الطالب محمد حسن ويوجه بدعمه تعليميًا وعلاج شقيقته    وزير الخارجية الإيراني يصل باكستان للتوسط لوقف التصعيد مع الهند بسبب هجوم كشمير الدموي    ترامب يدرس تعيين ستيفن ميلر مستشارا للأمن القومي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 5-5-2025 في محافظة قنا    النشرة المرورية.. كثافات مرتفعة للسيارات بشوارع وميادين القاهرة والجيزة    نتنياهو: خطة غزة الجديدة تشمل الانتقال من أسلوب الاقتحامات لاحتلال الأراضى    تعرف على ضوابط عمالة الأطفال وفقا للقانون بعد واقعة طفلة القاهرة    موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025 .. تعرف عليه    وفاة طالبة جامعة الزقازيق بعد سقوطها من الطابق الرابع| بيان هام من الجامعة    أحمد علي: المنافسة على لقب الدوري اشتعلت بعد خسارة بيراميدز وفوز الأهلي    لأول مرة.. نيكول سابا تكشف سر على الهواء: «شئ صعب»    قصور الثقافة تواصل عروض المهرجان الختامي لنوادي المسرح 32    «المصرى اليوم» تحاور المكرمين باحتفالية «عيد العمال»: نصيحتنا للشباب «السعى يجلب النجاح»    تكرار الحج والعمرة أم التصدق على الفقراء والمحتاجين أولى.. دار الإفتاء توضح    وكيل صحة شمال سيناء يستقبل وفد الهيئة العامة للاعتماد تمهيدًا للتأمين الصحي الشامل    محظورات على النساء تجنبها أثناء الحج.. تعرف عليها    «مكافحة نواقل الأمراض»: عضة الفأر زي الكلب تحتاج إلى مصل السعار (فيديو)    قصر العيني: تنفيذ 52 ألف عملية جراحية ضمن مبادرة القضاء على قوائم الانتظار    على ماهر يعيد محمد بسام لحراسة سيراميكا أمام بتروجت فى الدورى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دعوى عاجلة لعدم الاعتداد بالإنذار الموجه بسحب تراخيص "cbc " في حالة عدم وقف " البرنامج "
نشر في الفجر يوم 02 - 04 - 2013

تقدم الدكتور سمير صبري المحامي بالنقض والدستورية العليا بدعوى مستعجلة أمام محكمة القضاء الإداري بطلب عدم الاعتداد بالإنذار الموجه من الهيئة العامة للاستثمار لقناة سي بي سي بإغلاقها ما لم توقف برنامج البرنامج الذي يقدمه الإعلامي الكبير باسم يوسف وقد وجهت إنذار إلى شركة المستقبل للقنوات الفضائية والإذاعية التي تبث قنوات سي بي سي بوقف برنامج البرنامج الذي يقدمه الإعلامي باسم يوسف وحذرتها من سحب الترخيص الصادر للقناة وإغلاقها في حالة عدم الاستجابة لهذا الإنذار .


وقال صبري أن الإنذار الموجه إلى قناة سي بي سي من الهيئة يخالف كافة القواعد القانونية حيث أن القناة من مشاهدتة ومتابعته لها تلتزم بالقانون ومواثيق الشرف الإعلامي وشروط الترخيص في كل ما تقوم ببثه ومن الثابت كذلك أن ما ورد بالإنذار مطروح أمام القضاء الآن ولم يبت فيه وأن الاتهامات الموجهة لبرنامج البرنامج موجهة من ذات الأشخاص الذين تقدموا بالبلاغات للنيابة العامة وعن ذات الموضوع وثابت كذلك أن هذا لا يعني مطلقا أنها حقائق فهي مجرد اتهامات لم يبت القضاء في ثبوتها من عدمه وبناء على ذلك لا يمكن اعتبار ما يقدم في البرنامج تنطبق عليه هذه الاتهامات حيث أن البلاغات التي قدمت مازالت قيد التحقيقات أكثر من ذلك فمن الثابت أن البلاغات التي قدمت أو الإنذار الموجه من هيئة الاستثمار لقناة سي بي سي ما هو إلا إرهاب وتكميم الإعلام بما يخالف كافة المواثيق الإعلامية الدولية وأن هذا الإنذار ما هو إلا توجيه من مكتب الإرشاد الذي يدير البلاد حالياً وإرضاء لرغبات جماعة الإخوان المسلمين

وأضاف صبري من الثابت أنه لم ينجح أحد من نجوم المعارضة أو الكوميديا في مصر في نزع الهالة التي أراد الإخوان المسلمون أن يضعوها فوق مقعد الرئاسة منذ أن حصلوا عليه في يونيو 2012 كما فعل باسم يوسف ولهذا لم يكن باسم يوسف بحاجة إلى الحملة الإعلانية للترويج له ولبرنامجه التي حصل عليها نتيجة استدعاؤه من قبل النائب العام ألإخواني للتحقيق معه بتهمة ازدراء الأديان والإساءة ل د . مرسي كذلك من الثابت أن البرنامج الذي يقدمه باسم يوسف يتمتع بأعلى نسبة من المشاهدين بين البرنامج الحوارية الفكاهية في مصر إن لم يكن في العالم العربي كله كما صار مرادفا لثورة 25 يناير ولأهدافها . لقد جعل باسم يوسف من برنامجه والمواقف التي أطلقها من خلاله رقيبا وناقدا للحركة السياسية في مصر من سلوك الإخوان في السلطة إلى سلوك المعارضة وجبهة الإنقاذ إن الحملة المسعورة التي يشنها الإخوان المسلمون ضد باسم يوسف ترجع على انتقاداته اللاذعة وسخريته مما يقوموا به من خلط لشئون الدين بقضايا السياسة إلى الحد الذي باتوا معه يضعون أي انتقادات لقرارات د . مرسي في مرتبة الكفر وفي هذا لا يهاجم باسم يوسف أي قناعة دينية كما تقول التهم المسندة إليه بقدر ما يدافع عن ضرورة الفصل بين انتقاد رجل السياسة لأدائه الخاطئ والسيئ وبين القناعات الدينية لرجل السياسة ومن الثابت وليس من المبالغ فيه القول أن مصير برنامج باسم يوسف سوف يقرر مصير الحريات في مصر بعد الثورة فبقدر ما ستبقى هذه الحريات مصانة سواء عبر وسائل الإعلام أو على منصات السياسة والأحزاب سوف يمكن القول أن أهداف الثورة بخير لأنها لا تزال تحت الرقابة الحزبية والإعلامية المباشرة وفي هذا تستطيع نقابة الصحفيين برئاسة نقيبها الجديد الدكتور / ضياء رشوان أن تلعب دور الضامن من خلال الدفاع عن حرية التعبير وحق الإعلاميين في صوت مخالف لصوت الحاكم إن أجهزة الدولة التي أوشكت كلها على الانهيار بعد أن تولى د . مرسي حكم البلاد تعاني من 30% بطالة وتحرش جنسي غير مسبوق إضافة على الزيادة السكانية والكوارث الاقتصادية والمالية والارتفاع في الأسعار الذي سيؤدي وبلا شك إلى انفجار ينسف الأخضر واليابس لقد تركت هذه الأجهزة مهامها وما يوجبه عليها واجبها من المبادرة والسرعة إلى إنقاذ البلاد إلا أنها تفرغت لتلاحق باسم يوسف في ذلك نقول ل د . مرسي حينما تصبح قويا بالفعل لم تكن مضطرا للتعامل بسطحية ودون باسم يوسف والصحفيين المعارضين والمدونين والنشطاء الذين يذهبون إلى ميدان التحرير ويعبرون عن احتجاجاتهم ما وصلت لهذا المنصب الذي تعمل الآن أنت وأجهزتك جاهدا إلى قمعها ونقول للدكتور مرسي كذلك ما قاله الإعلامي الأمريكي الشهير / جون ستيوارت إذا كانت السخرية من قبعة الرئيس ولغته الإنجليزية جريمة فأنت توليت رئاسة صاحبة أعظم حضارة عرفها التاريخ المكتوب وإناسك اخترعوا الحضارة والورق واللغة المكتوبة وبنوا الأهرامات ما الذي يقلقك من باسم يوسف إن باسم يوسف يعشق تراب مصر ويصر على البقاء فيها رغم وجود مجانين يهددونه بالقتل أو الاعتقال إن تكميم أفواه الإعلاميين الساخرين يؤكد عدم تأهل د . مرسي لحكم مصر ويقول ستيورات في معرض حديث د . مرسي عن الديمقراطية دون تطبيقها على أرض الواقع (بالنسبة لشخص مثلك قضى وقتا من حياته في السجن في ظل حكم مبارك يبدو أنك حريص جدا الآن على إرسال الأشخاص للسجن دون جرائم حقيقية وكما كنت أنت سيخرجون هم أكثر قوة وتصميم لمواجهتك )

وأضاف صبري أن كل ما ورد بالإنذار الموجه من الهيئة العامة للاستثمار لقناة سي بي سي يخالف الإعمال الصحيح لأبسط المبادئ المتعارف عليها محليا وعالميا وما سطر كان الغرض منه هو تصفية حسابات بين الجماعة التي تحكم البلاد والقنوات الفضائية مرآة الحقيقة لما يحدث في المجتمع والتي تكشف بموضوعية الحالة السيئة والمنهارة التي تمر بها البلاد والكاميرات تنطق بكل هذه الحقائق وتوثقها هذا من جانب ومن جانب آخر فأن قناة سي بي سي مشهود لها بالمصداقية والشفافية وتوثيق الخبر قبل الحديث فيه بخلاف رصدها للأحداث بالكامل بالصوت والصورة ولها جمهور عريض يثق فيها ويشاهدها بصفة دائمة وأن ما تسعى إليه الهيئة من إنذارها ما هو إلا لتكميم الأفواه والقضاء على حرية الفكر والإبداع وكذلك ترهيب وسائل الإعلام سواء المرئية أو المقروءة التي فضحت كل أساليب من يتولون نظام الحكم من عدم صحة القرارات والتراجع فيها والنكول بكل ما يتم إصداره والحديث بما يخالف الحقيقة كذلك فقد فضحت هذه القنوات الحرة الشفافة الأسلوب الذي يلجأ إليه تابعي نظام الإخوان من أخونة كل مرافق الدولة كذلك فإن كل ما سطر بهذا الإنذار يخالف ما اهتمت به كل الوثائق العالمية المتعلقة بحرية التعبير على أساس من الاقتناع بأن الإصلاح أمر ضروري وعاجل والتركيز على أهمية الحرية باعتبارها قيمة كبيرة وأساسية وهي تقوم على أسس عديدة أهمها احترام كافة الحقوق في الفكر والتعبير عن الرأي بكافة صوره وأشكاله وفي مقدمتها بالطبع ما يتعلق بحرية التفكير والإبداع وحرية الصحافة ووسائل الإعلام السمعية والبصرية والإلكترونية التي يجب أن يتسم العمل فيها بأكبر قدر من الشفافية وأن كافة الوثائق العالمية أشارت إلى ضرورة مراجعة كل ما يتعلق بما يعوق حرية التفكير والإبداع ويعرقل الممارسة الحرة المطلوبة في المؤسسات الصحفية والإعلامية والهدف هو تنمية الطاقات الفكرية والإبداعية للأمة وضمان قيام المؤسسات الصحفية والإعلامية بالأداء السليم الذي يتسم بالشفافية والمسئولية ولا يكون فيه أي مجال لاستخدام الاستثناءات إلا في حالات محدودة يكون لها مبررات قوية لا تهدف إلى تقييد حرية التعبير أو فرض الرقابة بأي شكل من الأشكال وأكدت جميع الوثائق على ضرورة العمل على إزالة القيود المفروضة على التفكير والإبداع وإعادة النظر في كافة القوانين الاستثنائية التي من شأنها فرض أي سيطرة أو تحكم في الإنجازات الفكرية والإبداعية وفي العمل الصحفي أو الإذاعي أو وسائل النشر الأخرى مهما كانت أهدافها أو مسبباتها أو مبرراتها والسبيل إلى ذلك ضمان إطلاق الحريات لجميع التيارات الفكرية للتعبير عن آراءها بمختلف الوسائل وهو الأمر الذي يستلزم ضرورة تحرير وسائل الإعلام والصحافة من جميع التأثيرات والهيمنة الحكومية وليكون هدف عملها تدعيم الديمقراطية والشفافية وأن تحقيق ما سبق ذكره لا يمكن أن يتم إلا من خلال تطوير شامل لكافة أساليب الإعلام ومن بينها طريقة إصدار وتنظيم القوانين التي تعمل على أساسها الصحف ودور النشر والإذاعات المرئية والمسموعة على اختلاف توجهاتها السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية بحيث تضمن لها هذه القوانين والتنظيمات الاستقلال الكامل سواء من ناحية الملكية أو الإدارة أو التمويل أو جميعها ودون تدخل من أي سلطة من السلطات التنفيذية في طريقة عمل أو إدارة هذه المؤسسات

واستطرد صبري قائلا إن ما جرى العمل عليه في قناة cbc وبرامجها التي تبثها عبر شاشاتها ليراها العالم كله وبرنامج البرنامج الذي يقدمه باسم يوسف هو أساس الدور الهام الذي يمكن أن تلعبه هذه القناة في بناء الشخصية وتحقيق التميز والاستقلال وكذلك القدرة على تحمل المسئولية واتخاذ القرارات المناسبة وكذلك دورها في بناء القيم والثقافة التي تساعد على التطوير والتحديث أو قبول الآخر والاعتراف بحق الاختلاف والسعي نحو اكتساب المعرفة وتشجيع الابتكار والإبداع وهو الأمر الذي يتطلب ضرورة توفير المناخ الملائم والسائد لمجتمع المعرفة بكل أشكالها وكذلك تهيئة الظروف المناسبة لازدهار الإبداع وتشجيع الفكر والخطاب الحضاري والتنويري الذي يتفق مع المتطلبات العصرية والذي لا يمكن أن يتم في ظل أي شكل من أشكال أو أنواع الرقابة على أي نشاط ثقافي أو فكري فلا معنى لذلك كله من غير دعم الحرية والإبداع وتحريره من أي قيد مهما كانت مسميات هذا القيد الذي تقع تحته أي بنود الرقابة الضارة حتى لو كانت باسم ما يطلق عليه المصلحة العامة وتتخذ عمليات التقييد على حرية الفكر والإبداع أشكالاً مختلفة تندرج تحت ما يطلق عليه مرة اسم المصلحة العامة وأخرى اسم الدين أو الأخلاق وهي تسميات لا يراد منها معناها الحقيقي في حالات كثيرة وإنما يراد بها تبرير عمليات القمع الفكري وهيمنة الرقابة الجامدة على الإبداع بألوانه المختلفة والنتيجة هي كثرة ما نراه من مصادرات لأعمال الفكر والإبداع من ناحية وتزايد وطأة الإرهاب الواقع على المفكرين والمبدعين من ناحية مقابلة وقد قال المرحوم يوسف إدريس ذات مرة أن الحرية المتاحة في العالم العربي كله لا تكفي كاتبا واحدا وهو قول كان في زمنه تعبيرا عن شعور جمعي بين المفكرين والمبدعين ضد كل أشكال الرقابة المنظورة وغير المنظورة ولكننا عندما نقارن ما كان يحدث في زمن يوسف إدريس وما يحدث في هذا الزمان نلاحظ قدرا متزايدا متصاعدا من الوطأة القمعية لكل أشكال الرقابة التي تؤثر في النهاية تأثيرا سلبيا في الإبداع وهي أشكال لا تنفصل عن ظواهر الإرهاب التي انتشرت في المجتمعات العربية واتخذت في الأغلب تبريرات دينية فضلا عن التبريرات السياسية التي لجأت إليها الأنظمة القمعية وكان من ضمنها ما يتبعه النظام الحالي من كبت للحريات وضرب للإبداع والتفكير وملاحقة وترهيب كافة الأجهزة الإعلامية التي لا تمتثل إلى تعليمات المرشد العام للإخوان المسلمين الذي يتولى هو وخيرت الشاطر فعليا حكم البلاد إن النظام الحاكم يتمسك بأن تتعامل كافة الأجهزة الإعلامية والصحفية باعتبارها أجهزة تابعة مباشرة لحكم الإخوان المسلمين وأن تعتبر أيضا بمثابة متحدث رسمي باسم هذه الجماعة من غير أن تؤدي وسائل الإعلام مهمتها المباشرة في التعبير عن مصالح الجماهير وهو ما يزيد من مدى التفاوت في الفهم والتجاوب بين الجماهير والمسئولين عن السلطات التنفيذية إن النظام ألإخواني الحاكم للبلاد نسى تماما وتجاهل أن الوظيفة الرئيسية لوسائل الإعلام هي مثل ما يقوم به الطبيب من تشخيص لتوضيح الحقائق ووضع خطة للعلاج وهو نفس الشيء الذي ينطبق على وسائل الإعلام من ضرورة إتاحة المناخ الملائم لاستنباط الحقائق من خلال ما تقوم به من عرض وتحليل كما تتطلب وظيفتها أيضا الاهتمام بالمتابعة والتفاعل مع الجماهير على اعتبار أن وسائل الإعلام من أهم الوسائل التي يمكن أن يعتمد عليها في التعبير ولذلك فإن استقلالية أجهزة الإعلام عن الدولة يساعد في تمكينها من القيام بدورها دون تأثير أو ضغوط أو سيطرة أو رقابة من أي جهة ولكن هذه الاستقلالية لا يمكن أن تتحقق في ظل النظام الحاكم الديكتاتوري حيث يلجأ إلى الترهيب والترغيب والتخويف مستخدما في ذلك حرية اللجوء إلى القضاء فيقوم مساعديه ومندوبيه ومريديه وأعضاء جماعته بإقامة العديد من الدعاوى والقضايا التي تكبل حرية الرأي والفكر والإبداع وتحاول جاهدة في خنق كل ما هو جديد وإجهاده حتى تتلاشى حرية الإعلام والفكر والإبداع كذلك ينص العهد الدولي في مادته التاسعة عشر على أن لكل إنسان الحق في اعتناق ما يراه من آراء دون التعرض لأي مضايقة ويشمل ذلك حرية التعبير والحصول على المعلومات والأفكار وتلقيها ونقلها سواء في شكلها المكتوب أو المطبوع أو المسموع أو المرئي أو الفني وما يتبع ذلك من واجبات ومسئوليات وبذلك يكون العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية ميثاقا دوليا يضع أطرا عامة تحكم العلاقة بين الفرد والهيكل التنفيذي في المجتمع بما يحقق الحماية لحقوق الفرد في التمتع بحرية التعبير والرأي والاتصال وقد وقعت الكثير من الدول على العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية إلا أن الكثير من القوانين المحلية لا تتوافق مع بنوده إن ما يقدمه الأستاذ الكبير باسم يوسف في برنامجه البرامج يمثل البرامج السياسية الساخرة في مصر وتوجيه تهمة له بإهانة رئيس الدولة محمد مرسي لتثير القلق بشأن حرية التعبير وبخاصة أن الدستور الجديد للبلاد يتضمن بنوداً انتقدها الحقوقيون والقانونيون لقد اشتهر باسم يوسف وهو طبيب في أعقاب الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك في فبراير 2011 بتقديم برنامج ساخر على شبكة الانترنت شبه ببرنامج ديلي شو للمذيع الأمريكي جون ستيوارت ثم تعاقدت قنوات تليفزيونية خاصة مع باسم يوسف لتقديم برنامجه السياسي الذي سخر فيه من عدد كبير من رموز السياسة في مصر وبينهم د مرسي حتى أن بعض زملاؤه في القناة الخاصة لم يسلموا من انتقاداته وسخر باسم يوسف في إحدى حلقات برنامج البرنامج من استخدام مرسي المتكرر لكلمة الحب في خطبه وبدأ الحلقة بأغنية عاطفية محتضنا وسادة حمراء عليها صورة مرسي.
إن الدعوى الماثلة هي الأحدث في سلسلة قضايا التشهير بالإعلام والتي تعد نذير سوء لحرية التعبير في الوقت الذي تعيد فيه مصر تشكيل مؤسساتها بعد الإطاحة بمبارك وقالت هبة مورايف مديرة مكتب القاهرة بمنظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية الأمريكية أن ما يتبعه النظام الحاكم يمثل التهديد الأكبر لحرية التعبير وثبت ذلك خلال الأشهر الماضية بازدياد لقضايا التشهير سواء كانت عن تهم التشهير بالرئيس أو بالقضاء ومن جانب آخر استنكرت الجبهة الحرة للتغيير السلمي ما وصفته بحملة الملاحقات القضائية والبلاغات ضد الإعلاميين والمبدعين ورأت الجبهة في هذه الحملة محاولة لإرهاب الإعلاميين والمبدعين وكثر شوكة الثورة المصرية مؤكدة في الوقت نفسه على مطالبتها باحترام ميثاق العمل الصحفي والقواعد والأصول المهنية المتبعة في الإعلام بكافة صورة وجددت الجبهة تحذيرها لنظام جماعة الإخوان المسلمين من أن الاستمرار على نهج النظام السابق في التسلط وترسيخ الدولة الديكتاتورية سيؤدي به إلى نفس نهاية نظام مبارك .
إن إحالة الإعلامي الكبير باسم يوسف إلى التحقيق بتهمة إهانة رئيس الجمهورية وكذلك توجيه إنذار من الهيئة العامة للاستثمار بسحب ترخيص قناة سي بي سي يمثل انتهاكا صريحا لحرية الرأي والتعبير والإبداع المكفولة بنص الدستور الذي تم تمريره في ظلام الليل والمشكوك في شرعيته كذلك إن غالبا ما يلجأ المصريون للسخرية الممزوجة بالغضب للتعبير عن رفضهم للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية حيث سبحت تعليقاتهم في الانترنت ما بين المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي لتنتقد نظام الحكم ورموزه وتعبر عن حالة الإحباط وفقدان الإحساس بالعدالة وتتهكم على الأمن وحمايته للنظام وبعشوائية إدارة الدولة وليس غريبا أن يحتل باسم يوسف المرتبة الأولى كرجل العام وأن يأتي د مرسي في مرتبة متأخرة عنه فهذا هو ذوق الشعب المصري الذي يكره النكد ويبحث عن لمسه من المرح حتى في أسوء ظروفه لذا فاختيار الناس شخصية باسم يوسف هو اختيار للذين يهونون عليه عبء هذه المرحلة الصعبة ويستخدم أقدم سلاح ابتكره المصريون في مواجهة قمع الحكام وظلمهم سلاح السخرية الذي لا يمكن مصادرته وتاريخيا فنحن شعب سهل طيع أحيانا يسخر من نفسه ومن الآخر خصوصا إذا كان الآخر سلطانا أو صاحب سلطة وأن الرئيس الرحل جمال عبد الناصر كان يأخذ النكتة بجدية ويبني عليها قراراته أما الرئيس محمد أنور السادات كان يتلقاها بروح رياضية فقد كان يعتقد أن الآخرين لا يفهمون نظرته البعيدة إلى الأمور أما مبارك فلم يكن يفهم أي نكتة رغم أنها كانت جزءا من سحر ثورة يناير التي أطاحت به فرغم سقوط المئات من الشهداء لم يكف المتظاهرون عن رفع اللافتات الضاحكة فعلى ما فيها من أسى كانت ثورة خفيفة الدم اختلطت دموعها بضحك وشجن أثارت دهشة العالم كله لم يتصور أحد أنها بهذا الأسلوب يمكن أن تزيح ديكتاتورا جسم على البلاد لمدة ثلاثين عاما ، الرئيس الوحيد الذي نجي من النكات والسخرية كان جمال عبد الناصر الذي لم يجرؤ أحد في عصره على استخدام الأسلوب الساخر في نقده بسبب القمع الأمني الذي ساد وقتها إلا أن عهده شهد سخرية من نوع مختلف ذكرها الشيخ القرضاوي في مذكراته قائلا : رسم أحد الإخوان بيده صورة زيتيه كبيرة على جدار السجن الحربي للمساجين بأمر حمزه البسيوني وكتب تحتها عبارة عبد الناصر الشهيرة : ارفع رأسك يا أخي فقد مضى عهد الاستبداد وكانت فترة رئاسة أنور السادات هي بداية الانفتاح الساخر من مواقف الرئيس فتارة تظهر نكته على تعاطيه مخدر الحشيش وتارة أخرى يردد الناس نكته سياسية تنتقد تصريحاته مثل النكتة الشهيرة عن حالة الضباب التي سبقت قرار إعلان الحرب وعدد كبير من النكات سخرت من كثرة الاستراحات التي كانت مخصصة له ومن علاقته بالبابا شنوده وعمر التلمساني وقيل أن السادات كان مشهورا بخفة ظله وكان يحب الاستماع إلى النكات التي تسخر منه وبعد اغتيال السادات في 1981 لم تتوقف النكات الساخرة منه حتى أنها تحدثت عن مصيره في العالم الآخر وعن شاهد قبره وما كتب عليه وعقدت المقارنات الساخرة بينه وبين جمال عبد الناصر ولم تبدأ فكاهات الرئيس الجديد إلا بعد مرور السنوات العشر الأولى من رئاسته تقريباً أما عهد مبارك كان الأكثر سخرية، فطالت النكات علاقته برؤساء دول العالم والملوك العرب، وتحدثت عن الهدايا الثمينة التي كانوا يرسلونها للرئيس، كما تعرضت بعض النكات لطريقة مبارك في الحديث والتفكير وبمرور الوقت تحولت النكات إلى السخرية من طول فترة حكمه التي لم يكن يعرف أحد وقتها إلى متى ستستمر ووسط هذه الثورة العظيمة اكتشف باسم يوسف نفسه واكتشفناه نحن أيضا، دخل إلى ميدان الثورة طبيبا وجراحا للقلب، وخرج منه ثائرا وساخرا، كان واحدا من أطباء القصر العيني الذين هبطوا للميدان في واحد من أشد أيام الثورة مرارة ودموية، ليقدم مع زملائه العون للمصابين، وعاين شواهد الموت والاغتيال، وشاهد أيضا نوعا آخر من الاغتيال تتعرض له الثورة بواسطة أجهزة إعلام الدولة، تشاركها فى ذلك جوقة من المنافقين وعشاق أي نظام حاكم، لذلك قرر أن يفضحهم، أخذ ركنا من شقته، وبدأ ينتج برنامجه الخاص، برنامج قصير وبسيط ولاذع، يدعمه بحضوره المميز وتعليقاته الذكية وتحت عنوان "دكتور سخرية للثورة المصرية"، قالت صحيفة "هاآرتس" العبرية في تقرير لها إن الدكتور باسم يوسف جراح القلب السابق، يسخر في برنامجه ذوي الشعبية الكبيرة من الإخوان المسلمين ولا يخشى التعبير عن رأيه حتى عندما يكون هناك توتر شديد في الأجواء وقالت الصحيفة "هذه المرة قرر الدكتور يوسف البالغ من العمر 38 عاما جراح قلب، والمسجل في رابطة الجراحين ببريطانيا أن يسخر من تصريحات الإخوان المسلمين على حجم المظاهرة المليونية التي نظموها بميدان نهضة مصر ضد مظاهرة الحركات الاحتجاجية التي أجريت في ميدان التحرير، الأمر حدث قبل حوالي 3 أسابيع، وكانت تلك أيام متوترة وخشت السلطات من وقوع اشتباكات بين المعسكرين، وكما حدث مؤخرا جدا لم يفكر أحد ما، فيما عدا يوسف، أن هذا وقتا مناسبا للفكاهة" لكن المحطة التليفزيونية المستقلة -أضافت هاآرتس- التي حظت بلقب (محطة البث الخاص ببقايا النظام القديم) لم تحسب بأي حساب، وإزاء تفاخر الإخوان المسلمين بعدد المشاركين في مظاهرتهم عرض يوسف ( المزاد العلني الخاص) الخاص به وذكرت هاآرتس أنه في لقاءات مع الصحف اعترف يوسف أنه يقلد في برنامجه طريقة التقديم الخاصة بجون ستيوارث مقدم برنامج The daily show ذي الشعبية، لكن يبدو أن باسم تفوق على نظيره الأمريكي، يوسف يعرض مقاطع فيديو من أحداث حقيقية، ويضع بعد هذه المقاطع على الفور تفسيره الساخر وذكرت هاآرتس أن برنامج باسم يوسف هو بالفعل علم وراية لفكاهة الثورة، فنسبة مشاهدة البرنامج على اليوتيوب زادت عن مليون ونصف، وعدد الذين يشاهدون البرنامج بشكل مباشر من خلال المحطات الفضائية وصل لعدة ملايين، لكن برنامج باسم ليس هو الوحيد مصدر السخرية الوحيد في تلك الفترة، بل إن هناك نكاتا ناجحة على محمد مرسي منتشرة بشكل كبير على الانترنت، أو على الملصقات في المظاهرات أو رسوم الجرافيتي عل حوائط المباني العامة واختتمت تقريرها بالقول إن السخرية المصرية التي كانت موجودة بشكل سري خلال عهد الرؤساء السابقين عبد الناصر وأنور السادات ومبارك، تتمتع بحرية تعبير في فترة مرسي، عدد من ممثلي الإخوان المسلمين والسلفيين يهددون بمقاضاة باسم يوسف على إهانته لهم، لكن على ما يبدو هو لا يخشى من هذا الأمر، ويبدو أن التهديد الذي يخيفه أكثر هو أن تنقلب السخرية إلى واقع

وطلب صبري في ختام دعواه الحكم بصفة مستعجلة بوقف الإنذار المرسل من الهيئة العامة للاستثمار وعدم الاعتداد به وما يترتب عليه من آثار .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.